هل ينسف “طوفان الأقصى“ آمال التطبيع بين السعودية  و“الكيان الإسرائيلي“..!

4٬893

أبين اليوم – تحليلات دولية 

ان يوم 7 اكتوبر من عام 2023، يوم “طوفان الاقصى”، ليس يوماً كباقي الأيام، فإنه فصل بين تاريخين، ما قبله وما سيأتي بعده، بالنسبة للشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين، بل وحتى العالم..

ففي هذا اليوم انتقم الشباب الفلسطيني لأكثر من 70 عاماً، من الإحتلال والإذلال والظلم والقتل والتشريد، على يد العصابات الصهيونية الإرهابية، التي كانت ومازالت مدعومة من الغرب الاستعماري المنافق، تذوق فيه الصهاينة، شيئاً من ما اذاقوه من مرارة للشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة.

الغرب، وعلى رأسه أمريكا، ومن ورائهم الصهاينة، حاولوا يائسين، أن يقللوا من حجم الزلزال الذي ضرب أساسات كيانهم المهترىء، عبر الزعم، كما ذهب الى ذلك وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، والإعلام الغربي والاسرائيلي، ان هدف “طوفان الاقصى”، كان ضرب “عملية مباحثات السلام التي كانت جارية بين السعودية وإسرائيل بهدف التطبيع بينهما”، متناسين أن “طوفان الأقصى” وان كان بين ارتدادات زلزاله المدمر، ضرب التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، الا انه لم ولن يكون في دائرة اهتمام المخططين والمنفذين للملحمة، التي قلبت الطاولة على الجميع، ومن ضمنها التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي ظهر بوجهه القبيح والوحشي والاجرامي، عندما اعلن “الحرب”، على مجموعة محاصرة منذ سنوات، في بقصعة ارض ضيقة، قطع عنها الماء والكهرباء والغذاء والغاز، وينفذ ومنذ 5 ايام سياسة الارض المحروقة، بدعم امريكي غربي، وقح وصلف الى ابعد الحدود.

صحيفة “جيروزليم بوست” الصادرة في الكيان الاسرائيلي، كانت من بين المصادر الاولى التي ذكرت في تقرير لها، ان السعودية، وبعد عملية “طوفان الاقصى”، وبعد الحرب التي اعلنها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على غزة، اوقفت جميع محادثات التطبيع مع “اسرائيل”، التي كانت ترعاها الإدارة الأمريكية منذ فترة.

رغم أننا لا نعرف بالدقة صحة هذا الخبر، ولا موقف السعودية منه، ولكن منطق الأشياء يقول ان دولاً مثل السعودية، لما لها من رمزية دينية ومن ثقل سياسي وديني واقتصادي في العالم الإسلامي، والتي تحتضن اقدس بقعتين على الأرض، ويحج إليها الملايين من المسلمين كل عام، لا يمكن ان تمر مرور الكرام ازاء اعلان نتانياهو “الحرب” ضد غزة المحاصرة، وهو اعلان غير مسبوق منذ حرب اكتوبر عام 1973.

من المتوقع من السعودية، وهي ترى كيف محت “اسرائيل” مناطق سكنية من الأرض، بتحريض مباشر من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يزعم انه راعي “السلام”، والذي أعلن وبصريح العبارة، انه طالب من نتنياهو ان يكون حاسماً مع حماس، أن تعود الى دورها التقليدي، وان تتخذ مواقف صلبة ومنددة بالعدوان الاسرائيلي الامريكي الغربي الوحشي على غزة.

ان تعطيل مسار التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” لم يكن هدفا من اهداف زلزال “طوفان الاقصى” ، بل هزة ارتدادية، من مئات الهزات الارتداية للزلزال، والتي ستتوالى المزيد منها خلال الايام القادمة، فالكيان الاسرائيلي المتوحش وحماته الغربيين العنصريين، حتى لو ابادوا غزة، لم ولن يطفئوا جذوة المقاومة في قلب الشعب الفلسطيني، الذي اثبت ان من الصعب جداً، بل من المستحيل، تجاوزه أو تصفية قضيته، وكسر هيبة “إسرائيل” الزائفة، التي جعلها مئات من الشباب الابطال، ترتجف حد الموت، لولا التدخل الامريكي الغربي، غير المسبوق، لانقاذها من مصيرها المحتوم، وهذه الصورة المذلة لـ”اسرائيل”، هي ايضا كانت من ارتدادات زلزلال “طوفان الاقصى”، الذي اثبت للمطبعين العرب، انهم اشبه بالمستجير من الرمضاء بالنار.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com