من تداعيات الإعتقالات السياسية.. الضفة تتفجر والسلطة تبرر..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
قيل منذ اليوم الأول ويقال أن الفلسفة الوجودية والمهمة الرئيسية للسلطة الفلسطينية هي أداء دور شرطي الكيان الصهيوني في الضفة الغربية.
قبل عدة أيام، دافع نتنياهو بشدة عن حكومة عباس، وتحدث عن حاجته الماسة لهذه الحكومة الهزيلة، وعن ضرورة اخذ الحيطة والحذر حيال حقبة ما بعد عباس، وفي الوقت نفسه شن عدواناً على جنين لكنه عاد خالي الوفاض.
عباس وبعد سنين توجه الى جنين والشيء الوحيد الذي لم يحصل عليه هو الترحيب الفلسطيني.
الآن وبعد فشل العدوان على جنين وبعد ان كان نتنياهو قد اكد على إستمرار هذه الوتيرة واستمرار وتيرتها المتصاعدة في سائر المناطق التي تحتضن المقاومة بالضفة الغربية. يبدو وكأنه غير أسلوبه وتكتيكه وبات يفعل كما يفعل المستعمرون الجدد – حيث ينسحبون من مستعمراتهم وفي نفس الوقت ينصبون عميلاً لهم لينوب عنهم في المستعمرات.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بادر إلى شن حملة إعتقالات واسعة النطاق لقادة المقاومة والناشطين، خاصة في جنين، وهو في الحقيقة باجرائه هذا يكمل المشروع غير المكتمل لعدوان الكيان الصهيوني على جنين.
البارحة، ثارت جنين وسائر مناطق الضفة الغربية وصدحت بصوت واحد عبر تنظيم مظاهرة سلمية واسعة النطاق ضد تحركات عباس.
حكومة عباس تزعم إنها أعتقلت اشخاصاً هاجموا مقارها، ربما يكون هناك بعض الحقيقة في هذا التبرير، لكن حجم الاعتقالات يناقض هذه الادعاءات.
النقطة المثيرة في هذه التظاهرات هي ان “الفتحاويين” شاركوا فيها جنباً إلى جنب فصائل المقاومة الاخرى، لكن الأمر المقلق هو انه قد يضيع الهدف المشترك والسامي، في ظل هذه الاعتقالات من جهة وتعبئة الجماهير ضد السلطة من جهة اخرى، ويبدا التناحر بين الفلسطينيين شيئا فشيئا بفعل التحريض الصهيوني.
رغم أنه ربما بقي القليل من عمر عباس، إلا أن هذا الإجراء يمكن أن يكون جزءاً من السيناريو الذي أعدته “إسرائيل” للسيطرة الذكية على فلسطين لفترة ما بعد عباس، والله العالم .
المصدر: العالم