بلينكن يعود من السعودية بخفي حنين..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
مهما حاولت امريكا التظاهر، بأن علاقاتها مع الدول العربية، مبنية على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، الا ان طبعها يغلب تطبعها دائما، فهي تكشف عن حقيقتها دون مساحيق، عندما ترى مصالحها غير المشروعة مهددة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نراها ترفض عودة العلاقات بين العرب وسوريا، بينما تضغط في المقابل على العرب للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي!.
في الوقت الذي ترتكب فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي، جرائم يومية بشعة ضد الشعب الفلسطيني، لم يسلم منها حتى الرضع، نرى وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، يعلن قبل يوم واحد من موعد زيارته الى السعودية، ان دعم امريكا لـ”اسرائيل هو دعم صلب لا يتزحزح.
اللافت اكثر، انه في الوقت الذي يرى العالم، الفظاعات التي ترتكبها “اسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، نرى بلينكن يطالب وبكل وقاحة، العرب بالتطبيع مع “اسرائيل”، ولسان حاله يقول ليس أمام العرب الا ان يغمضوا عيونهم، وان يتوقفوا حتى عن استخدام عقولهم، وان يدفنوا مشاعرهم القومية والدينية، لأن امريكا تريد منهم ذلك.
من أجل الضغط على السعودية، ودفعها للتطبيع مع المحتل الصهيوني ومغتصب المقدسات الاسلامية، نرى بلينكن يشد الرحال الى السعودية يومي الاربعاء والخميس الماضيين، الا ان اغلب القرائن، تشير الى انه فشل في مهمته، وعاد خالي الوفاض، فالرجل رغم كل تسوله، لم يحصل من السعوديين على ما كان يريد.
المراقبون للمشهد الاقليمي، يرون ان تطبيع السعودية مع “اسرائيل”، هو حلم امريكي لن يتحقق، خاصة بعد المواقف السياسية التي اتخذتها القيادة السعودية مؤخرا، والمتناقضة كليا مع السياسة الامريكية، ومن بين هذه المواقف إستئناف الرياض لعلاقاتها مع سوريا وايران، وتقاربها من المواقف الروسية في منظمة “اوبك +”.
بات واضحاً ان الزمن الذي كانت فيه امريكا تأمر وتنهي وعلى الآخرين السمع والطاعة، قد ولى، فالحلفاء العرب، يرون كيف ضحت امريكا بحلفائها في اوروبا، واستخدمتهم كحطب لحربها ضد روسيا، وتركت القارة الاوروبية، تواجه مستقبلاً مجهولاً، عندما ورطتها في الحرب الاوكرانية.
الدرس الاوكراني، اثبت ان امريكا لم ولن تكون حليفا لاحد سوى مصالحها ومصالح “اسرائيل”، فامريكا لن تقدم مصالح العرب على المصلحة الاسرائيلية، ولن تقدم امن العرب على امن “اسرائيل”، فهي تعمل جاهدة حرمان العرب من اي فرصة للتقدم والتطور، لانها ترى في اي تقدم للعرب تهديدا لـ”اسرائيل”، وهذا هو السبب وراء كل المؤامرات التي واجهتها دول المنطقة، وخاصة مؤامرة “داعش”، فامريكا ومن خلال سلاح “داعش” دمرت دولا، وشردت شعوبا ، ونشرت الخراب والفوضى في المنطقة، لتبقى “اسرائيل” آمنة.
هذه الحقيقة المرة، هي التي دفعت العرب الى التمرد على امريكا، والعمل وفق رؤية خاصة بهم، تهدف الى الحفاظ على سيادتهم ووحدة اراضيهم ومصالحهم وثرواتهم، عبر التعاون والتنسيق مع الدول الاسلامية في المنطقة وعلى راسها ايران، من اجل حجز موقع من الان في عالم جديد متعدد الاقطاب، لا تهيمن عليه القوة الامريكية المتوحشة، التي باتت تلفظ انفاسها الأخيرة.
المصدر: العالم