نتنياهو.. بين سندان “طوفان الأقصى“ ومطرقة  المغازي..!

4٬782

أبين اليوم – تحليلات دولية 

أعلنت قوات الإحتلال الإسرائيلي الثلاثاء مقتل 24 ضابطاً وجندياً خلال يوم واحد في معارك قطاع غزة، منهم 21 عسكرياً من قوات الاحتياط قتلوا بتفجير بنايتين في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو ما وصف بأنه أعنف يوم قتالي منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

– الضربة الموجعة التي وجهتها المقاومة إلى قوات الإحتلال، صدمت كيان الإحتلال كما صدمه “طوفان الاقصى”، فالعملية جاءت بعد أكثر من 100 يوم من الاجتياح البري على القطاع، مما يثبت فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في جمع معلوماتها وعدم قدرتها على حماية قواتها من هجمات المقاومة الفلسطينية.

– رغم إتفاق جميع أعضاء الحكومة والكنسيت في الكيان الاسرائيلي على القول أن كيانهم تعرض لضربة قوية، إلا ان تصريح رئيس الكنيست أمير أوحانا، كان لافتاً عندما قال :”صباح صعب للغاية استيقظ فيه شعب إسرائيل على خبر ينفطر له القلب، كل واحد من قتلانا بغزة عالم مليء بالعائلات والآمال والأحلام التي انقطعت قبل الأوان”، فهو تصريح يعكس عنصرية هذا الكيان، الذي يجرد الفلسطينيين من حقهم في الحياة، ويحصر هذا الحق بمستوطنيه، فـ”قلبه انفطر” على 24 “جندياً اسرائيلياً”، بينما “قلبه” لم يشعر حتى بوغزة، وهي يرى قتل “جنوده”، لأكثر من 25 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

– نظراً إلى أن مقص الرقابة العسكرية، يمنع نشر اي خبر عن عدد قتلى جنود الإحتلال، فان الإعلان عن مقتل هذا العدد من جنود الإحتلال في يوم واحد، يعد أمراً نادراً، ما يكشف خوف الإحتلال من أن يفتضح أمره، في حال نشرت فصائل المقاومة مقاطع مصورة عن العملية، وهو ما حدث بالفعل.

– ما حدث في المغازي، كان أكبر من صدمة بالنسبة لكيان الإحتلال، فالعملية وقعت بمنطقة ملاصقة بغلاف غزة، وهي منطقة كان جيش الإحتلال يحضرها لتكون “آمنة”، فاذا به يتعرض فيها لأكبر خسارة منذ الاجتياح البري لغزة، الأمر الذي يكشف للرأي العام داخل الكيان والعالم، ان كل ما يقول نتنياهو وآلته الإعلامية، عن تحقيق انتصارات في غزة ما هي سوى أكاذيب، هدفها الإبقاء عليه في السلطة أطول وقت ممكن.

– نتنياهو اليوم أصبح بين سندان “طوفان الأقصى” ومطرقة تفجيرات المغازي، لذلك بدأت منذ يوم امس تصريحات تتوالى عن احتمال التوصل إلى هدنة أو صفقة لتبادل الأسرى، وهي تصريحات لا نسمعها إلا عندما تكون هناك ضغوط على جيش الاحتلال، فالكيان الاسرائيلي اعتاد ان تكون الخسائر محصورة بالجانب الآخر، اما هو فلم يعتاد على مثل هذه الخسائر التي يتكبدها اليوم، وفي منطقة يحاصرها من جميبع الجهات.

– ضربة المغازي، ستهز المجتمع الاسرائيلي كما هزها “طوفان الاقصى” وستكون لها تداعيات كبيرة ليس على مسار العدوان على غزة فحسب، بل على الصورة المزيفة التي روجت لها “اسرائيل” في المنطقة، والتي تصورها بانها اقوى من جميع دول المنطقة، وانها تمتلك “جيشا لايقهر”، الامر الذي سينعكس سلبا على مسار التطبيع الذي هرولت اليه بعض الانظمة العربية، تحت تأثير تلك الصورة المزيفة.

– بعد صدمة المغازي، لا يفصلنا بين إعتراف الكيان الاسرائيلي بهزيمته المدوية في غزة، الا بعض الوقت، فإحساس قيادة الإحتلال بالفشل يتعمق، بعد ان ايقنت انه لا يمكن ان يعود الكيان إلى ما قبل “طوفان الاقصى”، كما بات الداخل الاسرائيلي على يقين ان نتنياهو يكابر عبر تأكيده على مواصلة الحرب، وهي مكابرة لا من أجل رفع العار الذي لحق بجيش الإحتلال في معركة “طوفان الاقصى”، بل من أجل تحصين نفسه أمام التهم التي تلاحقه، واخرها فشله في منع “طوفان الاقصى”، والتي سيدخل السجن بسببها مهما طال الوقت.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com