باحث يمني بشؤون الطاقة والجيولوجيا يؤكد إن الكارثة البيئية ستظل قائمة حتى بعد نقل النفط الخام من صافر..!
أبين اليوم – صنعاء
كشف الباحث اليمني المتخصص بشؤون الطاقة والجيولوجيا، الدكتور عبدالغني جغمان، عن أن السفينة البديلة للسفينة صافر التي اشترتها الأمم المتحدة لتكون بديلاً عن صافر التي أوقف التحالف السعودي الإماراتي في 2016 السماح بتزويدها بالوقود لتشغيل معداتها التي تحافظ على معادلة الغازات داخل خزاناتها الممتلئة بأكثر من مليون و100 ألف برميل من النفط الخام، كشف أنها ستتحول بعد 4 سنوات إلى تهديد جديد يشبه التهديد الذي مثلته الخزان العائم صافر طوال السنوات الماضية كون السفينة (البديلة) أوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء، وهو ما سبق وكشفه موقع “المساء برس” في تقرير استقصائي موسع نُشر سابقاً بالوثائق التي تم الحصول عليها من مصادر خاصة.
وقال الباحث جغمان في حديث لقناة (BBC) البريطانية أمس الثلاثاء، والذي يتزامن مع بدء طاقم الشركة المنفذة لعملية نقل النفط الخام، البدء بضخ النفط من صافر إلى السفينة البديلة (يمن)، قال إن الكارثة البيئية ستظل قائمة حتى بعد نقل النفط الخام من صافر إلى (يمن) كون هذه الكمية من النفط الخام ستبقى في السفينة البديلة والتي بدورها ستبقى أيضاً متوقفة جوار الخزان العائم صافر من دون أن يتم التخلص منه وبيعه، لافتاً إن المشكلة كانت أساساً هي في بقاء النفط مخزناً في السفينة صافر وليس في السفينة ذاتها وحالتها الفنية وأن المشكلة ستبقى كما هي لأن النفط ذاته سيبقى مخزوناً في السفينة البديلة ولن يتم التخلص منه عبر بيعه.
بالإضافة إلى ذلك أكد جغمان بشأن الحالة الفنية للسفينة صافر التي تبين بعد فحصها من قبل الفريق الذي تعاقدت معه الأمم المتحدة بأنها لا تزال آمنة وأن حالتها الفنية أفضل من الحالة الفنية للسفينة البديلة (يمن) وأن سماكة الحديد والمعدن في خزان صافر لا يزال عند الحدود الآمنة إضافة إلى أنه تبين بعد الفحص أن الحالة الكيميائية والغازية داخل خزانات حفظ النفط الخام داخل الخزان صافر لا تزال في الحدود الآمنة وهي نتائج أكد الدكتور جغمان أنها كانت نتائج مفاجئة للفريق الفني ولكل المطلعين والمتابعين عن كثب لموضوع خزان صافر والذين كانوا يتوقعون أن تكون السفينة قد أصبحت قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وتتسبب بأكبر كارثة بيئية بحرية على وجه الكرة الأرضية.
وقال جغمان إن التهديد الحقيقي الذي كان يتخوف منه جميع المختصين سواء في اليمن أو خارج اليمن قد انتفى ولم يعد موجوداً بعد أن ظهرت نتائج الفحص الفني للخزان صافر والذي خرج بنتيجة أن الخزان لا يزال آمناً وغير مهدد للبيئة، مضيفاً إنه حالياً لا يوجد أي مخاطر أو مخاوف من احتمالية حدوث كارثة بيئية أثناء عملية ضخ النفط من صافر إلى يمن والتي ستستمر تقريباً حسب خطة الأمم المتحدة 19 يوماً.
وفي هذا الجانب يشير حديث الدكتور جغمان من أن السبب في بقاء خزان صافر العائم آمناً وبحالة أفضل من السفينة البديلة يعود إلى الفريق الفني اليمني الذي عمل على مدى عقود ماضية على متن الخزان صافر لتشغيله وصيانته وتزويد الخزان بالمعدات اللازمة لإبقاء الخزان في حالة آمنة وممتازة جعلت الخزان يعمل بشكل ممتاز كخزان احتواء وكميناء لتحميل النفط الخام للسفن الناقلة في آن واحد منذ العام 1986 حتى بداية الحرب على التي شنها التحالف السعودي على اليمن في مارس 2015..
وأن أداء الفريق اليمني الذي أدار الخزان صافر وحافظ عليه والتزم بإجراءات الصيانة الدورية كان يعمل وفق أعلى المعايير العالمية وهو ما تفاجأ منه جميع العاملين ضمن فريق الأمم المتحدة والذين أشادوا بالفريق اليمني بعد اطلاعهم على حالة الخزان العائم صافر.
كما لفت جغمان إلى حقيقة أن السفينة البديلة (نوتيكا) التي أطلق عليها اسم (يمن) لن تكون في حقيقة الأمر خزاناً عائماً بديلاً عن صافر بأي حال من الأحوال لأن صافر هي خزان احتواء وميناء تحميل في وقت واحد..
مشيراً إن السفينة البديلة لا يمكن أن تكون أيضاً ميناء تحميل للنفط الخام كون مواصفات السفينة البديلة ضعيفة جداً مقارنة بصافر إضافة إلى اختلاف حجم السفينتين واختلاف سماكة جدران السفينتين وأيضاً المعدات الحديثة الموجودة والمزودة في خزان صافر والتي ليست موجودة في السفينة البديلة كل ذلك يجعل من السفينة البديلة غير قادرة على أن تكون منصة لتحميل النفط وستبقى فقط عبارة عن تانك لحفظ النفط الخام فترة مؤقتة وتقتصر وظيفتها على نقل ما بداخلها من منطقة جغرافية إلى أخرى فقط.
ولم توضح الأمم المتحدة في خطة عملها طبيعة الإجراءات والحلول البديلة التي قالت إنها ستقوم بتنفيذها من أجل الإيفاء بالبند الرئيسي الوارد في اتفاقية إنقاذ صافر وسحب النفط الخام منها التي وقعتها مع حكومة صنعاء والذي نص على أن تلتزم الأمم المتحدة بتوفير خزان عائم مكافئ للخزان العائم صافر في كافة مواصفاته بحيث يكون الخزان البديل عبارة عن منصة لتحميل النفط الخام للسفن، في حين لم تشر خطة الأمم المتحدة، وهي غير متاحة للإعلام، لم تشر الخطة إلى طبيعة الحل البديل عن صافر وعما إذا كانت السفينة البديلة سيتم تحويلها لمنصة تحميل أم لا أم ستقوم الأمم المتحدة بإنشاء ميناء لتصدير النفط الخام في منطقة رأس عيسى على ساحل الحديدة كميناء بري بدلاً من الميناء العائم.
المصدر: المساء برس