مركز أمريكي: العثور على أهداف للحوثيين أكثر صعوبة وتصنيفهم ينطبق بدقة على حكومتي السعودية والإمارات.. “تقرير“..!

5٬814

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

تكتسب اليمن زخماً كبيراً من الاهتمام العالمي منذ اتخذت حكومة صنعاء قرارها بحظر النشاط الملاحي على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الإسرائيلي، دعماً ومناصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد آلة القتل الإسرائيلية منذ أكثر من 100 يوم.

الموقف الذي اتخذته حكومة صنعاء وترجمته قواتها البحرية إلى عمليات دقيقة في البحر الأحمر أسفرت عن إحتجاز سفينة مملوكة للكيان ومنع أي سفينة أخرى من التوجه إلى موانئ فلسطين المحتلة، لفت أنظار العالم إلى اليمن، ورغم محاولة واشنطن تسويق روايتها التي تقول إن الهجمات اليمنية تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، إلا أن كثيراً من الدول والأنظمة والشخصيات المؤثرة عالمياً بدأت تدرك إنسانية ما تفعله قوات صنعاء، وهم يرون القتل العبثي المتواصل لأطفال ونساء غزة الذين تجاوز عدد قتلاهم 25 وعشرين ألفاً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.

الدعم الأمريكي المطلق للكيان الإسرائيلي- سياسياً وعسكرياً ومالياً- في حربها البشعة على الفلسطينيين، أضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة والعالم، خصوصاً منذ بدأت العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، والإجراءات التي اتخذتها واشنطن لوقفها، حمايةً للسفن الإسرائيلية، ومحاولاتها تأليب العالم ضد اليمن، بدءاً بتشكيل تحالفها العسكري، الذي لم يكن بمستوى ما خططت له، ومروراً بتنفيذ ضربات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المدن في نطاق سيطرة حكومتها، ووصولاً إلى الضغط على حكومة صنعاء بإعادة تصنيف حركة أنصار الله جماعةً إرهابية، ومساومتها بالتراجع عن قرار التصنيف مقابل وقف عملياتها العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

بدأ الاهتمام العالمي بموقف حكومة صنعاء يتصاعد، حيث قال تقرير نشره معهد “كاتو”- ‏الذي يعد مركز بحوث ليبرالياً أمريكياً ويتخذ من واشنطن مقراً- إن جو بايدن حين كان مرشحاً للرئاسة قبل ثلاث سنوات، وعد بأنه لن يستخدم القوة العسكرية إلا كخيار أخير، وأن بلاده لن تعود إلى الحرب في الشرق الأوسط، “لكنه الآن اتبع أسلافه وشن ضربات عسكرية غير قانونية ضد اليمن، ولم يقم حتى باستشارة الكونجرس قبل شن الحرب”، حسب التقرير.

وقال التقرير “إن بايدن عجز عن وقف هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ في البحر الأحمر، والتحالف الدولي الذي شكلته واشنطن كان نظرياً أكثر منه حقيقياً”.

وأشار إلى أن الهدف المعلن للإدارة الأمريكية هو “إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أمريكيين، مطلع الأسبوع الماضي، تحذيرهما من أنه حتى بعد ضرب أكثر من 60 هدفاً صاروخياً وطائرات بدون طيار بأكثر من 150 صاروخاً موجهاً بدقة، فإن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة دمرت فقط حوالي 20 إلى 30 بالمائة من القدرة الهجومية للحوثيين، والتي تم تركيب الكثير منها على منصات متحركة ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة”، مؤكداً اعتراف مسؤولين أمريكيين بأن “العثور على أهداف للحوثيين أثبت أنه أكثر صعوبة مما كان متوقعاً”.

كما لفت التقرير الأمريكي إلى أن “تبرير أنصار الله هجماتهم بأنها مناصرةٌ للفلسطينيين في غزة، وواجب ديني وأخلاقي أكسبهم سُمعة في الداخل اليمني وفي أنحاء المنطقة العربية عززت موقفهم، بينما أدى تدخل واشنطن إلى تأجيج المشاعر المعادية لأمريكا”.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية لجأت بعد فشلها في حماية والسفن وبعد هجماتها الجوية على الحوثيين إلى “إعادة تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية”، مؤكداً أن هذا التصنيف ينطبق بشكل أكثر دقة على الحكومتين السعودية والإماراتية، ولن يكون له أي تأثير عملي على أنصار الله”.

وأضاف أنه “على الرغم من امتلاك الولايات المتحدة جيشاً أقوى بكثير، إلا أن أراضي اليمن عصية”، مشيراً إلى أن أنصار الله “ظلوا في حالة حرب منذ عقدين من الزمن، أولاً ضد حكومة صالح الاستبدادية، ثم ضد السعودية والإمارات، وزودت واشنطن الرياض وأبوظبي بالطائرات والذخائر والصيانة والمعلومات الاستخبارية، وزودت الطائرات الحربية السعودية بالوقود، ومع ذلك خسر المعتدون، وأصبح السعوديون الآن في حاجة ماسة إلى إنهاء الصراع، وطيلة هذه الفترة مات مئات الآلاف من المدنيين اليمنيين، ويرجع معظم ذلك إلى أفعال العائلة المالكة السعودية والإماراتية وداعميهم الأمريكيين”.

التقرير أوضح أن “الأمن الأمريكي لم يكن مهدداً في البحر الأحمر، فخطوط الشحن تم تحويلها لكنها لم تتوقف، وكان التأثير الرئيسي هو زيادة التكاليف، وليس فقدان الأرواح”، في إشارة إلى الرواية الأمريكية التي بررت واشنطن من خلالها الضربات الجوية على اليمن، مؤكداً: “لم تكن هناك أي ظروف ملحة أو تهديدات وجودية أو ظروف طارئة، والحقيقة أن الإدارة الأمريكية أمضت أسابيع في تجهيز القوات البحرية بينما كانت تتظاهر بتشكيل تحالف دولي”.

ونوه بأن “معالجة الوضع المعقد في البحر الأحمر هي بالدبلوماسية”، مشيراً إلى أن “هجمات أنصار الله وإن كانت تستحق الشجب، إلا أنها جاءت نتيجة للانتقام الوحشي الذي شنه كيان كافيه ضد حماس عقب هجوم الأخيرة في 7 أكتوبر الماضي.

ومع وصول عدد القتلى الفلسطينيين إلى ما يقرب من 25 ألفاً- أي 20 مرة أو أكثر من الحصيلة الإسرائيلية الأصلية-، يستهدف اليمنيون السفن الغربية للضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على المدنيين الفلسطينيين والسماح بشحن المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com