ما هي الورقة الرابحة التي تنتصر بها صنعاء في كل مرة ضد التصعيد الاقتصادي والعسكري.. “تقرير“..!

6٬601

أبين اليوم – تقارير 

كسبت صنعاء جولة جديدة من المواجهة على الصعيد الاقتصادي، تمثلت بإسقاط القرارات الصادرة عن البنك المركزي بعدن والتي استهدفت ٦ من أكبر البنوك التي تتواجد مراكزها الرئيسية في العاصمة صنعاء، الأمر الذي أثار حفيظة حكومة صنعاء، فهددت بالرد على هذه القرارات عسكرياً في العمق السعودي وتعطيل اقتصاد المملكة بمقابل ذلك، فجاءت نتيجة ذلك سريعاً، وضغطت السعودية على حكومة عدن، والتي جمدت قراراتها المذكورة، وأبدت استعدادها للدخول في مفاوضات اقتصادية، استجابة للدعوة التي وجهها لها المبعوث الأممي بهذا الخصوص.

ومع كل تحرك أو إجراء تصعيدي من قبل حكومة عدن والتحالف الداعم لها ممثلاً بالسعودية والإمارات، ومن ورائهما كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، تتمكن حكومة صنعاء من احتواء هذا التحرك وتحويله إلى مكسب يصب في صالحها، الأمر الذي يضع تساؤلاً عريضاً، حول الورقة الرابحة التي تلعب بها حكومة صنعاء في المعترك الذي تخوضه مع هذه القوى المحلية والإقليمية والدولية، لتخرج بمكاسب جديدة في كل مرة.

وللإجابة على هذا التساؤل، فإنه لا يمكن إغفال عوامل القوة التي تضيفها صنعاء إلى رصيدها باستمرار، منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، سواء من حيث تطوير القدرات العسكرية براً وبحراً وجواً، وبناء قوة عسكرية ضاربة، باتت اليوم قادرة على مواجهة أعتى القوى العسكرية العالمية، أو من حيث توحيد الجبهة الداخلية وإحراز الالتفاف الجماهيري..

وكذا وحدة القيادة التي خبرت فنون المواجهة العسكرية والسياسية، وهذه العوامل جميعها وعلى أهميتها، إلا أن عاملاً مهماً آخراً، هو ما يجعل صنعاء هي المتفوقة دوماً، وهذا العامل هو الانحياز إلى قضايا الشعب اليمني، وتبني مواقفه الجمعية، ومطالبه واستحقاقاته القانونية.

إن انحياز صنعاء- قيادة وحكومة- إلى قضايا الشعب اليمني وتبنيها لمواقفه وحملها لمطالبه واستحقاقاته المتمثلة بالحرية والاستقلال والسيادة والعيش الكريم، هي الورقة الرابحة التي تمكنها من تحويل أي تصعيد ضدها إلى مكسب إضافي لها..

فحين تطالب صنعاء بوقف العدوان بكل أشكاله، ورفع الحصار، وخروج القوات الأجنبية وتحرير الثروات، وعدم التدخل في قرار اليمن واستقلاله، وعدم الوقوف ضد إرادته وقضاياه، فهي جميعها مطالب ومواقف وقضايا يؤيدها السواد الأعظم من الشعب اليمني، وينظر إليها من قبل العالم كله كاستحقاقات جوهرية وقضايا عادلة..

وهو الأمر الذي يفسر ضعف موقف الحكومة الموالية للتحالف والدول والأنظمة الداعمة لها، وفشلها في جميع المعارك التي خاضتها ضد صنعاء على جميع المستويات منذ أكثر من تسع سنوات.

ومع وقوف صنعاء- قيادة وحكومة- مع الشعب الفلسطيني، منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، وانخراطها في الحرب ضد العدو الإسرائيلي، من خلال العمليات العسكرية التي طالت أهدافاً إسرائيلية في البر والبحر، وحظر الملاحة الإسرائيلية وكذا الأمريكية والبريطانية في نطاق هو الأوسع يمتد بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، أثبتت صنعاء موقفها الشجاع الذي يمثل موقفا أصيلا للشعب اليمني كله في مناصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com