مجزرة مستشفى المعمداني في غزة.. الأسباب والأهداف..!

4٬796

أبين اليوم – تحليلات دولية 

ظنوا انهم سيكونون في مأمن من القصف اذا ما لجأوا الى المستشفيات، فالقانون الدولي يحرم التعرض للمستشفيات في زمن الحروب، فتكدوسوا فيها بالآلاف بعد ان هدمت قوات الإحتلال الاسرائيلي بيوت وسوّت مساحات واسعة من قطاع غزة بالأرض، ولكن ظنهم لم يكن في محله فـ”اسرائيل” محمية أمريكية، وهذا الغطاء الأمريكي يجعلها فوق القانون، وهو ما سمح لها أن تقصف مستشفى المعمداني في غزة بطائرات إف 16، وتقتل في ثوان، اكثر من 500 فلسطيني اغلبهم من الأطفال والنساء، واصابت الآلاف.

من الصعب جداً أن يتحمل الإنسان السوي، المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام للمجزرة، فهي فظيعة بكل ما للكلمة من معنى، والمرعب والمخيف، هو مشهد جثث الشهداء وخاصة الأطفال والنساء، المتناثرة في جوانب المستشفى، ولكن بلا رؤوس، ومصابون ينزفون حتى الموت، وكذلك مشهد المصابين الذين ينزفون دون ان يتلقوا أي علاج، وعمليات جراحية كبرى تجرى خارج المستشفى في الطرقات والشوارع بدون تخدير.

عندما يبلغ عدد الشهداء 3200 شهيداً، خلال 11 يوم فقط، وعندما لا يتوقف القصف لحظة واحدة، على مساحة ضيقة من الأرض محاصرة من أربع جهات ومن الجو، عندها سيكون الحديث عن تشييع الشهيد ودفنه في قبر خاص به، ليس في محله، وهذا الذي حدث، فقد بدأ أهالي غزة، في دفن شهدائهم في مقابر جماعية، دون ان يتمكنوا حتى من تشييعهم، وكيف يمكن ضمان الا يقصف الاحتلال الاسرائيلي المشيعين؟!،

فعندما لا تتوانى قوات الاحتلال الاسرائيلي، لحظة واحدة عن إستهداف المستشفيات، والطواقم الطبية وسيارات الاسعاف، وطواقم الدفاع المدني، التي مازالت تبحث عن اكثر من 1200 شخص، مازالوا تحت انقاض منازلهم، دون ان تجد فرصة او امكانية لانقاذهم، فكل حديث عن خطوط حمراء انسانية او اخلاقية، يمكن ان تقف عندها “اسرائيل”، هو حديث لا معنى له.

المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مستشفى المعمداني، مجزرة غير مسبوقة، فلم تشهد لها غزة ولا فلسطين مثيلاً من قبل، نفذها الصهاينة، لتحقيق عدة اهداف، الأول، محاولة غسل عار الهزيمة الكبرى التي انزلتها المقاومة بـ”اسرائيل” وحماتها، والثاني، الإبادة والتطهير العرقي، والثالث، وهو الأهم، زرع الرعب والخوف والهلع في قلوب الغزيين، ودفعهم لمغادرة غزة والانتقال الى سيناء كبلد بديل، كما فعلوا من قبل في دير ياسين وكفر قاسم.

اما الأسباب التي دفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الى تنفيذ هذه المجزرة عديدة، الاول، هو خوف هذا القوات من تنفيذ تهديدات نتنياهو بالتوغل البري في غزة واحتلالها وتنفيذ هدف إفراغ غزة من أهلها عبر الغزو، بعد التهديدات التي أطلقها محور المقاومة بالتدخل المباشر في الحرب في حال نفذ نتنياهو تهديده
.

والثاني، رفع عدد الشهداء الفلسطينيين، ليصل الى أضعاف قتلى الصهاينة في عملية “طوفان الاقصى”، قبل وقف إطلاق النار، تحت اي ظرف كان، وعندها سيكون لنتنياهو ما “يفتخر” به أمام الصهاينة، والثالث اشباع غريزة القتل التي تعتبر ديدن الصهيونية.

ان تواجد كل هذه الأساطيل والجيوش الامريكية في المنطقة، والزيارات المكوكية للمسؤولين الامريكيين الى الكيان الاسرائيلي ودول المنطقة، وزيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للكيان اليوم، وتواجد جنرالات امريكا وعلى رأسهم وزير الدفاع لويد اوستن في “اسرائيل”، كلها تؤكد ان امريكا هي التي تقود المعركة الآن، بعد ان كشفت معركة “طوفان الاقصى” عن زيف “جيش اسرائيل الذي لا يقهر”، والذي ظهر امام العالم، انه “بطل” فقط على الاطفال والنساء، الذين تحولوا الى اهداف له، بدلاً من مواجهة رجال المقاومة وجهاً لوجه..

ولكن حتى امريكا بكل “جحافلها”، سوف لن تغير من الواقع شيئاً، فلن تتمكن اي قوة في الارض ان تدخل غزة، ولن يتحقق اي من الاهداف التي وضعت للعدوان، وسوف يعود بايدن خالي الوفاض الى بلاده، وسوف يخسر نتنياهو منصبه وتسقط حكومته الارهابية العنصرية، والاهم من كل هذا وذاك، فان “اسرائيل” لن تعود الى ما كانت عليه قبل تاريخ 7 اكتوبر .

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com