مجزرة الفاخورة.. لماذا كل هذا التعامي الغربي عن مجازر “الكيان الإسرائيلي“..!

4٬718

أبين اليوم – تحليلات دولية 

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، في مخيم جباليا شمال غزة، والتي تؤوي آلاف النازحين، واسفر القصف عن استشهاد عدد كبير من النازحين، كانت جثامينهم تغطي ممرات المدرسة، وغالبيتهم من الاطفال والنساء.

– اللافت أن القصف الإسرائيلي لمدارس الانروا، يتم عن معرفة مسبقة بالهدف الذي يتكدس فيه النازحون، أي أنها جريمة مع سبق الإصرار والترصد، فقد أعلنت الانروا أنها تبلغ الجانب الإسرائيلي يومياً بأماكن مدارسها ومراكز النازحين التابعة لها.

– وتشير التقديرات الأولية إلى استشهاد العشرات جراء المجزرة الجديدة، في مدرسة الفاخورة، في حين يؤكد شهود عيان على أن نحو 200 شهيد سقطوا في المجزرة الجديدة، فمدرسة الفاخورة هي أكبر مدارس مخيم جباليا، وتضم آلاف النازحين من أهالي غزة الذين تركوا بيوتهم جراء غارات الإحتلال العنيفة.

– ومع هذه المجزرة الجديدة، سيرتفع عدد الشهداء خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة إلى أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5000 طفل، ونحو 4000 إمرأة، في حين سيزيد عدد المصابين اكثر من 30 ألفا، 70 % منهم من الأطفال والنساء.

– لا يمكن تفسير هذا الصمت المخزي للعالم، وخاصة العالم الغربي، إزاء ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي، بدعم وتواطؤ امريكي واضحين، من جرائم حرب في غزة، تقشعر لها الابدان، منذ 43 يوماً، إلا في حال وجود مخطط خطير يتم تنفيذه بوحشية غير مسبوقة، يستحق ان يدفع الغرب من أجله “كلفة” اخلاقية وسياسية باهظة، بعد ان ظهر عارياً من كل قيم إنسانية، أمام الرأي العام العالمي، وخاصة أمام الرأي العام الغربي نفسه.

– بات واضحاً أن أمريكا المنخرطة بكل ثقلها في العدوان على غزة، والغرب الذي يغطي على جرائم الثنائي الأمريكي الإسرائيلي، يمنحنان الكيان الإسرائيلي فرصة، لتحقيق أحد الهدفين، الأول وهو المفضل لدى الكيان الإسرائيلي، إفراغ غزة من أهلها وتهجيرهم قسراً الى سيناء..

والثاني، في حال لم يتحقق الهدف الأول، وهو تدفيع أهالي غزة أثماناً باهظة لاحتضانهم المقاومة، ولإيجاد هوة بين المقاومة وحاضنتها، من أجل الاستفراد بالأخيرة.

– من المؤكد أن كلا الهدفين، لم ولن يتحققا مهما طال الزمن ومهما تواطأ الغرب وشاركت أمريكا في العدوان، وخير دليل على ذلك ان القصف الهمجي الإسرائيلي الذي لا يحترم أي خطوط حمراء إنسانية واخلاقية، منذ 43 يوماً، لاسيما بعد تعمده قتل الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء، لم يدفع أهالي شمال غزة، الذين كان لهم النصيب الأوفر من الهمجية الإسرائيلية الامريكية الغربية، للنزوح عن ديارهم، فهذه مدرسة الفاخورة وباقي مدارس الانروا الأخرى تعج بالنازحين، الذين رفضوا التوجه جنوباً، كما طالبت قوات الاحتلال، ولم ترعبهم كل جرائم وفظائع هذا التحالف المشؤوم.

– هذه الحقيقة الناصعة هي التي دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن تصدر بياناً حول مجزرة الفاخورة، وتؤكد من خلاله:” لن نرحل عن هذه الأرض وستحاسبون على مجزرتكم في الفاخورة وجرائمكم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين طال الزمن أو قصر”.

– إن الأيام القادمة ستكون مصيرية، وسيثبت شعب غزة، أنه سيبقى على العهد مع المقاومة، وسيُفشل مخطط الثنائي الامريكي الغربي، الذي سيدفع كلفة سياسية واخلاقية واقتصادية باهظة، على دعمه لجرائم الكيان الاسرائيلي، لتحقيق اهداف لم ولن تتحقق مطلقا، والايام بيننا.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com