عدن| مع رفع الغطاء عن الانتقالي سعودياً وتحشيد قبائل أبين.. ترتيبات لتكرار معركة “أغسطس” وبتغذية إقليمية غير مسبوقة..!
أبين اليوم – عدن
عاد التراشق بين الأعداء التقليديين جنوب اليمن، السبت، إلى واجهة المشهد مشفوعاً هذه المرة بتغذية إقليمية غير مسبوقة ما ينذر بتكرار سيناريو أغسطس من العام 2019 لكن بنتائج معاكسة.
وعلى واقع تقليم اظافر المجلس في عدن، بدأ خصومه التحشيد لإسقاطه من البوابة الشرقية هذه المرة.
في أبين، التي تعد مهد خصوم الانتقالي التاريخيين ممثلين بما كان يعرف في ثمانينات القرن الماضي بـ”الزمرة” وابرز المحافظات التي ظلت تحاصر سلطة الضالع أو ما كان يعرف بـ”الطغمة” احتشد المئات من مشايخ القبائل في العاصمة زنجبار وبقيادة احمد العيسي نائب مدير مكتب هادي “الرئيس السابق، للشؤون الاقتصادية، وابرز وجهاء أبين وطالبوا بتقاسم الثروة والسلطة في الجنوب، منددين في الوقت ذاته بعمليات إقصاء أبين وتهميش رموز المحافظة التي تعد مسقط أبرز الرؤساء في الجنوب.
هذه الأصوات تعد الأولى من نوعها منذ نجاح الانتقالي بقياداته المنتمية ليافع والضالع الإطاحة بسلطة الرئيس هادي عقب معركة دعمتها الامارات بقوة في أغسطس من العام 2019 وانتهت بفرار قادة أبين إلى الخارج ، وهي من حيث التوقيت مؤشر على انتفاض المحافظة التي شكلت محوراً على مر المنعطفات التاريخية للجنوب، اذ تتزامن مع ترتيبات نهائية لعملية سلام في اليمن يحاول الانتقالي الاستحواذ على حصة اليمن جنوبا معتقدا إزاحة كل خصومه.
في المقابل، لم يتأخر الانتقالي بالرد على حشد أبين، فقد سارعت وسائل إعلامه إلى استعراض التاريخ الدموي لقيادات أبين وعلى رأسهم الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، اذ عمدت هذه الوسائل لتداول معلومات تزعم تسريبها من قبل الاستخبارات الروسية وتتحدث عن تورط علي ناصر بهزيمة الجنوب في 1994 في محاولة لتحميل أبين مسؤولية هزيمة الانفصاليين في ذلك التاريخ وتبرير عملية اقصائها مع أن الانتقالي ذاته أصبح الآن جزء من سلطة يمنية موحدة.
ما يهم في الأمر أن هذه التراشقات تأتي في وقت تلقي فيه السعودية بكل ثقلها لنزع الغطاء عن الانتقالي سياسياً وعسكرياً وامنياً، وهي خطوة قد تضعف المجلس الذي ظل على مدى السنوات الماضية تعزيز نفوذه في عدن المجاورة والتي يبدو أنها تعد لتكون ساحة جديدة للمواجهة بين ألد الخصوم جنوباً وهو سيناريو قد يعيد للأذهان سلسلة الصراعات بين الفرقاء الجنوبيين منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم.
المصدر: الخبر اليمني