بن غفير وسموتريش ونتنياهو.. كيف ينظرون للتطبيع مع العرب..!
أبين اليوم – تحليلات دولية
كنت أتحدث مع صديق لي عن دوافع بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وطال بيننا الحديث، وفي الأخير قلت له، انا لا أدرك ولا افهم تلك الدوافع التي ذكرتها، من أمنية واقتصادية وواقعية سياسية و.. ، فكل تلك الدوافع تتبخر أمام ممارسات هذا الكيان وجرائم مستوطنيه وزعمائه، ويكفي الاصغاء الى تصريحات أمثال بن غفير وسموتريش ونتنياهو، لتدرك أن المطبعين يعيشون عالماً غير عالمنا، وهو عالم لا يحكمه اي منطق، حتى في حدوده.
ومن أجل الا نُتهم بإطلاق اتهامات دون دليل، سنتوقف قليلاً أمام خبر تناقلته جميع وكالات الأنباء العالمية، وهو تصريح أدلى به وزير الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي إيتمار بن غفير قبل أيام، وندعو المطبعين العرب الى يبينوا لنا موقفهم من هذا التصريح، واين يضعونه في سياق هرولتهم للتطبيع مع هذا الكيان، الذي يمثله بن غفير خير تمثيل، حتى يثبتوا لنا انهم غير منفصلين عن عالمنا، واننا كنا على خطأ.
في لقاء مع قناة “12” الإسرائيلية قال بن غفير، ان حقه وحق زوجته وأولاده بالتنقل في الضفة الغربية المحتلة أهم من حق الفلسطينيين في الحركة، وإن حقه في الحياة يأتي قبل حق الفلسطينيين في الحركة.
ودعا بن غفير وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى حماية حق الاسرائيليين بالحياة أكثر من حرية الحركة للفلسطينيين.
هذه التصريحات العنصرية، جعلت المطبعين العرب يولون وجهوههم صوب نتنياهو، عسى ولعل يخفف من وطأتها ويحفظ لهم كرامتهم امام شعوبهم، فاذا بنتنياهو يتبنى بالكامل ما قاله بن غفير، حيث قال ان “إسرائيل تسمح بأقصى قدر من حرية الحركة في الضفة الغربية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن لسوء الحظ، يستغل الفلسطينيون حرية التنقل لقتل النساء والأطفال والعائلات الإسرائيلية من خلال نصب كمائن لهم في نقاط معينة على طرق مختلفة”.
وأكد نتنياهو على أنه ومن أجل منع جرائم القتل، نفذت قوات الأمن إجراءات خاصة في هذه المناطق وهذا ما قصده بن غفير عندما قال إن الحق في الحياة يسبق حرية التنقل.
اللافت انه ليس هناك من بين عرب التطبيع، من يذكر بن غفير ونتنياهو، بالاسباب الكامنة وراء وجود هذا العدد الكبير من الحواجز الاسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية؟، انها ببساطة لحماية المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات التي زرعتها “اسرائيل” على ارض الفلسطينيين لتقطيع اوصال الضفة الغربية، والتي حولت حياة الفلسطينيين الى حجيم، والاهم من كل هذا لا يمر يوم الا ويقوم قطعان المستوطنين بالاعتداء على الفلسطينيين لارعابهم ودفعهم لترك ارضهم من اجل اقامة المزيد من البؤر الاستيطانية فوقها، واللافت ان بن غفير وسموتريش ونتنياهو، يعتبرون المستوطنين المسلحين، بانهم مواطنين عزل يتعرضون ل “ارهاب الفلسطينيين”!!.
ما المطلوب من الفلسطيني ان يفعل، وهو يرى نصف مليون مستوطن يستوطنون في 132 مستوطنة وفي 146 بؤرة استيطانية في كل الضفة الغربية، اقيمت على ارض فلسطينية اغتصبت من الفلسطينيين بالقوة، امام مرأى ومسمع العالم اجمع، الذي لم يحرك ساكناً.
اخر هل يكفي هذا لإعادة العربي التطبيعي الى رشده، أم نزيده تصريح هو لعميحاي إلياهو وزير شؤون القدس والتراث من حزب “القوة اليهودية” الذي يترأسه بن غفير، والذي دعا فيه الى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، لانه لا يعترف بالوجود الفلسطيني على ارض فلسطين، فمثل هذا الوجود ليس سوى وهم.
من الواضح ان بن غفير وسموتريش ونتنياهو و.. ، ينظرون للتطبيع مع العرب، على انه استسلام كامل للرؤية الصهيونية لفلسطين، التي لا وجود لها في هذه الرؤية، وان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، والفلسطينيون، في الرؤية الصهيونية، ليسوا سوى مجموعة من الناس وجدوا “بطريق الخطأ على ارض اسرائيل”، لذلك لا خيار لهم الا الرحيل او القتل.
الكارثة ان كل الذي ذكرناه، وهو نقطة في بحر العنصرية الاسرائيلية والارهاب الاسرائيلي، لم ولن يحرك شعرة واحدة في جسد التطبعيين، الذين ردوا على كل هذا الحقد الاسرائيلي، بالذهاب الى قبر بن غورين والترحم عليه، كما وضعوا اصابعهم في اذانهم حتى لا يسمعوا شتائم الصهاينة ضد العرب والنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم والقران الكريم، في مسيراتهم وخاصة مسيرة الاعلام، كما ردوا بطريقة اخرى اذهلت حتى الصهاينة انفسهم، عندما ادرجوا حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي على قائمة الارهاب.. لقد أسمعت لو ناديت حيـا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي.
المصدر: العالم