أمريكا تعزز تواجدها العسكري في مضيق هرمز.. الرسائل والأهداف..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
الخبر:
اعلنت امريكا عن عزمها تعزيز تواجدها العسكري في الشرق الأوسط “لمراقبة مضيق هرمز والمياه المحيطة به”، عبر ارسال مقاتلات إضافية من طراز إف-35 وإف-16 إلى جانب المدمرة “يو إس إس توماس هودنر”، بعد او وجهت اتهامات لايران “بمحاولة احتجاز ومضايقة سفن شحن وناقلات نفط في الأشهر القليلة الماضية”.
إعرابه:
– من نافلة القول، ان التواجد الامريكي في منطقة الشرق الأوسط وفي الخليج الفارسي تحديداً، تجاوز حد التخمة، فقد زرعت امريكا المنطقة، بالقواعد البحرية والجوية باعداد هائلة، تحتضن عشرات الالاف من الجنود والطائرات والسفن الحربية المزودة بالصواريخ المتطورة، ناهيك عن ارسالها بين فترة واخرى لحاملات الطائرات والقاذفات الاستراتيجية والغواصات المزودة بالاسلحة النووية، لذلك اثار قرار امريكا ارسال المزيد من الطائرات والسفن الحربية الى المنطقة، إستغراب المراقبين.
– الاغرب من ذلك، هو ان اتهامات أمريكا لايران بـ”اعتراضها ناقلات نفط” خلال الاسابيع القليلة الماضية في منطقة الخليج الفارسي، هي اتهامات نفتها ايران جملة وتفصيلا، ولم تجد امريكا شاهدا على اكاذيبها سوى حليفتها المقربة بريطانيا.
– أمريكا التي تتهم ايران بأنها تعترض ناقلات النفط، نسيت او تناست، بأنها هي من باتت عنوانا لنهب وسرقة ثروات الشعوب، وهي التي كانت سباقة في سرقة النفط الايراني، تحت ذريعة تنفيذ القوانين الامريكية غير الشرعية والاحادية الجانب ضد ايران، ولا حاجة لنا هنا لتذكير امريكا، لماذا تتواجد ناقلة النفط “سويز راجان” التي تحمل شحنة نفط إيرانية منذ أبريل/نيسان الماضي، في ميناء هيوستن بالولايات المتحدة؟!!.
– نسأل أمريكا ايضا، لماذا لم تتقدم اي شركة لحد الان لتفريغ النفط الايراني من الناقلة وهي على شواطىء هيوستن رغم مرور كل هذا الوقت على احتجازها؟!، الجواب: انه نفط ايراني مسروق، والجميع يعلم، ان ايران ليست بالدولة التي تكتفي بالتفرج وهي ترى نفطها يُسرق، حتى لو كان السارق اكبر قرصان في العالم، فهي سترد الصاع صاعين لكل من يقترب من نفطها المسروق.
– من الواضح ان قرار أمريكا تعزيز تواجدها العسكري في منطقتنا، لم ولن يردع ايران عن الدفاع عن مصالحها، وفي مقدمتها قطع يد امريكا عن الوصول الى نفطها وناقلاتها، الا انه في الحقيقة يستهدف استقرار المنطقة عبر زعزعة الامن فيها، بعد التقارب المتسارع بين دولها وخاصة بين ايران والسعودية، وهو تقارب يبدو انه اغاظ امريكا وحليفتها “اسرائيل” ومن ورائهما بريطانيا، وهي جهات رأت في هذا التقارب، سببا سيُفشل مخططاتهم الرامية لبيع المزيد من الاسلحة، وتسويق الكيان الاسرائيلي الغاصب للمقدسات الاسلامية، بانها صديق للعرب.
– ومن أهداف هذا القرار الأمريكي ايضا، كسب أكبر قدر من الامتيازات على طاولة المفاوضات النووية، عبر التلويح لايران ان جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة في حال فشل العملية التفاوضية، وهو هدف لطالما سعت وراءه امريكا على مدى اكثر من عقدين، ولكن دون جدوى، فايران التي لم تقدم اي تنازلات لامريكا بالامس، حتى بعد ان اقدمت الاخيرة على تنفيذ جريمتها الوحشية المتمثلة بإسقاط طائرة الركاب المدنية الإيرانية فوق الخليج الفارسي عام 1988 ، فهي اليوم، وبعد ان اسقطت المسيرة الامريكية العملاقة “غلوبال هوك” بمجرد انتهاكها الاجواء الايرانية عام 2020، لن تكتفي بعدم التنازل عن مصالحها فحسب، بل ستقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بهذه المصالح.
المصدر: العالم