ارسال القنابل العنقودية لاوكرانيا.. اعتراف بالفشل ام بالوحشية..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
“ذخيرة الأوكرانيين تنفد”.. هذا هو كان مبرر الرئيس الامريكي جو بايدن لارسال القنابل العنقودية لاوكرانيا وذلك ضمن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ثمان مئة مليون دولار، ما يكشف عن دخول الحرب الروسية الأوكرانية على فصل جديد.
مستشار الامن الامريكي سوليفان قالها صراحة أن المدفعية الأوكرانية تحتاج إلى “إمدادات ضخمة” بينما تكثّف الولايات المتحدة الإنتاج المحلي، وقال “لن نترك أوكرانيا بلا حماية في أي مرحلة من الصراع الجاري”.
اللافت في الأمر ان الإدارة الامريكية سابقاً نددت باستخدام روسيا لهذه الأسلحة حسب زعمها، فعندما سُئل البيت الأبيض عن مزاعم بأن روسيا تستخدم القنابل العنقودية والفراغية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك إنها ستكون “جريمة حرب” إذا كانت صحيحة.
وهو ما يدلل على نفاق بايدن الذي استباح استخدم هذا النوع من الاسلحة الذي تحظره اكثر من 120 دولة حول العالم، فهل يعترف الرئيس الامريكي ونظيره الاوكراني زيلنسكي بارتكاب جريمة حرب باستخدام هذا النوع من القنابل؟ وذلك لان تلك الأسلحة لن تساعد كييف في ساحة المعركة، لكنه ستعرض حياة السكان المدنيين للخطر.
كما ان الادارة الامريكية لطالما انتقدت تزويد الدول لروسيا بالسلاح حسب ادعائها، فبات جليا ان امريكا تستخدم الأسلحة المحرمة وتحلل لنفسها ما تحرمه على الآخرين وكما جرت عادتها فهي لا توقع على اي اتفاقية تلزمها بالحد من وحشيتها لذلك لم توقع امريكا على اتفاقية تحظر استخدام هذه الاسلحة، بالاضافة لذلك يعد هذا القرار علامة فارقة ودليل اخر على تورط واشنطن المباشر بالصراع الحالي، ما يؤشر لمرحلة جديدة من المواجهة بين موسكو وواشنطن.
موسكو اعتبرت ان القرار بادرة يأس من قبل اميركا التي تدفع بالبشرية نحو حرب عالمية جديدة ودليل على العجز على خلفية فشل “الهجوم المضاد” الأوكراني المعلن، وذلك بعد فشل الجبل الصلب من الاسلحة التي زودت بها اوکرانيا في اختراق الدفاعات الروسية.
تبريرات الرئيس الامريكي يدعمها جولة زيلينسكي لعدد من دول حلف شمال الاطلسي، للحصول على المزيد من الاسلحة وحشد الدعم لانضمام بلاده للناتو، الا انه لم يقنع الاوروبيين. حيث اعربت عدد من الدول الاوروبية على رأسها المانيا وفرنسا والنمسا عن رفضها ارسال قنابل عنقودية الى كييف، مؤكدة ان اتخاذ هذه الخطوة يشكل تهديداً طويل الامد للمدنيين.
زادت صفقة القنابل العنقودية هذه الأوضاع سخونة وتعقيدا، وبات المشهد كله في قبضة المجهول فمع هذا التطور النوعي الخطير في مسار الحرب الاوكرانية باتجاه التصعيد العنيف، فإن الرد الروسي علي هذا التصعيد الجديد لا بد وان يكون عنيفا للغاية هو الآخر.
المصدر: العالم