الأبعاد الخفية للتحالف البحري الأمريكي في البحر الأحمر.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ ناصر الخذري:
في ظل الموقف المعلن والمعروف عن أمريكا وتبنيها ودعمها لكيان الإحتلال الصهيوني الغاصب على المستويات المختلفة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتقديم ذلك الدعم صراحة والمشاركة له في إرتكاب العديد من المذابح المروعة بحق الشعب الفلسطيني منذ العام 1948م.
وقد جاء إعلان وزير دفاع أمريكا لويد اوستن في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 عن مبادرة أمنية متعددة الجنسيّات تحت مسمى “حارس الازدهار”، وذلك بهدف حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
تدرك أمريكا وكيان الإحتلال أن عواقب أي مغامرة غير محوسبة النتائج في إرتكاب أية حماقة في البحر الأحمر أو ضد الشعب اليمني ستكون عواقبها وخيمة وأن لا مجال أمام أمريكا إلا أن تلجأ إلى تشكيل تحالف دولي يسندها في هذا التحالف الذي ولد ميتاً بعد إنسحاب إسبانيا منه وأيضاً فرنسا وإيطاليا لإدراكها المخاطر المترتبة على أي أعمال عسكرية في منطقة البحر الأحمر وتأثيرها الواسع على حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ويأتي هذا الإعلان الأمريكي بتحالفه البحري في إطار رفع معنويات كيان العدو المنهار ومحاولة انقاذه من الحصار الخانق الذي عطل موانئ العدو ومنها إيلات واسدود بعد أن غيرت أكثر من 100 سفينة وجهتها وأعلنت ايقاف الشحن والمرور عبر البحر الأحمر.
معادلة قوية:
ويدحض خبراء ومحللون سياسيون واقتصاديون ادعاءات أمريكا وإسرائيل التي تزعم أن اليمن يستهدف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وأكدوا ان الموقف اليمني المعلن بأن الإستهداف محدد على السفن الإسرائيلية والمتجهة نحو موانئ العدو الصهيوني.. وان ما تحاول أمريكا الإقدام عليه بمثابة الإنتحار خاصة وأن القوات المسلحة اليمنية لديها من القدرة والكفاءة ما يجعل بوارج وسفن العدو الصهيوني والأمريكي أهدافاً سهلة الاصطياد، وقد حذر عبدالملك بدر الدين الحوثي أمريكا من إرتكاب أي حماقة وان ذلك سيجعل المصالح الأمريكية في المنطقة في خطر.
ويشير الدكتور جواد الهندواي أن الأمريكيين يجدون صعوبة في إقناع بعض الدول، وخاصة العربية مثل الإمارات والسعودية، على قبول الإنضمام إلى هذا التحالف، ولم يترّددْ اليمنيون بتحذير الدول العربية من مغّبة الانضمام لتحالف عسكري ضّدَ اليمن، وقال اليمنيون صراحة بأنَّ إنضمام الإمارات والسعودية لأي تحالف مع امريكا وإسرائيل ضّدَ اليمن سنكون في حّلٍ من الاستمرار في مساعي التهدئة والسلام وسنستهدف كل بواخر النفط الماّرة عبر البحر الأحمر.
الأبعاد السياسية والعسكرية:
وعن الأبعاد الخفية يوضح الدكتور هندواي في مقال له نشرته “رأي اليوم” يقول ان التحالف البحري الأمريكي قد يكون سببه قدرة اسرائيل العسكرية المحدودة في العتاد والسلاح والمقاتلين ولكن لأمريكا مآرب أُخرى ذات مغزى سياسي وعسكري.. فما هي؟
أولاً تقصدُ أمريكا عندما تهّمُ في تأسيس تحالف دولي، هو إثارة الفتنة وتعميق الخلاف والنزاع، وصنع تاريخ قتل ودماء بين دول المنطقة وشعوبها، حيث يتألم الشعب العراقي حين يتذكّر بأن غزو بلاده انطلق من بلدان عربية وحصار بلاده وتجويعه كان بتعاون بلدان عربية.. والتحريض على الاستعجال في شن الحرب على العراق وإخراجه من الكويت، ولكن المقومات المشتركة بين شعوب العرب وشعوب المنطقة وصفة التسامح التي ورثتها شعوب المنطقة من دياناتهم المشتركة وحضاراتهم تنتصر على مقالب الشياطين وترجّحُ كفّة الحق.
ثانياً، تتعمّد أمريكا في العمل عسكرياً وسياسياً من خلال تحالف وتجدُ في أسلوب او صيغة التحالفات وسيلة لترسيخ دورها وهيبتها وهيمنتها وقيادتها مناسبة للإدارة الأمريكية ان يُسّمى ”التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب”، ”التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر”، وهكذا.
أَو لمْ يدعو الرئيس الفرنسي ماكرون إلى تأسيس تحالف دولي بقيادة أمريكا لمحاربة حماس؟ بَيدَ أنَّ هذا التحالف هو واقع حال ولكن دون مآسسة إعلاميّة ودون تصريح وقد يكون المانع هو تفادي الخزي والعار ولعنة التاريخ على أمم اجتمعت وتحالفت على إبادة أطفال ونساء، وبأسلحة مُحرّمة دولياً وأخلاقياً.
ثالثاً، تتعمّد أمريكا إلى توريط الدول، وبعض عملاء المنطقة، في ارتكاب جرائمها كي لا تتحمّل بمفردها وزر افعالها وجرائمها. ما تقوم به في شرق سوريّة احتلال وسرقة نفط وثروات وبالتعاون مع قوات سوريّة الديمقراطية (قسد) عملائها في المنطقة تأسيس الجماعات الارهابية التكفيرية في افغانستان وفي العراق وفي سوريّة وفي لبنان وبالتحالف مع بعض دول المنطقة التي انخرطت مُكرهة او راغبة في مشروعها.
الارباك والقلق:
وفي ظل الإستعداد والجاهزية العالية للقوات المسلحة اليمنية لصد أي مخاطر محتملة من قبل امريكا.. تعيش القوات الأمريكية والمتحالفة معها في حالة قلق ورعب وفي هذا السياق أشار رئيس الوفد الوطني المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام في تغريدة له الى ذلك بالقول: “فيما كانت طائرة إستطلاع تابعة للقوات البحرية اليمنية تقوم بعمل استطلاعي عرض البحر الأحمر قامت بارجة أمريكية بإطلاق النار بطريقة هيستيرية وبأسلحة متعددة تظهر حالة الإرباك والقلق حيث انفجر أحد الصواريخ بالقرب من سفينة متجهة جنوب البحر الأحمر تابعة لجمهورية الغابون وهي آتية من الموانئ الروسية.
إننا نؤكد أن تهديد الملاحة البحرية الدولية ناجم عن عسكرة البحر الأحمر من قبل أمريكا وشركائها الآتين إلى المنطقة دون وجه حق سوى توفير خدمة الأمان لسفن كيان العدو الإسرائيلي.
إن البحر الأحمر سيكون ساحة مشتعلة إذا استمرت أمريكا وحلفاؤها على النحو الذي هم عليه من البلطجة، وعلى الدول المشاطئة للبحر الأحمر أن تدرك حقيقة المخاطر التي تهدد أمنها القومي.”
وكان التحالف البحري الأمريكي المعلن قد شمل فيما سمي تحالف “حارس الازدهار” كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والبحرين وجزر السيشل واليونان وأستراليا فيما رفضت 8دول على الأقل الكشف عن مشاركتها علنا بسبب الحساسيات السياسية للعملية مع استمرار حرب غزة.
المصدر: 26 سبتمبر