واشنطن| الكشف عن استراتيجية أمريكية جديدة لتفجير الوضع في اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
بالتزامن مع اعلان امريكي – سعودي الاقتراب من “صفقة القرن”، كثفت الولايات المتحدة حراكها العسكري والاقتصادي والسياسي في الملف اليمني، فما أبعاد الحراك الجديد؟
عقب ساعات من المباحثات مع ولي العهد السعودي ولقاءات مكثفة مع قادة مجلس التعاون الخليجي ومسؤولين عرب مطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي، خرج وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان ليعلنا رسمياً اقترابهما من التوصل إلى اتفاق.
هذا الاتفاق، وفق ما نقلته وكالات دولية وتحدث به أعضاء كونجرس أمريكيين، يقوم على 3 نقاط أبرزها:
– التعاون الدفاعي بين واشنطن والرياض..
– حل ما يصفها الأمريكيين بـ”المشكلة الفلسطينية”..
– إعلان التطبيع السعودي – الإسرائيلي.
وبغض النظر عن العناوين البراقة التي تضمنتها تصريحات الوزيرين ثمة نقاط في التفاصيل تصر السعودية على تطبيقها، فالتعاون الدفاعي لا يقتصر فقط عن نشر منظومات أو تعاون نووي كما تم تسريبه، بل يشمل أيضاً حل ملفات عالقة في المنطقة وابرزها الملف اليمني والذي خصصت له السعودية طاولة مستديرة خلال حراكها الأخير عرف بملف البحر الأحمر.
هذا الملف ظل محل خلافات بين إدارة بايدن والنظام السعودية منذ تسلم الأول سدة الحكم في الولايات المتحدة، وكان سبباً بمقاطعة الرياض تحالفات أمريكية عدة في المنطقة أبرزها تحالف “حارس الازدهار” وما اعقبه من عمليات عسكرية على اليمن رفض السعودية تمويلها أو حتى توفير قواعد لها ما اضطر أمريكا لإرسال حاملات الطائرات إلى البحر الأحمر رغم تكلفة التشغيل الباهظة ناهيك عن المخاطر المحدقة في ظل الهجمات اليمنية..
لكن الملف ذاته بدأ مؤخراً محل انفراجه بين واشنطن والرياض خصوصاً في اعقاب قرار إدارة بايدن تصنيف “أنصار الله” على لائحة الإرهاب وهو شرط سعودي من 3 يتضمن احدها توجيه ما يصفه الخبراء السعوديين بتوجيه ضربة كبيرة لمن يصفوهم بـ”الحوثيين” وهذا ما تعمل عليه أمريكا حالياً. وتتصور إمكانية تحقيقه.
قررت أمريكا سحب حاملات الطائرات من البحر الأحمر مع فتح السعودية قواعدها للطائرات الامريكية التي تم نقل اسراب منها من إيطاليا، وتقوم حالياً بإعادة هيكلة القوى اليمنية الموالية للتحالف عسكرياً وسياسياً وحتى اقتصادياً.
على الصعيد العسكري، تتحدث مصادر دبلوماسية عن نجاح واشنطن بإعادة توزيع أدوار قيادة جبهات القتال الداخلية في اليمن على أعضاء المجلس الرئاسي فأوعزت للعليمي والعرادة بتولي مهام جبهة الشمال انطلاقاً من مأرب..
وللانتقالي عبر نائب رئيسه أبو زرعة المحرمي بتولي جبهة الجنوب انطلاقاً من عدن في حين سيتولى طارق صالح جبهة الساحل..
هذه الخلطة العسكرية الأمريكية تأتي بالتوازي مع ترتيبات سياسية برزت المصالحة التي ابرمتها في عدن بين كافة قوى الصراع في عدن من الانتقالي المنادي بالانفصال إلى الإصلاح والمؤتمر وقوى النظام السابق الذي كان ابرز الد أعداء الجنوب، ولم تكتفي بالتهدئة بينهما بل قررت خلطهما في تحالف سياسي جديد وواسع تحت زاوية “وطنية” والهدف دفع القوى الجنوبية إلى المعركة شمالاً وتصفير مطالبها بحدودها القديمة.
كما أنها تتزامن أيضاً مع حراك اقتصادي يقوده صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أيضاً ويهدف لتعزيز حصار صنعاء اقتصادياً عبر محاولات إقناع البنوك التجارية والخاصة بنقل مقراتها إلى عدن رغم المخاطر المحدقة.
تحاول أمريكا إعادة صياغة المشهد في اليمن إجمالاً ولم تخفي نيتها تفجير الوضع عسكرياً وهي بذلك لا تحاول فقط كسر الحصار اليمني على إسرائيل الذي تشترطه مقابل الحل السياسي بل تحقيق للسعودية رغبتها في اليمن والتي سبق وان فشلت السعودية وامريكا ذاتها بتحقيقه على مدى قرابة عقد من الزمن.
المصدر: الخبر اليمني