تحركات دولية مكثفة للتهدئة بعد خسارة واشنطن معركة المواجهة البحرية المباشرة مع صنعاء.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ طلال الشرعبي:
نتيجة تراكمات عقود من عدوانيتها المفرطة واستكبارها الأرعن الذي يعطل منظور العقلانية ويستبدله بجنون العظمة، وفي موقف تعنت واضح أصرت واشنطن على التمادي والإيغال في حماقة عدوانها على اليمن وتصعيدها الداعم لكيان الاحتلال الصهيوني بهدف إطالة أمد حرب إبادته الجماعية العدوانية للشعب الفلسطيني.
معركة اشتباك مباشر:
وفي هذا السياق أضرمت نار التصعيد لحربها العدوانية البحرية على اليمن على أمل النجاح في فرض واقع عسكري جديد في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب، وأصرت على تطويرها إلى حرب إشتباك ومواجهة مفتوحة حشدت لها كافة سفنها وبوارجها الحربية في المنطقة.
بالمقابل وكإستجابة طبيعية للعدوان والتصعيد الأمريكي جاءت ردة فعل القوات المسلحة اليمنية التي نجحت في إدارة معركة الاشتباك المباشر مع عدد مِن المدمرات والسفن الحربية الأمريكية في خليج عدن، وباب المندب التي حاولت تقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أمريكيتين.
وأكثر من ذلك كان النصر حليف القوات المسلحة اليمنية في معركة المواجهة المباشرة المفتوحة التي استمرت قرابة ساعتين من الزمن تسارع فيها مشهد العد التنازلي والتداعي والانحدر الذاتي الأمريكي باتجاه مستنقع الهزيمة وإجبار السفن الأمريكية على الفرار وجر أذيال الخيبة.
تفاصيل الهزيمة:
ولمن يريد الوقوف على تفاصيل الهزيمة الأمريكية فقد أوردها الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية سكوت ريتر في مقطع فيديو قال فيه: “كان هناك العديد من المدمرات البحرية الأمريكية، كان من المقرر تشكيل حاجز وإجراء عملية فحص لسفينتي حاويات ترفعان علم الولايات المتحدة يديرهما مشاة البحرية الأمريكية محملتين بمعدات عسكرية”.
وأضاف: “بحلول الوقت الذي انتهت فيه المعركة انسحبت البحرية الأمريكية واستدارت السفينتان وانسحبتا.. لقد خسرنا معركة مباشرة مع الحوثيين لقد فشلنا في إنجاز المهمة”. وأردف: “لقد فعل الحوثيون شيئاً زعمت الولايات المتحدة أنه لا يمكنهم فعله أبداً.. لقد ركل الحوثيون مؤخرتنا للتو من مضيق باب المندب في معركة مباشرة اخترناها بأنفسنا لقد خسرنا ..الحوثي هزمنا”.
وبالنظر إلى ما تقدم لم يكن الفشل العسكري في البحر الأحمر وحده هو الذي جنته أمريكا من هذه المغامرة، بل كان تراجع وسقوط هيبتها بسبب فشلها العسكري، هو الأمرٌ البالغ الخطورة.
ولذلك فقد كانت تلك الهزيمه المدوية كفيلة بجعل الأفق منسداً أمام واشنطن وإدارة بنتاجونها الحربية ولم يبق أمامها سوى التراجع عن حماقتها ولانسحاب وتفكيك تهديداتها والانفتاح مسار البحث عن التسويات وحلول التهدئة.
تأكيد رسمي:
وفي مشهد تأكيد رسمي على فشلها في كسر الحصار اليمني المفروض على تل أبيب جاء تحرك واشنطن بإتجاه فتح قنوات التواصل الدبلوماسي وتقديم العروض الجديدة لصنعاء.
ونظراً لإنسداد الأفق أمام أمريكا فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فقد حاولت اللجوء إلى الصين، إذ كشفت صحيفة “الفيايننشال تايمز” عن لجوء واشنطن إلى بكين للمساعدة في وقف الهجمات التي تشنها حركة أنصار الله في البحرين الأحمر والعربي.
وعلى رغم من تأكيد إيران أن قرار أنصار الله مستقل، إلا أن الصحيفة أكدت أن الولايات المتحدة طلبت من الصين حث طهران على كبح جماح من أسمتهم “الحوثيين” الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر، لكنها لم تر أي علامة تذكر على المساعدة من بكين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
إلى ذلك أفادت مصادر دبلوماسية أن مسؤولين صينين أجروا اتصالات مكثفة بنظرائهم الإيرانيين ضمن ترتيبات لاتصالات مع صنعاء لبحث خفض التصعيد.
تحرك صيني:
وجاء الحراك الصيني عقب لقاءات على مستوى سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن لدى اليمن والذي يضم الصين وواشنطن كرس لمناقشة التطورات في البحر الأحمر.
وكانت الصين قد استبقت اللقاء الذي عقد الأربعاء بإصدار وزارة خارجيتها بياناً شددت فيه على ضرورة وقف العدوان على اليمن وذلك في تعليق على تسريبات أمريكية برفض الصين طلب للتدخل في ملف البحر الأحمر للتهدئة.
تحرك روسي:
وفي هذا السياق أفادت مصادر دبلوماسية غربية أن اللقاء الذي جمع رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام بمبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدونوف الجمعة تم بطلب أمريكي، موضحة أن النقاشات تضمنت عرضاً جديداً يتعلق باليمن دون أن توضح المصادر تفاصيل العرض.
وتبقى الحقيقة:
إذا كانت واشنطن بالنظر إلى سردية حقائق اللحظة المفصلية لم تعد تمتلك سوى هامش المناورة لصياغة التفاهمات فإن إعادة النظر في تراكمات عقود من عدوانية أمريكا المفرطة واستكبارها الأرعن من شأنها أن تؤكد للجميع حقيقة أن أي تفاهمات أو تسويات أمريكية لن تكون إلا فخا ومحاولة استدراج على قاعدة الاضطرار للتهدئة والتسويات المتزامنة بالتربص وانتظار لحظة سنوح فرصة العودة مجددا لخدمة خرافات العنصرية الصهيونية وأوهامها التاريخية.
المصدر: YNP