عطوان: لماذا لا تنفذ دولة الاحتلال تهديداتها بإغتيال قادة كتائب المقاومة وتزيد من تكرارها هذه الايام؟ وماذا كشفت لنا مصادرنا عن أسرار قمة العلمين الأخيرة؟ وهل ستتصاعد عمليات تهريب الأسلحة “الحديثة” عبر الحدود الأردنية في الفترة القادمة؟ وما هي “مفاجآت” الحرب الوشيكة..!

5٬861

أبين اليوم – مقالات وتحليلات 

بقلم/ عبد الباري عطوان

علمتنا التجارب السابقة، والرصد الدقيق، والمتواصل لتحركات قادة دولة الاحتلال وتصريحاتهم، انه كلما اتسعت دائرة هجمات المقاومة، وتضاعفت اعداد قتلاها وجرحاها، وفشلت الأجهزة الأمنية والعسكرية في كبح جماحها، والسيطرة عليها، يلجأ هؤلاء الى الإكثار من إطلاق التهديدات، مرة بإعادة لبنان الى العصر الحجري، ومرة أخرى بالتوعد بحملات إغتيال واسعة لأبرز القادة الفلسطينيين خاصة من مهندسي وداعمي كتائب المقاومة المسلحة، ونحن نتحدث هنا عن ثلاثة: الأول زياد النخالة قائد حركة الجهاد الإسلامي، والثاني صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”  ومسؤول جناحها العسكري في الضفة الغربية، اما الثالث فهو يحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة.

بالنسبة للتهديد الأول المتعلق بإعادة لبنان الى العصر الحجري فقد رد عليه السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بسخرية مصحوبة بإبتسامة الواثق عندما قال “أنتم الذين ستعودون الى العصر الحجري، واذا اندلعت شرارة الحرب، فلن تكون هناك دولة إسمها إسرائيل”، ولا نعتقد ان من لا يستطيع إقتلاع خيمة في الجزء المحتل من مزارع شبعا اللبنانية خوفاً وجبناً، يجرؤ على إطلاق صاروخ او قذيفة على لبنان، ناهيك عن تدميره.

اما اذا انتقلنا الى التهديدات الأخرى بإغتيال قادة المقاومة وأجنحتها العسكرية، فإنها قوبلت بالإحتقار والازدراء، لسببين: الأول ان جميع هؤلاء يتمنون الشهادة، وانخرطوا في صفوف المقاومة لنيلها، مثلما قال السيد العاروري في مقابلته الأخيرة مع قناة “الميادين”، والثاني ان دولة الإحتلال لم تقدم على تنفيذ تهديداتها هذه لأنها غير قادرة، وبات المستهدفون اكثر خبرة وحذراً، والأهم من ذلك ان أي عملية إغتيال ستودي الى الحرب وإطلاق عشرات آلاف الصواريخ التي ستضرب تل ابيب وكل المدن المحتلة ايضا.

دولة الإحتلال أوقفت عمليات الإغتيال في لبنان خوفاً من “حزب الله” وردة فعله القوية، بعد تحذيرات السيد نصر الله انه سيرد بقوة على أي محاولة إغتيال تستهدف أي من قيادات حزب الله وضيوفها من المجاهدين الفلسطينيين، والمعلومات المتوفرة لدينا، ولا نشك في دقتها، ان جميع قادة المقاومة الفلسطينية يتواجدون في لبنان، وتحت حماية قوات أمن حزب الله.

تواصلنا مع قياديين إثنين واحد في قطاع غزة والثاني في لبنان وإليكم ما يمكن نشره من معلومات وصلت إلينا حول التطورات المحتملة للوضع الحالي المتوتر على جبهة لبنان، او جبهتي الضفة والقطاع:

أبلغ السيد السنوار وفداً من حركة “حماس” في الخارج إلتقاه في القطاع بأنهم يعيشون “في نعيم” في الدوحة واسطنبول، بينما الشعب الفلسطيني يعاني من الجوع والفقر، وانه لم يلتق اولاده وأسرته، منذ أكثر من ستة أشهر على الأقل، ولم يمسك جهاز هاتف، ومقاتلو الحركة وكوادرها لم يتلقوا رواتبهم بعد تخفيض المساعدات القطرية الى أكثر من الثلثين، وهذا الوضع لن يستمر.

المسؤول الآخر الذي يتواجد حالياً في لبنان أكد ان الحرب مع دولة الإحتلال باتت حتمية وقريبة جداً، ومن المتوقع ان يكون الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى للسيطرة عليه وهدمه هو مفجرها، وقال ان الحرب القادمة لن تتوقف على غرار نظيراتها السابقة نتيجة وساطة من هنا او هناك، وسيكون إطالة أمدها جزء من استراتيجية شاملة، وأضاف نحن مستعدون لكل الاحتمالات.

أمر آخر لا يمكن تجاهله، وننقله عن مصدر شارك في لقاء العلمين الأخير، وكان مفاجئاً لنا، عندما أكد ان هذا اللقاء لم يتطرق مطلقاً الى عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وان الدولة المضيفة، أي مصر، لم تطالب مطلقا بوقفها، لان اهتمامها محصور في القطاع فقط، مضافا الى ذلك ادراكها بأن أي طلب للتهدئة في الضفة سيقابل بالرفض.

عمليات المقاومة، حسب مصدر القيادي نفسه،  ستتضاعف في الضفة الغربية، ولن تستطيع قوات الاحتلال وأجهزته الأمنية السيطرة عليها، وعمليات تهريب الأسلحة الحديثة عبر الحدود الأردنية ستتكثف أيضاً، لأنه بات من الصعب السيطرة عليها (حدود الأردن مع دولة الاحتلال تمتد لأكثر من 600 كم)..

ولأن هناك الكثير من المتعاونين الشرفاء في حرس الحدود والجيش الأردني على درجة عالية جداً من الوطنية، وهذا ليس غريباً عليهم على أي حال، ونحن نؤكد ذلك اعتماداً على مصادر فلسطينية وأردنية ، عسكرية وسياسية، رفيعة المستوى، وستكشف الأيام والاسابيع المقبلة عن وصول أسلحة متطورة الى المقاومين في الضفة الغربية مصدرها عدة دول ومنظمات، من بينها صواريخ “كورنيت” المضادة للدروع.

أخيراً.. نكشف ان تصاعد التهديدات الإسرائيلية لشن هجوم على قطاع غزة رغم حالة الهدوء الحالية التي يعيشها، يأتي لمعرفة جنرالات الاحتلال ان مكتب إدارة العمليات في الضفة الغربية موجود في القطاع، وان هذا المكتب هو الذي يشرف على إيصال الأسلحة والأموال لكتائب المقاومة وخلاياها، وتعويض أصحاب بيوت الشهداء المدمرة الذين شاركوا في تنفيذ العمليات الفدائية الانتقامية ضد الاحتلال.

“إسرائيل” تعيش هذه الأيام أصعب مآزقها وأخطرها، لأن التهديد العسكري والأمني يأتي من الداخل والخارج معاً، ويدرك قادتها جيداً ان الحرب القادمة، وربما الوشيكة، ستكون إقليمية وعلى عدة جبهات، ولهذا يكثرون من التهديدات لطمأنة مستوطنيهم المذعورين، ولا يجرؤون على تنفيذها.

كم مرة هدد نتنياهو بقصف ايران؟ وكم مرة هدد بالقضاء على حزب الله؟ وكم مرة هدد بإجتياح قطاع غزة؟ وكم مرة هدد بإغتيال السنوار والنخالة والعاروري والسيد نصر الله، وإعادة لبنان الى العصر الحجري؟

يبدو ان نهاية دولة الاحتلال باتت أقرب كثيراً من أي وقت مضى لوجود رجال يتمنون الشهادة ويصلون من أجل نيلها.. والأيام بيننا.

 

المصدر: رأي اليوم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com