بعد رفضها المغريات المتكررة.. ما الذي تريده حكومة صنعاء من الرياض.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
مع إعادة اليمن التلويح بالخيار العسكري ضد السعودية، ورفضها المغريات المتكررة، يثار تساؤلات حول مالذي تريده صنعاء من الرياض؟
لأكثر من عامين من عمر التهدئة بين الطرفين، ظلت صنعاء ملتزمة كلياً ببنود الاتفاق انطلاق من قناعة بضرورة إنهاء معاناة الشعب اليمني والبدء بتطبيع الحياة في مدنه التي ظلت لنحو 8 سنوات مسرحاً لعمليات قصف جوي وبري وبحري..
وحتى أعادت توجيه بوصلتها بعيداً عن صراع “الاخوان الأعداء” مع تركيزه ضد العدو الأول للأمة وافراغ طاقتها وقدراتها في سبيل نصرة المظلومين في غزة عبر مساندة مقاومتها بحراً وجواً، لكن الطرف الآخر ظل على النقيض تماماً، فكرس مؤامراته وخططه خلال أشهر الهدنة لإعادة تلوين جلده والبحث عن مكامن ضعف في خاصرة الشعب اليمني على أمل الظفر بالنصر وتحقيق ما فشل عنه عسكرياً.
وبينما كان اليمنيون منهمكون في معركة نصرة غزة وأهلها الذين يكتوون بجحيم الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقل بشاعة عن نظيره السعودي، كان أركان النظام السعودي والامارات ومن خلفهم الأمريكي والبريطاني يخططون لكيفية سحق هذا التحول الجديد في معركة الأمة..
وعلى حين غفلة طرقوا البوابة الاقتصادية على أمل اخضاعه وسعروا المعركة وصولاً إلى محاولات خنقه، لكن اليمن الذي لا يزال في قوة عنفوانه لم يتأخر رده عن المواجهة وقد اوصلها إلى حافة الهاوية ملقياً الكرة مجدداً في معلب خصومه الإقليميين والدوليين ووضع إياهم بين كماشة الحرب أو الاستسلام.
كانت المفاوضات خلال أشهر الهدنة تأتي تدريجياً أحياناً يتم تحريك ملف الأسرى وأخرى السياسية وثالثة في الاقتصاد، وكانت جميعها محاولات للتهدئة فقط من قبل خصوم اليمن، لكن بعد التصعيد الأخير الذي بدأته السعودية من عدن على شكل قرارات للبنك المركزي ووزارتي التخطيط والنقل يبدو الآن الأمر مختلفاً..
فاليمن التي ظلت تتماهى مع الحراك الإقليمي والدولي في مفاوضات التهدئة قررت رفع سقف مطالبها هذه المرة مع تكشف مؤامرات الأعداء التي لم تنتهي ولا تتوقف.
لم يعد الأمر مرهوناً بملف الأسرى ولا الاقتصاد أو حتى الجانب السياسي بل باتفاقية شاملة مع السعودية تلتزم بها الأخيرة بوضع يدها بعيدة عن التدخل في الشأن الداخلي وإعادة اعمار ما دمرته الحرب إضافة إلى وقف مؤامراتها مع الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي.
قد تحاول السعودية تخدير اليمن مجدداً بفتح ملفات كبيرة وذات أهمية كالاقتصاد والعملة والنفط وجميعها تحمل امتيازات لصنعاء، لكنها بذلك تخطئ اذا اعتقدت بأن اليمن قد يعود للخلف وقد قرر شحذ أسلحته للمواجهة القادمة.