قناة الجزيرة الخطيرة ودورها في تشكيل الآراء وصناعة التوجهات والأفكار التي تتناغم مع أهداف العدو..!
أبين اليوم – مقالات وتحليلات
بقلم/ جلال زيد
للوهلة الأولى قد تظن أن هذه القناة نافذة إخبارية تنقل ما يدور من أحداث على الساحة اللبنانية او الفلسطينية أو غيرها..
بمجرد النظر مجدداً مع تركيز أقل سيظهر أن قناة الجزيرة القطرية ليست نافذة لنقل الأخبار..
بل هي أداة لتشكيل الآراء وصناعة التوجهات والأفكار وإعادة تكوين الصور والمحتوى بما يحقق غاية وجودها وسياستها التي تتلائم وتتناغم مع أهداف العدو.
في الصورة المرفقة تقرؤون خبراً ليس عادياً وليس عابراً قد يقرأه المتلقي كمادة أخبارية لا تؤثر عليه ولا تصنع لديه صورة نمطية عن الكيان الصهيوني..!
عقل المشاهد وذهنه يعمل وفق برمجة وآلية مستمرة ومحددة وإن لم تَظهر على الواقع فهو يقوم بالتحليل والاستنتاج وفق المدخلات والوقائع والمصادر التي يتلقاها ويبني على اساس ذلك التصورات والمواقف.
وهذه الصورة واحدة من آلاف المدخلات التي تتشكل في ذهن المتابع والتي تصنع صورة مفادها التالي:
1– الكيان الصهيوني يستهدف أهدافاً عسكرية محددة ويقوم بتحييدها..
2– المقاومون في فلسطين ”فعلاً يستخدمون المدنيين” دروعاً بشرية ولذلك يقوم العدو بهذه المجازر -وهذا ما يروج له المطبعين طبعاً-.
3– القدرة العالية والدقيقة التي يمتلكها العدو الصهيوني في تحديد الأهداف وقصفها.
4– الرواية الصهيونية هي رواية صادقة بخصوص الأحداث ولذلك على الجميع تصديقها خصوصاً بعد هذا العرض الذي تطرحه الجزيرة ”من نقل الخبر عن جيش العدو وارفاق الدليل على صحته من المقاومة”.
5– عدم جدوائية المقاومة إذ يملك جيش العدو من القدرة والقوة ما تمكنه من تحييد المقاومين وتصفيتهم..!
6– اعتبار الذين يسقطون بسلاح الصهاينة في سوريا والعراق ولبنان “ضحايا وقتلى وليسو شهداء” وهذا الفارق يؤكد محاولة الجزيرة تجزئة المعركة وبث الفوارق المناطقية والمذهبية وتثبيت الصراعات بمختلف أنواعها السياسية.
وغيرها من الرسائل الذهنية والسياسية التي تصنعها الجزيرة والتي بدورها تقوم بتشويش الصورة وتعتيم الرؤية عند المتلقي؛ علماً أنه لا يمكن صناعة مثل هذا المحتوى والرسائل التي يحملها بكل سهولة إذ لا بد من وجود خبراء ومتخصصين ”نفسيين و استخباراتيين” وضباط في شنّ الحروب الناعمة وصناعة الرأي العام في الشارع العربي والإسلامي المستهدف..!
نحن نخوض مع العدو حرب متكاملة الأركان في كل الساحات والجوانب وبمختلف الأدوات والأسلحة ولا بد للمقاومين تحديد كلّ ساحة يستهدفنا فيها العدو وتشخيص كل سلاح وأداة يستهدفنا به وتحييدها.
المصدر: المساء برس