طائرات “MQ9“ الصريعة في اليمن.. كيف تمكنت قوات صنعاء من إلحاق أكبر الخسائر بأمريكا.. “تقرير“..!

5٬827

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ عبدالله محيي الدين:

طائرة أمريكية مسيرة جديدة من طراز  “إم كيو 9” أعلنت قوات صنعاء الجمعة عن إسقاطها، تعد الرابعة منذ بدء عمليات قوات صنعاء المساندة للمقاومة الفلسطينية في نوفمبر الماضي، كما أنها الثامنة منذ منتصف العام 2019 حينما أعلن عن إسقاط أول طائرة أمريكية من الطراز ذاته، والذي تفاخر به أمريكا كسلاح استراتيجي بتقنية عالية ومعقدة، تجعله عصيا على الاستهداف بالأسلحة التقليدية.

وأعلنت قوات صنعاء، الجمعة، عن إسقاط طائرة تجسس مقاتلة أمريكية من طراز (MQ9) أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب، هي الرابعة التي تم اسقاطها منذ بدء ما تسميه “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لغزة”.

وقال المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، في بيان مقتضب: تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية ـ بعون الله تعالى ـ من إسقاط طائرة أمريكية MQ9 مساء الخميس أثناء قيامِها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب.

وأشار سريع إلى أنه ”تم استهداف الطائرة بصاروخ أرض جو محلي الصنع”.. مؤكداً الجهوزية الكاملة لقوات صنعاء على كل المستويات براً وبحراً وجواً، وأن “كل محاولات الأعداء ستبوء بالفشل وستكون القوات المسلحة لها بالمرصاد بإذن الله”.

وتعد “إم كيو 9 ريبر” المسيرة الهجومية الأساسية للقوات الجوية الأميركية، نظرا لقدرتها على التحليق لوقت طويل (نحو 27 ساعة) وعلى ارتفاع أكبر من 15 كيلومترا، وامتلاكها أجهزة الاستشعار واسعة النطاق، ومجموعة اتصالات متعددة الأوضاع، وعددا من الأسلحة الدقيقة، الأمر الذي يعطيها قدرة فريدة على تنفيذ الضربات والتنسيق والاستطلاع ضد أهداف عالية القيمة وحساسة زمنياً.

ويشكل توالي إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية بسلاح قوات صنعاء، صفعة عنيفة للولايات المتحدة، لاعتبارات عدة، يأتي في مقدمتها ما يحمله ذلك من رسالة قوية، مفادها أن الأجواء اليمنية لم تعد مباحة للطيران المعادي سواء كان أمريكي أو تابع لأي قوة أخرى، وهو من ناحية أخرى يمثل خسارة مزدوجة للولايات المتحدة من الناحيتين المادية والعنوية على السواء، فمن الناحية المادية فإن تكلفة الطائرة الواحدة من هذه الطائرات تبلغ 30 مليون دولار، ما يعني أن إجمالي قيمة الطائرات الثمان التي أسقطتها قوات صنعاء يقارب ربع مليار دولار.

ويضاف إلى الخسارة المادية لأمريكا أيضا أن إجمالى عدد الطائرات المسيرة التي تملكها القوات الجوية الأمريكية من هذا الطراز هو 28 طائرة، وتطمح لأن يكون العدد 90 طائرة خلال السنوات القادمة، وهو ما يعني أن قوات صنعاء قد تمكنت منذ يونيو 2019 من إسقاط قرابة 30% من هذا السلاح الأمريكي المتقدم.

أما خسارة أمريكا من الناحية المعنوية فإنها تتمثل في تمكن قوات صنعاء الصنعاء التي لا تمتلك تاريخا طويلا في التصنيع العسكري والتقنيات العسكرية، من ضرب الطائرة المسيرة الأحدث والتي تعد فخر الصناعة الأمريكية، وهو ما يمثل بحد ذاته فشلا عسكريا جديداً للقوات الأمريكية، يضاف إلى قائمة إخفاقاتها في مواجهة قوات صنعاء، منذ يناير الماضي، حيث فشلت الأهداف التي وضعتها الولايات المتحدة لهجماتها على اليمن، والمتمثلة في القضاء على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، وإجبارها على وقف الهجمات التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

ومن شأن إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية في الأجواء اليمنية، أن يعزز حالة “العمى الاستخباري” التي تعاني منها أمريكا في مواجهة قوات صنعاء، وهو ما سبق أن بررت القوات الأمريكية بها فشلها في الحد من هجمات قوات صنعاء ضد أهداف إسرائيلية في البر والبحر، وكذا استهداف السفن الأمريكية والبريطانية كرد على الضربات التي نفذتها الدولتان في اليمن منذ يناير الماضي.

وكانت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية نقلت في تقرير نشرته في مارس الماضي، عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، قولهم إن “البنتاغون” يواجه انخفاضاً في المعلومات الاستخباراتية بشأن اليمن، بعد توقف هجمات الطائرات المسيرة ضد تنظيم القاعدة في البلاد، والتي كانت مستمرة حتى نهاية عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال المسؤولون الأمريكيون، إن واشنطن تعاني من “ضعف استخباراتي” كبير في اليمن، الأمر الذي يعيق محاولاتها وقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.. كما أشاروا إلى نقص المعلومات حول “ترسانة الحوثيين العسكرية، وتأثير الضربات الأخيرة على قدراتهم”، رغم ثقة “البنتاغون” بأن الضربات خلال الأسابيع الماضية، دمرت كثيراً من الأسلحة، وأجبرت الجماعة على إجراء تعديلات تكتيكية.

ويثير توالي إسقاط الطأئرات المسيرة التي تعد فخر الصناعة الأمريكية، بصواريخ قوات صنعاء، كثيرا من التساؤلات حول مدى الإمكانيات التسليحية والتقنية القدرات العسكرية التي باتت تمتلكها قوات صنعاء، بحيث أصبحت قادرة على استهداف الطيران الأمريكي المتطور، ومنعه من التحليق في الأجواء اليمنية.

وبقدر ما يمثله توالي تساقط الطائرات المسيرة الأعلى تقنية والأشد فتكا، وكذلك الأغلى كلفة، من صفعة قوية للولايات المتحدة التي تفاخر بهذا السلاح، فإنه أيضا يشير- بحسب خبراء عسكريين- إلى مستويات متقدمة من القدرات العسكرية لقوات صنعاء، وتحقيقها نجاحا كبيرا في مساعيها للسيطرة على على الأجواء لتكتمل بذلك دائرة السيطرة براً وبحراً وجواً.
YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com