مع تفاقم عزلته الدوليّة: الكيان يُرجِّح رفض دول “اتفاقيات أبراهام” المُشاركة بحفل تأسيسه.. واشنطن لم ترُد على الدعوة وأوروبا لم تُقرِّر وخشيةٌ بالكيان من تحوّل الحفل لهزيمةٍ دبلوماسيّةٍ.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
يُجمِع الخبراء في تل أبيب أنّ وضع دولة الاحتلال الداخليّ هو الأسوأ في تاريخ إقامة الدولة العبريّة قبل 75 عامًا على أرض فلسطين، بيد أنّ ما يُقلِق أقطاب إسرائيل هو العزلة الدوليّة التي تعيشها دولة الاحتلال بسبب سياساتها الفاشيّة والعنصريّة ضدّ الفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخيّة، ومع ذلك فإنّ ما يهُمّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو التملّص من السجن عن طريق إلغاء لوائح الاتهام ضدّه في المحكمة، والتي تؤكِّد أنّه في حال إدانته بالتهم ومنها تلقّي الرشاوى، وخيانة الأمانة والنصب والاحتيال، سيتّم الزجّ فيه بالسجن ليقضي آخر سنواته، علمًا أنّه في الـ 74 من عمره.
وحتى الحليفة والربيبة، الولايات المُتحدّة، باتت تشجب وتستنكر الخطوات الإسرائيليّة، طبعًا دون إتخاذ قراراتٍ بفرض عقوباتٍ على كيان الاحتلال، ولكن بالنسبة للإسرائيليين فإنّ رفض الرئيس الأمريكيّ بايدن إستقبال نتنياهو هو بمثابة ضربةٍ موجعةٍ جدًا بسبب التحالف الإستراتيجيّ بين الدولتيْن، ولأنّ طعنة الأقارب أشّد أثرًا لأنّها تأتي من مسافاتٍ قصيرةٍ.
في السياق، أكّدت مصادر سياسيّة وازنة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن لصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الإدارة الأمريكيّة حذّرت نتنياهو من أنّ مواصلة البناء الاستيطانيّ في الضفة الغربيّة المحتلّة واستمرار التصريحات العنصريّة والاستفزازيّة لعددٍ من الوزراء سيؤدّيان لإعاقة توسيع التطبيع الإسرائيليّ مع دولٍ عربيّةٍ، وفي مقدّمتها العربيّة السعوديّة، طبقًا لأقوالها.
ولكن عن زيف وكذب المسؤولين الإسرائيليين، قالت المصادر عينها إنّ كبار المُوظفين في حكومة نتنياهو يُروّجون للرأي العّام بأنّ السعوديّة غيرُ مهتمّةٍ بالقضية الفلسطينيّة، بيد أنّ التصريحات الرسميّة الصادرة عن الرياض تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّه يتحتّم على دول المنطقة، وفي مقدّمتها إسرائيل، التقدّم على المسار الفلسطينيّ، ولكن في التشكيلة الحاليّة للحكومة الفاشيّة من المُستحيل أنْ توافِق الأحزاب المُشارِكة في الائتلاف الحكوميّ على ذلك، علمًا أنّ نتنياهو نفسه كان صرّح مؤخرًا أنّه يعمل على شطب القضية الفلسطينيّة عن الأجندة نهائيًا، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، كشفت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ خارجيّة الكيان قامت مطلع آب (أغسطس) الجاري دعوات إلى أكثر من 100 وزير خارجية، تدعوهم إلى حفل تعمل تل أبيب على تنظيمه في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، احتفالاً بمرور 75 عامًا على تأسيس الدولة العبريّة، طبقًا لأقوالها.
وتابع التقرير التلفزيونيّ، نقلاً عن ذات المصادر، أنّه على الرغم من مرور حوالي الشهر على إرسال الدعوات، فإنّ عشر دول فقط أكّدت مشاركتها في الحفل، وهذه الدول هي بالأساس من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
ووصف موظفون كبار في تل أبيب الحفل المذكور بأنّه حالة للادعاء بالمفاخرة، علاوة على أنّه يحمِّل في طيّاته خطرًا دبلوماسيًا، ذلك أنّه إذا لم يصِل عدد الدول المُشاركة إلى رقمٍ مُقنعٍ، فإنّ الحفل لن يخرج إلى حيِّز التنفيذ، علمًا أنّ إسرائيل تُعوِّل على مشاركة وزير الخارجيّة الأمريكيّة ووزراء خارجيّة دول الإتحاد الأوروبيّ، وفق المصادر الإسرائيليّة.
وبيّنت المصادر، وفقًا للقناة الـ13 أنّه إذا لم يصل عدد الدول التي ستؤكِّد مشاركتها في الحفل، فإنّ ذلك سيُعتبر فشلاً دبلوماسيًا مجلجلاً، ولذا أضافت المصادر فإنّ الخارجيّة أجلّت قرار إقامة الحفل من عدمها إلى موعدٍ لاحقٍ لإفساح المجال للدول المدعوّة لاتخاذ قرارٍ.
ونظرًا لما تُسّمى بالأزمة بين تل أبيب وواشنطن، فقد شدّدّت المصادر على أنّ القضيّة المركزيّة تتعلّق بمشاركة وزير الخارجيّة الأمريكيّة أنتوني بلينكين، لافتةً إلى أنّه حتى اللحظة لم تردّ الخارجيّة الأمريكيّة على الدعوة، لمنّ مصادر مطلعة أكّدت للتلفزيون العبريّ أنّ واشنطن تدرس بإيجابيّةٍ الدعوة الإسرائيليّة.
أمّا القضيّة التي لا تقِّل أهميةً عن الأولى فتتعلّق بمُشاركة دول اتفاقيات أبرهام (اتفاقيات التطبيع)، وهي التي تلقّت دعواتٍ للمُشاركة، حيثُ رجحّت مصادر إسرائيليّة، بحسب التلفزيون العبريّ، أنْ يكون ردّ الدول المُطبِّعة سلبيًا على دعوة إسرائيل للمشاركة في حفل إقامتها.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبريّة أكّدت أنّ تأجيل البحرين زيارة وزير خارجية دولة الاحتلال إلى المنامة بسبب إقتحام الأقصى من قبل الوزير الفاشيّ إيتمار بن غفير، هو أكبر دليل على هشاشة اتفاقيات أبراهام، علمًا أنّ الزيارة كانت ستكون الأولى لوزيرٍ إسرائيليٍّ إلى المملكة البحرينيّة منذ تشكيل الحكومة العنصريّة المُتطرّفة في كانون الأول (ديسمبر) من العام الفائت.
كما أنّ الإمارات العربيّة المُتحدّة، والتي ألغت الزيارة التي كانت مقررة لنتنياهو، ما زالت مصرّةً على عدم توجيهها مرّة أخرى، كما أنّها وجهّت رسالةً غيرُ مُباشرةٍ لحكومة إسرائيل بعدم رضاها عن سياستها، عندما التقى الأسبوع الماضي في روما، وزير خارجيّة الإمارات برئيس المعارضة الإسرائيليّة، يائير لبيد.
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
المصدر: رأي اليوم