“موقع الخنادق“.. صنعاء برسائل عسكرية: نحن من نؤمن البحر الأحمر.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
خرج الصدام بين السعودية والإمارات، عن السيطرة، إلا أنه لم يخرج عن دائرة الرصد في صنعاء، التي تتابع حيثيات المعارك بين الطرفين مدركة دوافعها ومآلاتها.
وبينما تنتقل المواجهات بين الدولتين من محافظة إلى أخرى حتى وصلت أخيراً إلى جنوبي محافظة تعز والمناطق المشرفة على باب المندب، أعادت صنعاء التأكيد على انها المعنيّة الأولى بأمن البحر الأحمر، ملوّحة بإجراء تجربة عسكرية على جزرها “المحتلة”، بصواريخ يجري العمل على تطويرها، لتحمل رؤوساً أكثر فعالية وأبلغ انباءاً.
بعد انقضاء أكثر من 3 أشهر على مغادرة السفير السعودي، محمد آل جابر، صنعاء، لم يطرأ أي جديد يحرك مياه المفاوضات الراكدة. وعلى الرغم من الفرص التي قدمتها الأخيرة لجهود الوساطة، إلا ان إصرار الرياض على المراوحة ضمن هوامش محددة أميركياً، سيصيّر الركود مياهاً “آسنة” يصعب بعدها التوصل إلى اتفاق أو هدنة دون جولة عسكرية جديدة.
كل العوامل تنذر بأن لا هدوء قريب:
فالمحافظات الجنوبية التي تشهد على الاقتتال السعودي-الاماراتي، باتت بدورها فتيلاً مهيّأ للانفجار. في الوقت الذي ينفذ فيه صبر صنعاء، التي أعربت غير مرة على لسان قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أنه لن يكون إلى ما لا نهاية. في حين ان المعركة التي يتوقعها خبراء متابعون، ستكون هذه المرة -ان حصلت- على غير محور، بين القوى الفعلية على الأرض من جهة، وبين السعودية وأبناء المحافظات -الذين كانوا يوماً حاضنين لها- من جهة أخرى، نتيجة الإجراءات التدميرية التي تمارس عليهم وتسلبهم أدنى مستلزمات العيش الكريم.
واللافت ان صنعاء، التي تلتزم حتى الآن، بسياسة ضبط النفس جراء الخروقات والمماطلة التي تمارسها المملكة بإستمرار، لوّحت يوم أمس على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بخيار التصعيد. فأشار في معرض حديثه عن “حرب الارادات” وأساليب مواجهة العدوان، إلى ان “القوات المسلحة اليمنيّة ستعمل على تطوير ترسانتها العسكرية”، كاشفاً عن ان صنعاء بصدد إجراء “تجارب على بعض الجزر”.
وهو ما يحمل رسائل على غير صعيد، يخاطب فيها المشاط دول التحالف بتوقيت مدروس.
ويقول الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبد الغني الزبيدي، في حديث خاص لموقع “الخنــادق”، ان “صنعاء لا ترسل رسائل بهدف الاستعراض الإعلامي”.
مؤكداً على ان “التصريح جاء بهذا التوقيت ليؤكد بأن التصعيد القادم سيكون تصعيداً سياسياً وعسكرياً لأننا قد نكون أمام معركة قد تحدث ما بعد شهر محرم”.
وما يعطي هذا التصريح ثقلاً أكبر، ان الجزر (سقطرى، ميون، عبدالكوري) محتلة من قوات اميركية-اسرائيلية بغطاء اماراتي سعودي.
ويقول الزبيدي في هذا الصدد، ان “رسالة هذه التجربة تتلخص بكوْن صنعاء هي من تؤمن البحر الأحمر وتحميه” مشيراً إلى ان “تواجد هؤلاء المحتلين في جزرنا يجعل من مقاومتهم واستهدافهم حقاً مشروعاً كفلته القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة”.
جرّبت صنعاء مختلف السبل، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، والتزمت لأجل ذلك بمخرجات المحادثات التي رعتها الوساطة. وهذا ما يجعل الواقع أكثر تعقيداً، مع قرب نفاذ الحلول دون التأثير على التعنت السعودي المَرعي أميركياً.
ويشير الزبيدي، إلى ان “صنعاء اليوم ممتعضة من التلكؤ بتنفيذ الشروط، ومنها الانسحاب من كامل الجغرافيا اليمنية بما فيها الجزر وهي لن تقبل باستمرار بحالة لا سلام ولا حرب دون تنفيذ المطالب”. مشدداً على ان “أول تجربة لهذه الصواريخ التي تعمل صنعاء على تطويرها ستكون باتجاه هذه الجزر”.
المصدر: الخنادق