ما وراء قصف الدروز في الجولان السوري المحتل..!
أبين اليوم – سوريا
اثارت قضية قصف تجمع لأطفال الدروز في الجولان السوري المحتل، الأحد، جدلاً واسعاً فما ابعادها وما إمكانية توسيعها لرقعة الصراع في المنطقة؟
بشكل مفاجئ، أعلن الاحتلال الإسرائيلي سقوط نحو 40 قتيلاً وجريح في صفوف اطفال من طائفة الدروز كانوا يلعبون عندما سقط صاروخ اعتراضي على ملعبها في منطقة مجدل شمس بالشمال السوري المحتل..
وبسرعة سارع الكيان الصهيوني لتحميل حزب الله مسؤولية الهجوم مع أن المنطقة ليست في نطاق عمليات المقاومة اللبنانية ولا تشكل موقع استراتيجي والا لكان الاحتلال نشر أنظمة القبة الحديدة فيها لاعتراض الهجمات التي يسوقها لتبرير جرائمه.
فعلياً ما حدث، واكدته الطائفة الدرزية في الداخل الصهيوني، كان ورائه جيش الاحتلال وقد تم بصاروخ اعتراضي من القبة الحديدة، لكن يبقى السؤال حول أبعاد الخطوة؟
بالنسبة للطائفة الدرزية رغم وجوده في مؤسسات الاحتلال العسكرية والأمنية الا انها تعد الطائفة المهمشة مقارنة بالمستوطنين فاغلب أبنائها لا يزالون يدينون بـ”الإسلام” واعتراف الاحتلال بها يعود لأسباب منها انتشارها ومركزها على طول خطوط الدفاع الامامية لكيانه في لبنان وفلسطين وسوريا..
والهجوم الجديد ضد أبناء الطائفة في هذا التوقيت سيحقق للكيان عدة اهداف، ابرزها من حيث التوقيت اذ تتزامن مع مواصلة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو زيارته لواشنطن وسط أجواء متوترة مع الإدارة الامريكية في ظل ضغوط الأخيرة لإنهاء حرب غزة..
وسعي نتنياهو للحصول على مزيد من شحنات الأسلحة، وحتى يتهرب من هذه الضغوط ويثبت طلبه كان لابد له ان يقدم كبش فداء يثبت فيه لداعميه في واشنطن حجم ما يصفه بالخطر الذي يتهدد دولة الكيان ولأنه غير مستعد للتضحية بالمستوطنين القادمين من خلف الحدود ففضل أصحاب الأرض من الدروز.
كان ذبح الأطفال وقتلهم الدعاية الوحيدة التي سوقها نتنياهو لتبرير مذابحه بحق الأطفال والنساء في غزة قبل ان تتكشف ويفتضح أمره، وهاهو يعيد اليوم ذات الأسطوانة باتجاه حزب الله اللبناني، لكن الفارق ان الاحتلال اعجز من ان يخوض حرباً على الجبهة اللبنانية في الوقت الذي يرزح فيه تحت ضربات المقاومة في غزة منذ نحو عشرة اشهر.
قد يكون الاحتلال صعد من غاراته ضد لبنان خلال الساعات الأخيرة، لكن تبقى تلك الغارات في ظل عدم تجاوزها الخطوط الحمراء بسقوط مدنيين مجرد مناورة أخرى شانها كتهديدات الاحتلال بتدفيع الحزب الثمن تارة وأخرى بسحق لبنان وجميعها مفردت سبق لقادة الاحتلال وان استنزفوها خلال اشهر الحرب الماضية مع لبنان.