باحثة فرنسية متخصصة في الشأن اليمني: موقف الحوثيين واضح وكل السفن آمنة عدا الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية..!
أبين اليوم – باريس
أكدت باحثة فرنسية متخصصة في الشأن اليمني إن الحوثيين واضحون في ما يفعلونه بالبحر الأحمر، وهو إستهداف السفن الإسرائيلية، وأنهم مستعدون لوقف هجماتهم بمجرد توقف الحرب على غزة، مؤكدةً أنهم يرحبون بمرور أي سفن أخرى ما لم تكن لها صلة بإسرائيل أو مملوكة لها.
وقالت الباحثة والكاتبة الفرنسية هيلين لاكنر، المتخصصة في الشأن اليمني، خلال مقابلة مع برنامج “الديمقراطية الآن”، رصدها “يمن إيكو”، وفي معرض ردها عن سؤال لمذيعة البرنامج عن الحوثيين وماذا يريدون وماذا تعني الأحداث في البحر الأحمر: “موقف الحوثيين واضح للغاية وهم يعلنون كل يوم تقريباً أن هجماتهم في البحر الأحمر ستنتهي بمجرد انتهاء الحرب في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وانتهاء الخوف والرعب الذي يعاني منه الفلسطينيون”.
ونوّهت هيلين بأن “النقطة المهمة هنا، هي أنه على الرغم من ادعاءات أمريكا وبريطانيا بأنهما تدافعان فقط عن حرية الملاحة في البحر الأحمر، ورفضهما قبول أي صلة بين هذه الهجمات وغزة، إلا أن الحوثيين صرحوا بوضوح أنهم لم يفعلوا ذلك إلا لمهاجمة السفن التي لها ارتباطات بإسرائيل، فهي تستهدف السفن التي تأتي من إسرائيل، أو تذهب إليها أو تحمل بضائع إسرائيلية، أو مملوكة لإسرائيل ولها صلة، ويتم استهدافها، ولكن السفن الأخرى لا يتم استهدافها بالطبع”.
وأضافت: “باستثناء الآن، ومنذ بدء الهجمات البريطانية الأمريكية فإن الحوثيين يستهدفون أيضاً السفن الأمريكية والبريطانية، ولذلك فقد أعلنوا بوضوح أنهم يرحبون بحركة السفن الأخرى في البحر الأحمر”، مؤكدةً أن “حركة جميع السفن باستثناء السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، حرة تماماً”.
الباحثة الفرنسية أوضحت السبب الرئيس وراء دعم الحوثيين ومساندتهم للشعب الفلسطيني، عسكرياً من خلال عملياتهم في البحر الأحمر، قائلةً: “من المهم أن السبب وراء قيام الحوثيين بهذا الشيء لدعم فلسطين هو أن أحد مواقفهم ومعتقداتهم هو دعم فلسطين، وبمعنى أكثر مباشرة، معارضة الإسرائيليين”.
وأشارت إلى أن “السياسة الخارجية للحوثيين تتلخص في شعارهم المعادي لأمريكا وإسرائيل، ولذلك فإن مواقفهم واضحة تماماً”.
وتابعت: “على الرغم من أنهم كانوا على استعداد للسماح بسفن أخرى، إلا أنهم الآن سعداء لأن الأمريكيين والبريطانيين يستهدفون مواقع الإطلاق المختلفة الخاصة بهم”.
هيلين تحدثت عن التسليح لدى الحوثيين، حيث قالت: “إذا ألقيتم نظرة على التشكيل القتالي للحوثيين، فإن ترسانتهم تضمنت في البداية صواريخ سكود الروسية، وأسلحة أخرى، وبعض المعدات الأمريكية من عهد النظام السابق، تم تحسين هذه المعدات والذخيرة وتحديثها جزئياً بسبب الدعم الإيراني، وبهذا المعنى أصبح الحضور الإيراني أقوى”، واستدركت قائلةً: “لكن لا ينبغي أن ننسى أن الحوثيين حركة مستقلة، الحوثيون ليسوا القوة الوكيلة لإيران، إنهم ليسوا دمى في يد إيران، ولن يفعلوا ما يطلبه منهم الإيرانيون”.
في السياق، تحدثت الباحثة الفرنسية هيلين لاكنر، عن شعبية الحوثيين على مستوى العالم، بسبب اتخاذهم هذه الإجراءات تضامناً مع غزة ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، حتى أثارت هجماتهم ردود فعل عسكرية أمريكية انتقامية، في حوار أجرته معها مجلة “جاكوبين” الأمريكية، التي تتخذ من نيويورك مقراً.
وفي الحوار الذي رصده وترجمه “يمن إيكو”: “أعيش في المملكة المتحدة، وكان الحوثيون هم العنصر الأول في نشرة الأخبار المحلية، ويصل هذا إلى ستين مليوناً أو خمسة وستين مليون شخص، أو في الأساس 95 بالمائة من السكان في هذا البلد، الذين لم يكن لديهم أي فكرة عن هوية الحوثيين قبل أسبوعين وربما ما زالوا لا يفهمون حقاً من هم. وتذهب إلى تظاهرة مؤيدة لفلسطين، فيجد الناس يشيدون بهم مرة أخرى ويقولون (كم هم رائعون)”.
وأضافت: “على عكس الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تدعيان الدفاع عن النفس بينما تهاجمان الآخرين، فإن الحوثيين في الواقع لديهم كل الحق في الحديث عن الدفاع عن النفس”.
وأوضحت: “أعني أن الصواريخ الأمريكية لا تهاجم جمهورية الكونغو الديمقراطية، بل تهاجم الأراضي اليمنية، والتي هي بالتأكيد جزء من المكان الذي يعيشون فيه. لذا فإن هذا يتناسب مع تعريف أكثر منطقية للدفاع عن النفس من قول الأمريكيين إنهم في حالة دفاع عن النفس عندما يهاجمون مكاناً يبعد آلاف الأميال”.
المصدر: يمن إيكو