عندما يعقدُ الغرب المُحبط آمالاً على طبّاخ بوتين..!

4٬820

أبين اليوم – تحليلات الدولية

الخبر:

أعلن قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته سيطرت -يوم السبت- على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف، جنوبي روسيا، وهدد بالتوجه للعاصمة موسكو، وذلك في تحرك يستهدف الإطاحة بالقيادة العسكرية.

إعرابه:

– يمكن الوقوف على الأسباب الحقيقة التي وراء ما يجري في روسيا الآن، من خلال الوقوف على توقيت الإعلان عن تمرد قائد فاغنر، والسبب المعلن الذي قاده الى التمرد.

– بالنسبة للتوقيت، انه جاء بعد الانتصارات التي حققتها روسيا في السيطرة على مدينة باخموت  الاستراتيجية، وفي افشالها للهجوم الاوكراني الذي طبل له الغرب على مدة شهور طويلة، فاذا بالجيش الاوكراني يتكبد خسائر فادحة، لا يمكن تعويضها ابدا، بشهادة الاوكرانيين والغربيين انفسهم.

– اما السبب الذي كان وراء اعلان تمرد قوات فاغنر، وفقا لبريغوجين، ان الجيش الروسي قصف قواته في اوكرانيا، وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية جملة وتفصيلاً، فليس هناك مبرر منطقي يمكن ان يدفع روسيا لقصف قواتها المنتصرة، والتي صدت الهجوم الاوكراني الغربي وافشلته.

– من الواضح ان التوقيت والسبب المعلن، يكشفان عن وجود أياد خفية، ورطت قائد فاغنر، في هذه المغامرة الخاسرة، وهي مغامرة يعلم الغرب قبل غيره، انها لن تشعل الحرب الاهلية في روسيا ، ولن تسقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا انها ستغطي لفترة على هزيمة الغرب والناتو في اوكرانيا، وستشغل الجيش الروسي لبعض الوقت، في مقابل ان يُمنح بريغوجين اللجوء الى الغرب، بعد تنفيذه المخطط لاشغال القوات المسلحة الروسية.

– عندما ينفخ الاعلام الغربي بطباخ بوتين السابق بريغوجين، وينقل تصريحاته أول بأول، والايحاء ان بامكان مجموعته المؤلفة من 25 الف مقاتل، ان تزحف على موسكو وتسقط النظام السياسي في دولة عظمى مثل روسيا، يتداعى الى اذهان المتابع اسبلوب التغطية الاعلامية الغربية لاحداث الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا، حيث عقد الغرب آمالا طويلة وعريضة عليها، بل انه حدد موعد سقوط النظام الاسلامي في ايران، وهي آمال تحطمت على صخرة الواقع، الذي حاول الغرب ان يحرفه ويزيفه.

– يمكن تلمس الاحباط الغربي أكثر، عندما نسمع ميخائيل بودلياك مستشار الرئيس الأوكراني، وهو يقول إن 48 ساعة المقبلة في روسيا ستسفر عن حرب أهلية أو انتقال توافقي للسلطة. الا ان مدير جهاز الاستخبارت الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، حرم بودلياك حتى من ان يحلم، عندما اعلان وبشكل قاطع: “من الواضح أن محاولة هز المجتمع وإشعال النار عبر حرب أهلية باءت بالفشل”.

فلا خيار أمام مسلحي فاغنر، سوى رفض اوامر بريغوجين، وعدم الوقوع في فخ الاعلام الغربي، وتسليم أسلحتهم، لتجنب العقاب.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com