تحولات دراماتيكية متسارعة ختمت بها فصول ثمان سنوات من الحرب في اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ معد الزكري:
منذ أن أعلنت دولة الامارات تعليق مشاركتها العسكرية ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن
وتركيز الأخيرة على تعزيز جهود التهدئة عبر تبني هدنة طويلة الأمد وصولاً إلى طي صفحة الحرب بغض النظر عن تحقيق أهدافها من عدمه.. خطوات إحلال السلام في اليمن وان بدت منقوصة كما يرى البعض إلا أنها قد ألقت بظلالها على المشهد السياسي في جنوب اليمن.
فالانقسامات السياسية تتسع رقعتها يوماً بعد آخر، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية في تدهور مستمر.
كل تلك التداخلات المعقدة اسهمت بصورة مباشرة وغير مباشرة في تنامي المخاوف من عودة تنظيم القاعدة مستغلاً غياب الدولة وفرض سيطرتها الكاملة على تلك المناطق.
يتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بعض شركائه في السلطة بإستخدام تنظيم القاعدة كورقة ضغط للحد من إكمال سيطرته على المحافظات الجنوبية وإعلان دولة الجنوب المستقلة كما اكدته قيادة المجلس في اكثر من مناسبة.
لكن بعيداً عن فحوى تلك الاتهامات المتبادلة بين الطرفين وما تتضمنه من رسائل يرى البعض أنها لا تخلو من المكايدات السياسية محورها الرئيسي مزيد من تنازع النفوذ.
على وقع تصاعد هذه الخلافات تتزايد المخاوف من عودة مرتقبة لتنظيم القاعدة انطلاقاً من محافظة أبين باعتبارها خاصرة الجنوب والطريق الأقرب للسيطرة على العاصمة المؤقتة عدن ناهيك عن كونها النقطة الاكثر نشاطاً وحضوراً لعناصر التنظيم نظراً لما تحمله أبين من رمزية سياسية واجتماعية بالنسبة للقاعدة، كما يرى مراقبون.
ومن ذات المحافظة سبق وأن حذر القيادي الجنوبي العميد عبداللطيف السيد في لقاء مصور أجريته معه في وقت سابق من مخاطر عودة التنظيم وتداعيات ذلك على ما تبقى من معالم الدولة.
السيد الذي لقي مصرعه وعدد من مرافقيه جراء استهدافه بعبوة ناسفة في عملية تبناها تنظيم القاعدة كان قد دعا مختلف القيادات السياسية والعسكرية في الجنوب إلى التركيز على تعزيز جهود التصدي لهذا التنظيم، مؤكداً على ضرورة نبذ الخلافات السياسية جانباً، لكن يبدو أن شيئاً من ذلك لم يتحقق حتى لحظة مصرعه.
على ضوء هذه المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشوها المحافظات الجنوبية وحالة التنامي الملحوظ لتنظيم القاعدة تبقى التساؤلات مشرعة:
– هل سنشهد في القريب العاجل سيطرة جديدة لتنظيم القاعدة، والقضاء على ما تبقى من مظاهر الدولة في المناطق الخاضعة لسلطة المجلسين الرئاسي والانتقالي، أم أن كل ما ذكر مجرد توجسات ومخاوف لا تعززها الوقائع على الأرض؟
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات..!
YNP