هل تدرك واشنطن ما الذي ستواجهه في حال هاجمت اليمن.. “تقرير“..!

5٬837

أبين اليوم – تقارير 

تمضي صنعاء في قرارها بمنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الإسرائيلي من الإبحار في المياه الإقليمية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، غير آبهة بالتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، وغير ملتفتة لأي من التحركات العسكرية لأمريكا وحلفائها، ولا للتحالف المهترئ سلفا الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي الأربعاء الماضي، تحت لافتة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فيما الهدف الأساس منه هو حماية الملاحة الإسرائيلية من هجمات قوات صنعاء التي لم تكن موجهة أبدا إلى غير السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل.

وفيما تؤكد صنعاء إستمرارها في منع السفن الإسرائيلية من عبور المياه الإقليمية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي ومنطقة باب المندب، فإنها أيضاً، وبحسب ما أكده وزير الدفاع محمد العاطفي في كلمة له الإثنين، أمام قيادات القوات البحرية والدفاع الساحلي، قد وصلت إلى أعلى درجات الاستعداد لمواجهة أي خطوة قد تقدم عليها أمريكا وحلفائها من قبيل شن هجوم على أهداف داخل الأراضي اليمنية.

وعلاوة على ذلك فإن صنعاء تبدو عازمة على تعزيز قوتها البحرية، وتقديم نفسها كدولة لها ثقلها البحري، الذي من شأنه أن يقف في وجه كل التحركات للسيطرة على المياه الإقليمية اليمنية، والتي تتمتع بمميزات إستراتيجية
وجيواستراتيجية، جعلتها محط أطماع السيطرة الدولية على مدى عقود إن لم يكن قرون من الزمن، فارضة بذلك معادلة لم يتمكن اليمن من فرضها من قبل، ومن شأن هذه المعادلة أن تسمح لليمن بالاستفادة من موقعه الجغرافي، في ما يسهم في نهوضه وازدهاره.

ومع ما شكله موقف صنعاء من العدوان الإسرائيلي على غزة، وانخراطها في الحرب ضد إسرائيل من زخم وحضور لاسم اليمن في الأوساط العالمية على كافة المستويات، فإن الحظر البحري الذي فرضته قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية بدا للعالم أمراً مبرراً بالنظر إلى جرائم كيان الإحتلال في غزة وحصاره الخانق لسكان القطاع ومنع دخول الغداء والدواء إليهم، وهو ما أفشل مساعي أمريكا لتدويل هذا الحظر، عبر تسويقه كخطر يهدد الملاحة الدولية في المنطقة، وقاد بالتالي إلى انتكاسة كبيرة للتحالف البحري الذي أعلنته واشنطن، وانسحاب الدول التي تضمنها إعلان هذا التحالف واحدة تلو الأخرى.

وبالعودة إلى ما تضمنته الكلمة ألقاها وزير الدفاع في حكومة صنعاء، محمد العاطفي أمس الإثنين أمام المشاركين في المؤتمر التحليلي لقادة وأركانات وضباط القوات البحرية والدفاع الساحلي للعام التدريبي والقتالي والعملياتي 2023م وكذا المهام المنفذة في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، يظهر مدى الاستعداد العسكري لقوات صنعاء، في مواجهة أي تصعيد عسكري من قبل أمريكا.

العاطفي قال في كلمته :”أسلحتنا الاستراتيجية الرادعة ومدياتها تصل إلى أبعد مما يتوقعه الأعداء ولا خطوط حمراء أمامنا وكل الاحتمالات مفتوحة وكل المسافة الزمنية مطلقة ونفسنا القتالي طويل والموت والقتال هي توجهات خبرناها ومستعدون لها لأنها طريق تفضي إلى خلود أبدي في الجنة إن لم توصلنا إلى الحق وإلى العدل”..

مؤكداً الحرص على سلامة الملاحة الدولية واحترام المواثيق الدولية وأن كل سفن العالم ستكون آمنة وستحظى بالحماية عدا السفن التي حددتها القوات المسلحة اليمنية على لسان
وأوضح وزير الدفاع بحكومة صنعاء أن اليمن سُلب من حقه الطبيعي وموقعه الجيوسياسي لسنوات طويلة وعقود متعددة من الزمن..

وقال: “مؤخراً بدأ اليمن يضع النقاط على الحروف ويمسك وبكل جدارة بحقه في الاطلالة الجيواستراتيجية على مضيق باب المندب وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر وعلى البحر العربي”.

وأضاف: “طالما أدرك ذلك العالم كله يجب أن يحترم السيادة اليمنية ويقر بحرية واستقلال القرار السيادي اليمني في بحاره ومنافذه”، مؤكداً أن اليمن اختار أن يكون سنداً قوياً للحق ومع الحق وعوناً للمستضعفين في غزة المحاصرة ضد العنجهية الصهيونية التي جبلت على القتل والتدمير والتخريب والفساد والإفساد في الأرض وتوحشت على أطفال ونساء وشيوخ غزة الباسلة.

وتابع قائلاً: “نؤكد لواشنطن وتل أبيب ولندن ومن معهم وعملائهم في المنطقة ومن يدور في فلكهم أن يمن اليوم غير يمن الأمس وكل ما رأيتموه من أعمال ومواقف هو تمهيد وخطوات أولية لأننا نوفر لكم القادم المؤلم طالما أنكم مازلتم تتمادون في مواقفكم العدائية ضد إخواننا وأهالينا في غزة المحاصرة المعتدى عليها”..

مضيفاً:  “كونوا على يقين أننا سنحول جغرافية البحار من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وباب المندب إلى لعنة الجغرافية التي ستحل على رؤوسكم كالصواعق”.

وكان قائد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، قد حذر الولايات المتحدة في كلمة له الأسبوع الماضي، من الإقدام على أي حماقة ضد اليمن حسب تعبيره، مؤكداً أنه” إذا كان لدى الولايات المتحدة توجها بإستهداف اليمن فلن نقف مكتوفي الأيدي”.

وقال إذا أرادت أمريكا محاربة موقف اليمن الداعم لفلسطين فسيكون في مواجهة كل الشعب اليمني، وسيكون أمام وضع أقسى مما واجهه في أفغانستان وفيتنام..

مضيفاً: أنه “يجب ألا يتصور الأمريكي أن بإمكانه توجيه ضرب هنا وهناك وانتهى الأمر بل سيكون تورط بشكل تام”، مؤكداً أن أي” إستهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه ونجعل البوارج والملاحة الأمريكية هدفاً لصواريخنا ومسيراتنا”.
YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com