تطابق حرفي لاستراتيجية الإستعمار البريطاني جنوب اليمن مع إستراتيجية التحالف السعودي الإماراتي.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
أمس حلت على اليمنيين ذكرى ثورة 14 أكتوبر التي تفجرت في جنوب اليمن ضد الإستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على جنوب اليمن 128 عاماً مستعيناً بما لديه من عملاء في الداخل.
واتسمت سياسة الإستعمار البريطاني لجنوب اليمن بتقسيم اليمن من خلال إذكاء الصراعات بين أبنائه في الشمال والجنوب وفق المسميات والكيانات والسلطنات التي أنشأها جنوب البلاد وعمل على تغذيتها، وهو ما يجري العمل عليه اليوم من قبل الإمارات والسعودية.
وعمد المحتل البريطاني لحصار اليمن بإغلاق الممرات والسواحل وتوجيه التجارة الداخلية إلى ميناء يتحكم به المستعمر البريطاني، وهو نفس المنهاج الذي انتهجه عملاء التحالف السعودي الإماراتي اليوم بشكل واضح في جلب المقاتلين المأجورين من الخارج أو تجنيد عملاء من الداخل للقتال إلى جانب المحتلين الجدد وفرض حصار واتباع سياسة التفريق ودعم وإنشاء المليشيات المتعددة الولاءات وبمختلف المسميات من أحزمة ودروع ونخب وفصائل مسلحة بمسميات مختلفة ومتعددة وتتسم بطابع مناطقي بحت.
وبالعودة لأهداف الإستعمار البريطاني لجنوب اليمن، مع أهداف التحالف السعودي الإماراتي الذي تشرف عليه الولايات المتحدة الأمريكية بدرجة رئيسية وبريطانيا بدرجة ثانوية اليوم، يجد المتتبع لمسار الأحداث بأن الهدف المشترك للاحتلالين هو السيطرة على أهم المواقع الجغرافية المشرفة على طريق التجارة العالمية والذي تهيمن اليمن عليه بموقعها المتميز وهيمنتها الجغرافية الطبيعية على مضيق باب المندب.
وبمثل ما جاء التحالف السعودي الإماراتي لتنفيذ أهدافه في اليمن بالقوة العسكرية مستخدماً ذرائع واهية تحجج بها، فإن الاستعمار البريطاني فعل الشيء ذاته حيث اتخذ المستعمر البريطاني في احتلاله جنوب اليمن ذريعة استهداف السفينة البريطانية داريا دولت زعم بأنها تعرضت لهجوم في المياه اليمنية في البحر العربي.
كما يجد المتابع أن أساليب الغزاة قديماً أو حديثاً في اليمن متشابهة بشكل كبير، فعلى سبيل المثال قيام التحالف بإنشاء النخب والأحزمة كان مجرد تطبيق حرفي لما فعلته بريطانيا إبان استعمارها جنوب اليمن ولكن بمسميات أخرى.
ومثل ما يفعل التحالف السعودي اليوم من عمل ممنهج ومدروس لتفتيت البنية الاجتماعية، كان الإستعمار البريطاني أيضاً قد انتهج سياسة فرق تسد وسياسة تفتيت الكتلة الاجتماعية، من خلال تغذية الصراعات المناطقية ليتمكن بسهولة من التوسع في الاحتلال والسيطرة وكي لا يتفرغ اليمنيون جنوب البلاد لمواجهته وطرده.
المصدر: المساء برس