قناة العالم: إلى خلفان.. اليمن واحد وسيبقى كذلك..!

4٬799

أبين اليوم – إستطلاع وتحقيقات 

نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ضاحي خلفان، شخص لا يؤخذ كلامه على محمل الجد بشكل عام، فهو كلام أقرب منه الى النكتة منه إلى كلام جدي، فلا يسمع او يقرأ اي شخص، ما يقوله أو يكتبه، إلا ويقف متحرياً كيف يمكن أن يجعل إنسان من نفسه مادة للتندر، عن سبق إصرار وترصد..!

هناك من يرى ان الرجل تُرك ليقول ما يحلو له، بعد ان عرف الجميع انه لا يمثل حتى نفسه، فهو ببساطة غير مسؤول عما يقول، لأنه لا يدرك ما يقول، وهناك من يرى ان الرجل يُستخدم كبالون إختبار، لمعرفة ردود فعل الآخرين، إزاء ما يمكن ان يحدث أو ما يتم التخطيط له.

قبل أيام تحدث خلفان عن تقسيم اليمن، وذكر “اليمن الجنوبي” و”اليمن الشمالي”، هكذا وبكل بساطة، وقال أيضاً انه لابد من تحرير “اليمن الجنوبي” السني ، من قبضة “اليمن الشمالي” الشيعي!!. ولا يجب التفكير مرة أخرى بتوحيد اليمن، كما حصل للوحدة بين مصر وسوريا!!.

اليوم يعود خلفان ليتحفنا بنصيحة اخرى يقول فيها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: ان “اليمن الشمالي لن يعود إلى ساحة العرب طالما هو في قبضة إيران”، داعياً الى قيام” ثورة شعبية تسقط الحوثي”.

نحن على يقين ان الرجل لا يعي ما يقول، او انه مفصول عن الواقع تماماً، فالوحدة بين اليمنيين، ليست كالوحدة بين مصر وسوريا، فهناك اختلاف جوهري بين الحالتين، هذا أولاً، ثانياً، ندعو خلفان ليبين لنا جنسية الجنود الذين احتلوا اليمن وسيطروا على ارضه وموانئه وجزره وثرواته؟.

اما عن “اليمن الشمالي”، ونعتذر عن استخدام هذه العبارة التقسيمية التي تطرب لها إسرائيل وأمريكا، والذي يزعم خلفان انها في قبضة ايران، ترى هل هناك دليل على وجود ايراني واحد هناك، نحن نطلب صورة، مجردة صورة، لجندي إيراني ليس أكثر، لنصدق خلفان؟!!.

أما اذا كان خلفان، يفكر كالتكفيريين والاسرائيليين والامريكيين، و يرى في كل عربي مسلم شيعي او زيدي او .. ، على انه ايراني، فهذه مشكلته، وإلا فالحوثيين هم جزء رئيسي من النسيج اليمني العربي الأصيل، ودعوته الى ان ينقلب اليمنيون على انفسهم فهي دعوة مضحكة وسخيفة.

ونسأل خلفان، ترى كيف هو حال “اليمن الجنوبي”، حسب رؤيته التقسيمية لليمن، الذي تسيطر عليه قوات التحالف العربي، اقتصاديا وأمنياً؟، هل هو افضل حالاً من “اليمن الشمالي” الذي يفرض عليه التحالف العربي ومن ورائه أمريكا والغرب حصاراً برياً وجوياً وبحرياً خانقاً طال الماء والغذاء والدواء؟

ونسأل أيضاً ما أسباب الإنفلات الأمني في عدن، وعمليات السطو المسلح، والاغتيالات، والقتل والسرقة، وشحة المواد الغذائية، وانعدام الخدمات، والصراع الدموي على السلطة، اين دول التحالف العربي من كل هذه المأساة التي كانت سبباً رئيسياً فيها؟، ترى من الذي ينقذ “اليمن الجنوبي” من قبضة المحتل والميليشات التابعة له؟.

أخيراً، نعيد ونكرر، ان المخطط الامريكي “الاسرائيلي”، الرامي الى تفكيك الدول العربية والاسلامية، وتحويلها الى دويلات طائفية ودينية وعرقية، متناحرة ومتحاربة، ليخلو الجو لـ”إسرائيل”، لم ولن يرى النور، فالشعوب العربية باتت تدرك جيداً تفاصيل هذا المخطط، كما ادركها جيدا الشعب العراقي والسوري واليمني، وان كذبة امريكا الكبرى المتمثلة بوجود صراع “شيعي سني” بين العرب والمسلمين، فهي لم تعد تنطلي على احد، ولكن يبدو انها مازالت تنطلي على شخص مثل خلفان، وعلى قلة قليلة من امثاله.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com