ديمقراطية الكاوبوي..!
أبين اليوم – متابعات
اكثر من سبعين مليون أمريكي صوتوا لرجل عنصري معتوه مثل ترامب، وهذه الصفة ليست تهمة او تهجم على الرجل، بل هي حقيقة أكدها أغلب الأطباء النفسيين في أمريكا، ويعرفها الامريكيون جيدا، الامر الذي يؤكد وجود 70 مليون نسخة من ترامب في المجتمع الامريكي ولكن بنسب متفاوتة.
نجح ترامب في ان يتحول الى قائد وملهم ومنقذ للجماعات العنصرية في امريكا، وتحول كلامه لدى هذه الجماعات المتطرفة الى ما يشبه النص الديني، لا يملكون من خيار الا الامتثال له، وظهر ذلك جليا عندما طلب من هذه الجماعات التوجه الى مبنىالكونغرس ووقف عملية المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، فإمتثلت الحشود دون ادنى تردد، واقتحمت المبنى حيث قتل وجرح واعتقل المئات من قوات الامن والشرطة والمهاجمين.
ترامب، لم يشعر بأي تأنيب ضمير لمقتل وجرح العديد من الاشخاص، بسبب الاقتحام، لانه يعتقد انه مبعوث لتنفيذ مهمة مقدسة، كما يرى اتباعه وانصاره ايضا، وليس مهما لديه من يقتُل ومن يُقتل، فهذه شبكة “سي إن إن” الأميركية تكشف إن المحققين الفيدراليين أوقفوا شاحنة محملة بالأسلحة والمتفجرات في محيط مبنى الكونغرس (الكابيتول) قبيل اقتحام أنصار ترامب المبنى. ووجدوا داخل الشاحنة 11 قنبلة ومسدسات وبنادق هجومية، وذلك على بعد مربعين سكنيين فقط من مبنى الكابيتول.
كما أكد المحققون توقيف رجل آخر في العاصمة واشنطن كان يحمل بندقية ومئات طلقات الذخيرة الحية، وكان قد أخبر معارفه أنه يريد إطلاق النار على رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أو دهسها.
اللافت ان انصار ترامب ، كترامب نفسه، لا يخفون نواياهم ويعلنون عنها على الهواء مباشرة، كما كشف أحد أعضاء جماعة “براود بويز” العنصرية المتطرفة، في حديث مع قناة فضائية، أنه قدم من “ولاية أوهايو مع عدد من أصدقائه كي يمنعوا التصديق على نتائجالانتخابات المزورة لحماية مصداقية الانتخابات والدولة الأميركية”.
فيما قال آخر “لو أستطيع أن أشنق قادة الحزب الديمقراطي في قلب العاصمة واشنطن لفعلت، كي يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم في المستقبل.. هم يتآمرون على الشعب الأميركي ويريدون القضاء على حريتنا للتحكم بنا، كما يتحكم حكام الدول الاشتراكية بمواطنيهم. لن نسمح لهذا أن يحدث”.
قد يسأل سائل، كيف يمكن لمواطن يخرج على شاشات التلفزيون ويهدد نواب الشعب بالقتل ، ويحمل سلاحا لتنفيذ تهديده، بل ويقتحم البرلمان ويطلق النار على الشرطة من اجل الوصول الى هدفه دون ادنى خوف من مساءلة او عقاب؟، الجواب معروف، وهو ان هذا المواطن، هو مواطن ابيض ويعيش في مجتمع عنصري، ويتمتع بحماية نظامه، الذي اختار رئيسا عنصريا، لا يتوانى عن استخدام لغة عنصرية مقززة وبشكل علني، ضد مواطنيه، وذلك عندما دعا ترامب اربعة من نائبات الكونغرس الامريكي، وهن ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، وأيانا بريسلي، للعوده الى بلدانهن بسبب بشرتهن!!.
هذه الحقيقة المرة اشار اليها وبشكل ما مذيع قناة “إم إس إن بي سي” الأمريكية، جو سكاربورو، عندما انتقد الشرطة و “معاييرها المزدوجة الفظيعة” ، وتعاملها “الناعم” مع المهاجمين البيض، وقال: “لو كان أولئك المتمردون سودا لتم إطلاق الرصاص في وجوههم.. ولو كان أولئك مسلمون لأطلق عليهم القناصة النار من أسطح المباني”!!.
ان ديمقراطية الكاوبوي الامريكي، التي شهدنا بعض “انجازاتها” مع صعود نجم ترامب، لم تبدأ بترامب، فهي كانت موجودة منذ تاسيس امريكا، الا ان ترامب نجح في امحاء كل مساحيق التجميل التي حاول النظام السياسي الامريكي المنخور عنصرية، ان يغطي عليها، وهذا ما كشف عنه ترامب في اخر تغريدة له قبل اغلاق حسابة على تويتر، عندما قال:” الـ75 مليون أمريكي الذين صوتوا لي ولشعار أمريكا أولا ولجعلها عظيمة مجددا لن يظلموا أو يُقلل من احترامهم بأي شكل من الأشكال”، وهو ما يؤكد ان الوحش الامريكي العنصري كشف عن وجهه القبيح، ولم يعد يتحمل المساحيق، حتى الباهتة منها، وبات يتحدث وبصراحة عن امريكا بيضاء لا مكان فيها للملونين في المستقبل.
المصدر: العالم