لهذه الأسباب.. واشنطن تعيد إدراج “أنصار الله“ في قائمة الإرهاب.. “تقرير“..!

5٬938

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في عمليتها العسكرية بالبحر الأحمر، حيث لم تكن بمستوى ما خططت له للوفاء بالتزامها بحماية السفن الإسرائيلية من الهجمات اليمنية، واتسعت دائرة فشلها أيضاً حين عجزت عن وقف الهجمات اليمنية رغم الضربات الجوية التي وجهتها لليمن بمشاركة بريطانيا،

بل فقدت احترامها أمام العالم الذي شاهد ولا يزال يتابع كيف انكسرت الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية، وقبل ذلك رأى العالم الصفاقة غير المسبوقة التي ظهرت بها الولايات المتحدة وهي تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، إذ أن العالم لم يجد تفسيراً منطقياً لتضحية أمريكا بكل هذا لأجل الكيان الإسرائيلي ودعم رواية أن كل تلك الجرائم والإرهاب في غزة مبررة تحت غطاء الدفاع عن النفس.

ويرى مراقبون أن القشة التي قصمت ظهر الولايات المتحدة كانت في البحر الأحمر، فقد أصبحت سفنها هدفاً لقوات صنعاء وهي لا تزال عاجزة عن حماية السفن الإسرائيلية، وما عمق إدراك العالم للفشل الذريع الذي يحاصر الولايات المتحدة من كل الجوانب فهو أنها في وقت اصطفت إلى جانب الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ورفضت وقف الحرب في غزة قررت التصدي لإجراءات وعمليات الحوثيين في البحر الأحمر والتي اتخذوها مقابل وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وحين عجزت عن وقفهم هربت باتجاه إعادة تصنيفهم جماعة إرهابية.

ويؤكد المراقبون أن القرار الأمريكي بإعادة تصنيف حركة أنصار الله جماعة إرهابية يحمل في الغالب تفسيرين؛ الأول هو التخبط الناتج عن الفشل والعجز الأمريكي أمام عمليات أنصار الله في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية، خصوصاً أن واشنطن حمَّلت نفسها مسؤولية حماية إسرائيل، والثاني هو صرف أنظار العالم عن الإرهاب الحقيقي الذي يمارسه كيان الإحتلال بحق أطفال ونساء غزة، والذي تدعمه الولايات المتحدة عسكرياً ومالياً وسياسياً، حتى أنها في الأثناء تدفع بكل ثقلها لتبرئة الكيان من تهمة الإبادة الجماعية التي تواجهها في محكمة العدل الدولية بموجب الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا ضد تل أبيب، حسب المراقبين.

وفي سياق الانكشافات التي تفسر إصرار الولايات المتحدة على تبرير الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والاتجاه إلى تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، أكد الكاتب الإسرائيلي مايكل بريزون، أن المحامين الإسرائيليين حطموا كل الأرقام القياسية في الكذب فيما يتعلق بتبرئة الإحتلال من جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في القضية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، مؤكداً أن إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة لطمس وجود الشعب الفلسطيني في الخطاب والوعي العام، وأصدرت قوانين جعلت سرقة أرضه وقتله عملاً مقدساً.

وأشار الكاتب الإسرائيلي، في مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، إلى أن “رفع جنوب إفريقيا قضية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، كانت الطريقة الوحيدة لإجبار تل أبيب على المثول سريعاً أمام المحكمة، رغم صعوبة إثبات ذلك”، في إشارة إلى الدعم الغربي الذي تحظى به إسرائيل، منوهاً بأن “إسرائيل رأت في تلك التهمة فرصة لصرف الأنظار عن جميع الفظائع الأخرى التي ترتكبها في قطاع غزة”.

وقال الكاتب الإسرائيلي متهكماً: “لو تم توصيل جهاز كشف الكذب بأحد المحامين الإسرائيليين أثناء مرافعاته لانهارت شبكة الكهرباء في لاهاي، ولبقيت المدينة في الظلام حتى يومنا هذا”، مشيراً إلى أن “من دلائل الخبث والشر، أن إسرائيل أنكرت لسنوات وجود الشعب الفلسطيني، وبذلت جهوداً كبيرة لإنكار وجوده في الوعي العام، وأصدرت قوانين لتشريع سرقة جميع ممتلكاته، حتى جعلت سرقة أراضيه عملاً مقدساً، بل إن حياته صارت لعبة، إذ أصبح بإمكان أي طفل إسرائيلي يحمل مسدساً أن يطلق النار على الفلسطيني متى ما شاء، ويكفي أن يقول إنه شعر بالتهديد ليتمتع بالحصانة”.

وأكد أن “حرية الفلسطينيين وحرية تنقلهم وتعبيرهم، وحقهم في تقرير المصير والدفاع عن النفس، كل هذا تم دهسه، وما زال يداس كل يوم، فنصف الشعب الفلسطيني تقريباً في قفص، والنصف الآخر يتعفن في ظل دكتاتورية عسكرية وظروف معيشية تبدو وكأنها مصممة خصيصاً لتثقل حياته وتدفعه للتواري عن الأنظار”.

على الصعيد نفسه، قال الناشط الأمريكي شهيد بولسين، الذي كان ينتمي سابقاً للحزب الديمقراطي الأمريكي، ويتبنى الآن مناصرة القضايا الإسلامية عموماً والعربية على وجه الخصوص، في تسجيل مرئي نشره في قناته على يوتيوب “أُمة وسطاً” وترجمه موقع “يمن إيكو”، إن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، “قضية مدمِّرة لإسرائيل، ونتيجةً لذلك هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اليمن، لأنهما تعرفان أنهما ستخسران هذه القضية في محكمة العدل الدولية. وبسبب فشلهم أمام العالم فقدوا احترام العالم لهم، فقاموا بتوسيع ارتكاب المجازر كما هي عادة الولايات المتحدة”

وأشار شهيد بولسين إلى أن “العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر هدفها وقف المجازر والإبادة الجماعية في غزة، وقد أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً ضد اليمن، لأن مشاركتها في ارتكاب المجازر في غزة جعلها تعتقد أن ذلك يجعلها الأكثر تفوقاً، لكن هذا التحالف انهار وتشظى، ولم تشارك فيه الدول الأوروبية، والضربات على اليمن لم تشارك فيها أي دولة ماعدا بريطانيا، وهذا يجعلهم في وضع أسوأ من ذي قبل، وهذه الأفعال تزيد من عزلة الولايات المتحدة في العالم، حيث أصبح العالم على دراية بهذه الأفعال التي تكشف حقيقة أنها معزولة”.

وأضاف أن من الواضح “أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يدافعون عن قضيتهم التي هي أمام محكمة العدل الدولية بمهاجمة اليمن، والهروب من جرائم الإبادة في غزة، والمرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتي تقوم بها أمريكا”، مؤكداً أن: “إسرائيل تنفذ فقط ما تقوله أمريكا”.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com