اليمن حرك المياه الراكدة لصفقة جديدة محفوفة بمخاطر التهور الإسرائيلي.. حراك ديبلوماسي أمريكي أوروبي لوقف الحرب على غزة..!
أبين اليوم – مقالات وتحليلات
لبنان| أحمد موسى|
من غزة وجنوب لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولاً إلى البحر الأحمر الذي بات “جبهة تسبب الصداع للولايات المتحدة الأمريكية”، وقد لا ينتهي عند هذا الحد من “توسع للجبهات (…)” وهنا يكمن”الحذر” الأمريكي، فكان التحرك الأمريكي على أكثر من صعيد دبلوماسياً وأمنياً وحضوراً وتحشيداً عسكرياً في المنطقة، بل تدرس الإدارة الأمريكية خطة ذهبت فيها أبعد من ذلك لتكوين تحالف عسكري لحماية الممرات المائية الدولية إن لم يكن الخيار العسكري ضد اليمن – الحوثيين.
ووفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية لـ”ميديا برس ليبانون” أوضحت عن توجه واشنطن “للرد على هجمات الحوثيين في اليمن”، وقالت المصادر، إن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية “يدرسون سبل الرد”، بعد أن كانت مترددة، بناء على توصية من البنتاغون، خوفاً من “استفزاز إيران” وتحريك الجبهات الحليفة “الراكدة”.
إلا أن تصاعد الهجمات في الأيام الأخيرة في البحر الأحمر قد “يدفع” كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي إلى “تغيير حساباتهم” خاصة وأن الإسرائيلي “يرغب” بذلك انطلاقاً من اعتبارات مجنونة قد تسقط الحكمة والاعتبارات الإنتخابية في واشنطن وتل أبيب معا ضناً منهما بلم الشمل المعارض إسرائيلياً والتغيير في المزاج الأمريكي.
القلق الفرنسي من هذا التصعيد، مهدت له فأوفدت رأس الديبلوماسية الأوروبية إلى تل أبيب، ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كل الأطراف إلى “خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان”، وقالت في زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن “خطر التصعيد يبقى قائماً، وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد”.
ومن منطقة على الشمال الفلسطيني مع لبنان تصل وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا إلى بيروت لتعبر منطقة النار بين لبنان واسرائيل عبر الناقورة، رافعة لافتة القرار 1701 بوصية إسرائيلية عالية الترسيم.
فكولونا التي تقطع من تل أبيب عبر الناقورة ملأت حقيبتها الدبلوماسية بطرد إسرائيلي ممهور بحبر علني غير سري ويطلب منع الجبهة الجنوبية من التوسع والبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تطبيق القرار الدولي الذي خرقته إسرائيل سبعة عشر الف مرة منذ صدوره عام 2006.
لكن الطرف الإسرائيلي لم يتخل عن سياسة رفع سيف التهديد وقال وزير الخارجية إيلي كوهين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الفرنسية أن بإمكان فرنسا أداء “دور هام” لمنع اندلاع حرب في لبنان.
فالاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل قصفه جواً وبراً وبحراً على قطاع غزة في أبشع مشهدية الصورة التدميرية والاجرامية و”الإبادة” الجماعية منذ ثلاثة أيام بعد السبعين، محققاً نحو 19 ألف موت، وإصابة أكثر من 52 ألف آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.
وعلى وقع ذلك النزف الحاد، كان اللقاء السري الذي جمع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي في إحدى الدول الأوروبية مع وزير خارجية قطر بحضور مسؤول ملف الأمن والاستخبارات الأوروبي، بحثاً عن وآلية “مخرج لإنقاذ إسرائيل السياسي ووجهها العسكري”، تولت قطر ايجاد المخرج مشركة مصر في التفتيش عن هذا المخرج، مخرج سبق ونقله المستشار الأمن القومي الأمريكي جك سليفر إلى تل أبيب ومجلس الحرب تحديداً، وكان الرد الإسرائيلي “انقذونا”.
المخرج إطاره العملي وضع ونقل عبر القطريين إلى حماس التي “وافقت عليه”، وتتمحور بنوده الرئيسية التي تشبه إتفاق الهدنة السابقة، عبر نقاط ثلاث أهمها: وقف إطلاق النار والطلعات الجوية بين طرفي النزاع، فتح معبري رفح وكرم أبو سالم أمام إدخال المواد الغذائية الأساسية والمحروقات والأدوية الطبية وإخراج الجرحى المدنيين إلى المستشفيات خارج فلسطين، مقابل إفراج حماس عن قرابة المئة أسير تقابلها إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين يتضمنون النساء والأطفال والقصر وأصحاب المحكوميات الكبرى، على أن يعمل لاحقاً لتكون هذه الصفقة كالكوة وسط جدار الهدنة الدائمة وانسحاب إسرائيل من كامل القطاع ومنع الملاحقة للقيادات الحمساوية من الصف الأول وتراجع إسرائيل عن تهديدها بتصفية قيادات حماس في الداخل والخارج.
أوستن:
وخلال الساعات القادمة يصل رئيس الموساد الإسرائيلي إلى قطر للقاء وزير الخارجية القطري ونظيره المصري لإتمام الصفقة ووضع اللمسات الأخيرة على الإتفاق بين حماس وإسرائيل، وسيحضر اللقاء مدير الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لوضع بصماتهما على الإتفاق”، وفق مصادر خاصة لـ”ميديا برس ليبانون”، وينقل مسؤول أمريكي في البنتاغون اليوم، قوله إن الوزير الأمني الأمريكي لويد أوستن سيمارس ضغوطاً على المسؤولين الإسرائيليين الذي يصل خلال ساعات إلى تل أبيب لتحديد معالم حربهم ضد حماس في قطاع غزة، خلال زيارته إسرائيل اليوم الإثنين، وأن لا تكون تلك المعالم تؤثر على “الصفقة” التي يعمل عليها.
وذكر المسؤول رفيع المستوى أن أوستن “سيتلقى تحديثات محددة حول كيفية تقويم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت والجيش الإسرائيلي للتقدم الذي أحرزوه في المرحلة الحالية من الحملة في غزة لتفكيك البنية التحتية لحماس”.
وبين الضغوط الديبلوماسية والسياسة الخارجية الأمريكية والممارسات العسكرية الميدانية والاندفاعة إلى صفقة الممهورة بمخاطر التفلت الصهيوني، فإن المسار اليمني يشكل أساس إستمرار أو وقف تلك الحرب وتمددها، وهنا تكمن المخاوف الأمريكية والأوروبية الذين يرون في سيطرة اليمنيين (الحوثيين) على البحر الأحمر تدمير بطيء للاقتصاد العالمي بل وللتجارة العالمية برمتها.
أبو سعيد:
السفير الأممي هيثم أبو سعيد، رأى أن من أحد أهداف الكيان الإسرائيلي هو ليس فقط قطع المساعدات الإنسانية وإنما وقف كل ما له علاقة في الحياة وقابليته في الإستمرار حتى يتمكنوا من ممارسة الضغوط على المدنيين للخروج من غزة لتنفيذ مشروع – الترانسفير- الذي أعدّوا له العدّة منذ فترة طويلة”.
*أحمد موسى-كاتب صحفي وناشر موقع #ميديا_برس ليبانون