هل تُعيد محكمة العدل الدولية الحياة لـ“العدالة“ في غزة..!
أبين اليوم – تحليلات دولية
يرى خبراء القانون ان مجرد نجاح جنوب أفريقيا في إقناع محكمة العدل الدولية بالنظر في الدعوى التي تتهم الكيان الاسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة، تحت ضغط الرأي العام العالمي، يعتبر انتصاراً سياسياً كبيراً، ضد كيان لم يمتثل أمام أي محمكة دولية رغم تاريخه القائم على الإحتلال والارهاب والابادات الجماعية والتهجير والقتل والتعذيب.
– رغم أن أحكام محكمة العدل الدّولية مُلزمة للأطراف، لكن المحكمة لا تملك بنفسها سلطة تنفيذ أحكامها، لذلك على جنوب إفريقيا في حال تم إدانة الكيان الإسرائيلي أن تتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، بوصفه جهاز إنفاذ قرارات الأمم المتحدة لإصدار قرار بتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية، لكن من الصعب استحصال مثل هذا القرار مع وجود الفيتو الأمريكي، ولكن حتى في حال نقضت أمريكا القرار، إلا أن الكيان الإسرائيلي وكذلك أمريكا، سيكونان مدانان من وجهة نظر الرأي العام العالمي، إستناداً إلى حكم أعلى جهة قضائية دولية، لتورطهما في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
– المعروف أن محكمة العدل الدولية لا تحاكم الأشخاص، بل سياسات الدول، الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، لذلك سيكون لحكمها تأثير سياسي كبير، ليس على الكيان الاسرائيلي ، بل على الدول التي دعمته وشجعته على ارتكاب الابادة الجماعية في غزة، لذلك لا يستبعد بعض الخبراء ان تقوم بعض الدول المتورطة في جريمة الابادة الجماعية في غزة وعلى رأسها امريكا والدول الغربية، بمحاولات للحيلولة دون إدانة الكيان الاسرائيلي.
– يرى خبراء القانون أن هناك عناصر عدة من شأنها أن تؤثر على كل قاض عند اتخاذه قراراً بشأن دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، واكثرها تأثيراً، الضغوطات التي ستمارسها اللوبيات الصهيونية لعدم صدور حكم ضد الكيان الاسرائيلي، وهذه الضغوطات ستمارس على مستوى الحكومات المختلفة تجاه القضاة التابعين لها في المحكمة.
– يعتمد هؤلاء الخبراء في موقفهم هذا، على الأداء الضعيف لفريق دفاع الكيان الإسرائيلي أمام المحكمة الدولية، حيث كانت مرافعتهم ضعيفة للغاية وبها ثغرات كبرى، أمام الأدلة والحجج والوثائق القوية التي قدمها الفريق القانوني لجنوب إفريقيا، والذي تشير جميع التوقعات، أن يكون حكم المحكمة لصالح جنوب أفريقيا، في حال تحرر القضاة من الضغوط المتوقعة من قبل حكوماتهم التي كانت ومازالت من الداعمين لجرائم الكيان الاسرائيلي في غزة.
– أكبر ضربة يمكن أن توجه للكيان الاسرائيلي وشريكته في الجريمة أمريكا، بعد ادانتهما بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، هي أن تأمر محمكة العدل الدولية، الكيان الإسرائيلي بإتخاذ إجراءات مؤقتة، وفي مقدمتها وقف العدوان على غزة، ومنعه من مواصلة الإبادة الجماعية، وهذا الأمر في حال وقوعه سيعطي أملاً لشعوب العالم، بأن العدالة لم تمت، وان هناك أناس مازالوا يتمردون على اللوبيات الصهيونية، والضغوطات السياسية ،والهيمنة الأمريكية، لذا ليس أمامنا من خيار إلا ان ننتظر، والأيام القليلة القادمة ستخبرنا إن كانت العدالة مازالت تتنفس.
المصدر: العالم