“مسيرة الأعلام“ لهذا العام تختلف جوهرياً عن كل عام..!

4٬772

أبين اليوم – تحليلات الدولية

وفقا للتقويم، مسيرة الأعلام التي تقام كل عام في الـ19 من مايو، ستقام قبل يوم واحد هذا العام اي في الـ18 مايو، والذي يصادف اليوم.

على الرغم من أن هذه المسيرة تأسست بعد عام من أحداث عام 1967، وأصبحت بمثابة يوم توحيد القدس لهم، إلا أنه نادراً ما شارك فيها يساريون وآخرون. لكن هذا العام، مع هيمنة اليمين المتطرف، الإثني والديني، على الحكومة “الإسرائيلية” وهيمنة بن غفير وسموترتيش على المنصبين الأمني ​​والمالي بشكل خاص، تقرر تنظيم هذه المسيرة بشكل أوسع مما كانت عليه في الماضي وبمعنى آخر “مصيرية”.

اللافت أنه ومع وصول الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة للسلطة ولأول مرة تم تنظيم مسيرة الأعلام في بداية كل شهر بهدف التواجد (اقتحام) في المسجد الأقصى، ويبدو ان ذروة هذه الخطوة ستكون اليوم.

أن تقام المسيرة اليوم وقبل يوم من اليوم الرسمي المقرر لها، يأتي بسبب حرب الأيام الخمسة الأخيرة وهلع الكيان من إثارة حساسية فصائل المقاومة من جهة، وللتقليل من احتمالية حدوث أي صدام مع المسلمين المتواجدين في المسجد الأقصى من جهة اخرى. ومن الواضح أن يوم الجمعة ووجود المصلين في المسجد الأقصى يزيد من مخاطر اقامة المسيرة دون صدام.

وفي هذا الإطار، فان سلطات الاحتلال اتخذت كافة الاحتياطات الأخرى، ومنها نشر القبة الحديدية حول القدس لطمئنة المستوطنين من جهة ووالاستعداد للدفاع عن تحركاتهم من جهة اخرى.

اليوم هو يوم مهم جدا. فرغم أن الصهاينة كانوا قبل ذلك يقتحمون المسجد الأقصى بين حين وآخر، وبالطبع دفعوا ثمن ذلك.. وعلى سبيل المثال فان اقتحام شارون للمسجد ادى الى انطلاع الانتفاضة الثانية.. الان ان من المقرر ان يقتحم اليوم عدد كبير من الصهاينة المسجد دفعة واحدة ولأول مرة.

وهذا بالطبع يمكن أن يكون اختباراً كبيراً (طبعا اختبار صهيوني) للمقاومة ولاسيما حماس التي اكدت كرارا ومرارا ان المسجد الأقصى هو خطها الأحمر.

بن غفير كان قد وعد بأنه سيكون حاضراً من أجل المشاركة في المسيرة منذ الصباح، ومن جانبه كان رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو أيضاً قد وجه تحذيرات شديدة لضمان امن الصهاينة، والوسيط المصري نقل هذه التهديدات الى الحمساويين و …

كل هذا يعني أنه في حال نجاح خطة الصهاينة اليوم، وتمريرها بدون اي عائق أو رد فعل، فانها ستشكل ورقة رابحة للائتلاف الحاكم في “إسرائيل” ، وربما تشكل نقطة تحول … مثل النكبة والنكسة ، إلخ … في تاريخ الكيان البالغ 75 عاما.

لكن ماذا سيكون رد فعل المقاومة ولاسيما حماس وهل سيكون من جنس المواجهة ؟ هذا ما يجب ان ننتظر ونراه. يبدو أن احتمال نشوب صراع حتى بدون صواريخ ليس بمستبعد، رغم أن الجهاديين عندما أطلقوا صواريخ باتجاه القدس خلال حرب الأيام الخمسة، فانهم في الواقع، كانوا يوجهون التحذيرات اللازمة للمشاركين في مسيرة الاعلام اي مسيرة اليوم.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com