طهران| رحيل أبرز مفككي سياسة “فرق تسد“ الأمريكية.. خسارة فادحة للعرب.. “تقرير“..!

5٬790

أبين اليوم – تقارير 

خلافاً لما يسوقه من يعرفون بـ”الصهاينة” العرب حول دوافع استهداف الرئيس الإيراني وطاقمه بمن فيهم مهندس الدبلوماسية الإيرانية ومحاولتهم إبقاء القضية داخلية، يمثل رحيل هذا الطاقم ضربة قوية للعرب قبل ايران خصوصاً في هذا التوقيت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة وإسرائيل لإبرام ما تعرف بصفقة القرن التي تقف ايران عائقاً أمامها، فما أبعاد الحادثة الأخيرة؟

برز اسم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو من مواليد الستينات في مدينة مشهد المقدسة، في ثمانينات القرن الماضي عند ما تولى منصب المدعي العام في ايران ليتدرج بعدها في المناصب القضائية حتى العام 2016 عندما ترشح للانتخابات الرئاسية وخسرها، ليسطع صوته بشكل أكبر في العام 2021 مع فوزه بانتخابات الرئاسة.

منذ توليه إدارة الحكم في البلاد كرس رئيسي وطاقمه بقيادة أمير عبداللهيان وزير الخارجية على كسر الطوق الأمريكي المفروض على بلاده خصوصاً مع جيرانها العرب والمسلمين ونجح في دبلوماسيته في إعادة العلاقات مع السعودية بعد سنوات من القطيعة التي فرضتها سياسة الولايات المتحدة لضرب العالم الإسلامي عبر اثراء الخلافات المذهبية.

واصل رئيسي سياسة التقرب مع العرب وخفض التصعيد في المنطقة وصولاً إلى إعادة العلاقات المنقطعة مع جيرانه في دول الخليج والعالم الإسلامي، لتنجح استراتيجيته الجديدة بعزل الولايات المتحدة في المنطقة حتى أصبحت واشنطن أعجز من تشكيل تحالف صغير في المنطقة بعد أن ظلت تدير لعبة الصراع فيها بإشارة اصبع وتمول عملياتها منها أيضاً.

هذه الاستراتيجية التي منحت ايران التفاف عربي واسلامي واسع بمن في ذلك الدول التي كانت تعاني من قطيعة معها باتت تقلق الولايات المتحدة وإسرائيل خصوصاً بعد طوفان الأقصى التي وضعت كليهما في حالة ذعر وهزيمة غير مسبوقة..

ودفعت بالساسة في واشنطن للبحث عن بدائل لتبعثر ورقة إسرائيل التي ظلت تحمي المصالح الامريكية لعقود، وأبرز تلك البدائل إنشاء تحالفات مع دول عربية كانت محل خلافات مع ايران، لكن هذه التحالفات لم يكتب لها النجاح خصوصاً مع رفضها المشاركة بتحالف البحر الأحمر وما تلاه من تحالفات اضطر معها أمريكا لنشر اساطيلها وتعريض حياة جنودها للخطر ناهيك عن الانفاق الباهظ على تلك العمليات..

وحتى لا تجد أمريكا التي تتعرض قواعدها وقواتها لهجمات في البحر والبر بالمنطقة خارج قواعد اللعبة كان لابد لها وان تكسر حالة الجمود هذه بعملية ضخمة كاستهداف الطاقم الإيراني المتخصص بتفكيك شفرات الصراع التي انشأتها أمريكا للسيطرة على مقدرات المنطقة وانشاء وضع جديد في المنطقة يدفع حلفائها للعودة إلى احضانها ولو بصفقة عرفت بـ”صفقة القرن” وتكاد تنتهي منها بإعلان السعودية التطبيع مع الاحتلال، إضافة إلى تعويله على نشوء نظام جديد في ايران لا يفهم لعبة واشنطن في المنطقة ويمنحها فترة رخاء للاستمتاع بالصراعات والرقص على ايقاعها.

قد يعتقد البعض ان رحيل شخصيات إيرانية كرئيسي ووزير خارجيته ضربة لإيران لحنكتهما السياسية لكن في الحقيقة ضربة قوية للعرب والمسلمين فهي تعيد تفكيك اللحمة التي عملت تلك الشخصيات على تمتينها على مدى السنوات الأخيرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com