مجلة “فورين أفيرز“ الأمريكية : الحوثيون ليسوا دمىً في يد إيران ولا يتلقون المشورة منها..“تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
يتعاظم الإهتمام العالمي بمواقف أنصار الله الحوثيين في اليمن، فيما يتعلق بإسناد الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، بدعم أمريكي معلن- عسكرياً وسياسياً ومالياً- وهو الموقف الذي يتمثل في العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل، وما تبعه من ضم السفن الأمريكية والبريطانية عقب الهجمات الجوية التي نفذتها واشنطن ولندن على اليمن..
ويتفاوت هذا الإهتمام بين معجب بالموقف الأخلاقي والإنساني لصنعاء، والقدرات العسكرية والمهارات القتالية التي وصلت إليها قواتها، وبين من يحاول تصويرها على أنها تمثل خطورة على خطوط الشحن البحري الدولية.
مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، قالت إن الحوثيين أثبتوا القدرة على إبراز قوتهم عبر كامل المجال البحري، وأصبحوا اليوم قوة عسكرية هائلة ومتحفزة للغاية، مشيرةً إلى أنه لسوء حظ واشنطن أنها لا تملك طريقة سهلة لإحباط هجمات الحوثيين، مؤكدة أن الضربات الأمريكية على اليمن ساهمت في تعزيز مكانتهم.
وقالت “فورين أفيرز”، في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، إن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر التي يقولون إنها تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، أثبتت أن “الحوثيين قادرون على إبراز قوتهم عبر كامل الجسم المائي، كما أثبتوا أيضاً قدرتهم على تشتيت انتباه المنافسين الإقليميين الثلاثة الرئيسيين لإيران وإلحاق الضرر بهم، إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما أصبحوا جزءاً أساسياً من محور المقاومة، وفي الواقع، قد يصبحون قريباً أعضاءها الأكثر أهمية”.
وأكدت المجلة الأمريكية أن “الحوثيين عززوا شعبيتهم بين اليمنيين من خلال إعلانهم أن ضرباتهم في البحر الأحمر هي دفاع عن الفلسطينيين، ولسوء الحظ، ليس لدى واشنطن طريقة سهلة لإحباط خطط الحوثيين”، مضيفةً “إن الاستراتيجية الأمريكية الحالية، المتمثلة في إطلاق الصواريخ على مخازن أسلحة الحوثيين ومنشآت التدريب، قد تعطل مؤقتاً قدرتهم على ضرب السفن، لكنها تقدم عن غير قصد خدمة للجماعة من خلال السماح لها بالادعاء بأنها تحارب الإمبريالية، وبخلاف ذلك، فإن الشراكة الحوثية الإيرانية سوف تزداد قوة، وكذلك نفوذ طهران في المنطقة، ولذلك يجب على واشنطن أن توقف الضربات، وينبغي لها، بدلاً من ذلك، أن تعمل على وقف الحرب في غزة. ويجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تحاول تعزيز الاتفاقيات الدبلوماسية في المنطقة ودعم إطارها الأمني”.
وفي ما يتعلق بما يتم تداوله عن تبعية الحوثيين لإيران، قالت المجلة: “من المؤكد أن الحوثيين ليسوا دمى في يد إيران، ووفقاً لمسؤولين أمنيين أمريكيين، على سبيل المثال، نصحت إيران الجماعة بعدم الاستيلاء على صنعاء، لكنها فعلت ذلك على أي حال في عام 2014، مضيفة أن المردود السياسي الكبير الذي يأتي من إشارة الحوثيين إلى أن هجماتهم في البحر الأحمر دعم للفلسطينيين، يشير إلى أنهم ليسوا مضطرين إلى تلقي المشورة من إيران”، موضحةً أن “القوة الفعالة التي أثبتها الحوثيون في ساحة المعركة أثارت دهشة الإيرانيين أنفسهم، كما أجبرت السعوديين على السعي للتوصل إلى هدنة”.
وأشارت المجلة إلى أن “الضربات الحوثية المكثفة على المدن الإسرائيلية تساعد في تشتيت انتباه إسرائيل وقواتها، مما يوفر لحماس مساحة للتنفس. ومن خلال فتح جبهة جديدة، يزيد الحوثيون أيضاً من تكلفة أي هجوم إسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، فضلاً عن تكلفة قصف الحرس الثوري الإيراني والقوات المتحالفة مع إيران في سوريا. وعلى عكس حماس أو حزب الله أو الجماعات المختلفة في سوريا، فإن المسافة الجغرافية بين إسرائيل وأراضي الحوثيين تجعل من الصعب على إسرائيل الانتقام”.
وأضافت: “بالنسبة لواشنطن، لا يوجد سوى عدد قليل من الطرق الجيدة لتقويض استراتيجية الحوثيين. ومن غير المرجح أن تؤدي الضربات الانتقامية التي تشنها الولايات المتحدة إلى إيقاف الجماعة”، موضحةً أن هجمات واشنطن على اليمن تعزز موقف الحوثيين الذي يقولون إنه ضد إسرائيل ورعاتها.
المجلة قالت إن الهجمات الأمريكية على اليمن قد تؤدي إلى “تصعيد يعم المنطقة ويسبب أزمة اقتصادية عالمية. ولهذه الأسباب، تردد بعض حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا، في تأكيد مشاركتهم في الهجمات. وقد رفضت المملكة العربية السعودية- الشريك الإقليمي الأساسي لواشنطن- الانضمام تماماً. وطلبت الولايات المتحدة من الصين المشاركة في تحالفها العسكري البحري. لكن رغم اعتمادها الكبير على البحر الأحمر في التجارة، فقد رفضت بكين ذلك”.
وأكدت المجلة أنه “في نهاية المطاف، فإن أفضل طريقة للولايات المتحدة لمحاولة تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر هي من خلال الدبلوماسية السريعة. وإذا تمكنت واشنطن من الضغط على إسرائيل لوقف قصف المدنيين الفلسطينيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن ذلك سيضعف الذريعة المباشرة لعمليات الحوثيين.
YNP