السعودية ترسل جيشاً لمساندة إسرائيل من الساعات الأولى لعملية “طوفان الأقصى“.. “تقرير“..!

5٬951

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

توالت ردود أفعال الدول الغربية والأوروبية بشأن عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الجاري، والتي قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين تجاوز 800 من جنود وضباط قوات الإحتلال، إضافةً على أعداد كبيرة من الأسرى والرهائن، حيث أعلنت دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والنمسا وغيرها، دعمها ومساندتها للكيان الإسرائيلي، فيما وصفته بحق الدفاع عن نفسه، ضد ما أسمته الإرهاب الفلسطيني.

لم تتطرق تلك الدول إلى ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية بغارات الطيران الإسرائيلي التي هدمت أحياء بأكملها على رؤوس ساكنيها، وهي مواقف مخالفة لنواميس الحياة وقوانين الإنسانية وأعرافها، حيث تنحاز لوحشية المحتل الغاصب ضد صاحب الأرض، في أكبر خرق لقوانين التعايش وحقوق الإنسان وحرية واستقلال وسيادة الشعوب، التي تنادي بها وتدعي القيام عليها ورعايتها، وهي في الحقيقة ليست سوى غطاء أو واجهة تخبئ خلفها طبيعتها الوحشية ونزوعها إلى الاستبداد والغطرسة.

في المقابل، تتوالى خيبات الدول العربية- المطبِّعة والتي لا تزال تسعى للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي- خصوصاً دول الخليج، بمواقفها المخزية إزاء العملية البطولية التي تجسد حق الفلسطينيين المشروع في استعادة أرضهم وحريتهم، فالبيانات التي أصدرتها وزارات الخارجية السعودية والإماراتية والبحرينية كانت فضيحة مدوية ستظل عاراً يلاحق حكامها مدى الحياة، حيث اعتبرت عملية “طوفان الأقصى” عملاً عدائياً، بدون حتى أن تشعر بالخجل وهي تتنصل عن التزامها الأخلاقي تجاه قضية العرب الأولى، على أساس أن التزامها بمساندة القضية الفلسطينية ودعمها ضد الكيان الإسرائيلي المحتل باعتباره العدو الأزلي للدول العربية والإسلامية على مدى التاريخ، أصبح مجرد شعارات للمزايدة والاستهلاك الإعلامي يتشدق بها حكامها في مناسباتهم الوطنية واجتماعات جامعة الدول العربية.

السعودية ساندت الكيان الإسرائيلي في حربه على غزة وأبطال المقاومة، بتحريك جيش مجهز بكل ما يحتاجه من عتاد، ومن الساعات الأولى للعملية الفلسطينية البطولية أدخلت السعودية جيشها إلى خطوط الدفاع الأولى مساندة لجيش الاحتلال الذي مرَّغ المقاومون أنفه في الوحل، وقِوام هذا الجيش السعودي كتائب لا تُحصى من الذباب الإلكتروني الذي انتشر على مواقع التواصل للقتال جنباً إلى جنب مع جيش إسرائيل المكسور.

منصة “إيكاد” الاستخباراتية، نشرت تحقيقاً فضح تحريض السعودية ضد المقاومة الفلسطينية، عبر حسابات تنتقد العملية العسكرية التي نفذتها كتائب القسام ضد إسرائيل في إطار عملية “طوفان الأقصى”، حيث ظهرت تلك الحسابات تزامنًا مع بداية العملية.

وأفاد التحقيق أن تلك الحسابات السعودية ظهرت بروايات وسرديات متطابقة تماماً، مُرددة الجمل والعبارات نفسها بكثافة، بعد ساعات فقط من بدء عملية “طوفان الأقصى”، مركزة على ترويج مزاعم بشأن استهداف المقاومة للمدنيين الإسرائيليين ومعاملتهم بوحشية وأسرهم، مُرفقين بتدويناتهم ومنشوراتهم صوراً لنساء نسجوا حولهن روايات مضللة.

التحقيق أوضح أن الحسابات نفسها زعمت أن ما يحصل مجرد مسرحية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وأن هدفها الرئيسي جمع المال والدعم لا أكثر، مُرددة كذلك أن الشرع يحرم الحرب التي تخوضها المقاومة لأنها تسبب مفسدة للبلاد والعباد، مضيفاً أن الحسابات السعودية روّجت لوجود دور إيراني في عملية المقاومة لمنع إتمام صفقة السلام، وأن إيران أشعلت الحرب لمنع إتمام اتفاقية دفاعية مع أمريكا، التي كانت ستُبرم في حال نجحت مساعي التطبيع بين السعودية وإيران.

وأكد التحقيق أنه ومن خلال تحليل الحسابات التي رددت العبارات نفسها وروّجت لسردية معادية للمقاومة، اتضح أنها لجان إلكترونية ممنهجة ومترابطة ومتفاعلة مع بعضها بشكل واضح، تتفاعل وتغرد مع الحسابات المركزية السعودية وتردد العبارات نفسها، كما تبين أنها لجنة واحدة بسبب تاريخ إنشاء حسابات عديدة منها (أُنشئ غالبيتها في أكتوبر وسبتمبر وأغسطس الماضي)، وأنها تتفاعل مع الحسابات ذاتها، وتروّج كذلك للسرديات نفسها.

ولفت التحقيق إلى أن هذه اللجان تضخِّم التفاعل على محتوى حسابات إسرائيلية معروفة، مثل حساب إسرائيل الرسمي، أو حساب “نيلي كوهين” الذي يعمل ضمن لجان إسرائيل في المغرب، بالإضافة إلى أن اللجان نفسها تروّج لمعاداة الإسلام وتصوره بأنه دين عنف، رابطين ذلك بدوافع المقاومة.
YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com