صنعاء تتجاوز عبارة “قُيِّدت ضد مجهول“ ويضع المجهول “في قبضة الأمن“.. “تقرير“..!

5٬599

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

حقق جهاز الأمن والمخابرات التابع لداخلية صنعاء، مستويات عالية من الإنجاز، لم يسبق أن تحققت خلال العقود الماضية، فاليقظة والحس الأمني والضبط الحاسم والدقيق أوجد حالة من الاستقرار ما كانت لتتوفر في أوقات السلم فكيف في حالة حرب مستمرة على مدى ثماني سنوات مضت من الحرب التي تقودها السعودية على اليمن..

رغم أن التحالف يمول مخططات كبيرة منذ البداية لزعزعة الأمن الداخلي، على اعتبارها جبهة ربما تشكل خطراً أكبر من الجبهات العسكرية، لكن صنعاء استوعبت هذه المخططات منذ البداية وراهنت على أن يكون النصر حليفها، فقد أفشل جهاز الأمن والمخابرات التابع لها الكثير من المخططات وضبط الكثير من خلايا القتل والاغتيالات وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، كان يديرها ويمولها التحالف، حسب ما يبثه الإعلام الأمني التابع لداخلية صنعاء من اعترافات عناصر الخلايا المضبوطة.

وفي سياق مخططات التحالف لخلق فوضى أمنية في مناطق حكومة صنعاء، خصوصاً في الفترة القاتمة الرمادية بعد إنتهاء الهدنة التي استمرت ستة أشهر ولم يتم التوصل إلى تجديدها، أدرك جهاز الأمن والمخابرات التابع لصنعاء أن التحالف يدير معركة إشاعات وتحريض كانت ستؤدي على فتنة داخلية، كونها استهدفت الفئات البسيطة من عامة الشعب، عبر منصات التواصل الاجتماعي..

حيث بدأ البعض خطاباً إعلامياً محرضاً وخارجاً عن الضوابط والثوابت الوطنية، وكان الهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وتهيئة الساحة لقوى التحالف على غرار ما حدث ولا يزال يحدث في مناطق سيطرة حكومة الشرعية الموالية للتحالف، والتي تعيش فوضى أمنية غير مسبوقة في تاريخ اليمن..

إذ لا يأمن المواطن هناك على نفسه أو أطفاله وبناته حتى في وضح النهار، ولا يجد من يحمي أمنه حتى في الجهات التي يفترض أن الأمن مهمتها، فالتحالف أراد أن تكون تلك الجهات إحدى أدوات الانهيار الأمني، لكن جهاز الأمن في صنعاء تمكن من إفشال تلك المخططات، ليضيف خسارة جديدة إلى رهانات التحالف التي يبوء بالفشل تباعاً أمام تلك اليقظة الأمنية المثيرة للإعجاب.

وكان وزير داخلية صنعاء اللواء عبدالكريم الحوثي، صرح بأن هناك توجهاً أمريكياً ينفذه التحالف للتأثير على الوضع الداخلي في مناطق حكومة صنعاء، لزرع الفتنة وزعزعة الأمن، الأمر الذي كشف جانباً منه ما بثه الإعلام الأمني من اعترافات إحدى الخلايا التي نفذت عملية اغتيالات طالت بعض الشخصيات الاعتبارية والسياسية، منها وزير الشباب والرياضة في حكومة صنعاء الذي اغتيل في السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 2020م، وهي خلية مرتبطة بالتحالف والجانب الأمريكي.

ويرى مراقبون أن اليقظة العالية لدى جهاز الأمن والمخابرات التابع لداخلية صنعاء، مكنته من فرض الأمن والسكينة والأمان في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، خصوصاً في العاصمة التي تكتظ بملايين السكان من مختلف المحافظات اليمنية، وكما يبدو فإن جهاز الأمن يتمكن وبكفاءة عالية من القبض على “المجهول” الذي كانت تغلق ملفات الجرائم وتقيد ضده، بعبارة “قُيِّدت ضد مجهول”..

وهي عبارة اخترعتها مراحل الاحتيال والقفز على القوانين وسطوة المتنفذين، ليتمكن هذا الجهاز من إسقاط كل رهانات التحالف وإفشال مخططاته في جبهة الأمن الداخلي، وبعيداً عن التنظير يتجلى ذلك في حالة الاستقرار الأمني التي ينعم بها سكان تلك المناطق، قياساً بما يعانيه مواطنو المحافظات التي تخضع لسيطرة حكومة الشرعية الموالية للتحالف، والتي تتزايد فيها يوماً بعد آخر معدلات جرائم القتل والاختطاف والاغتصابات والإخفاءات القسرية ونهب الممتلكات العامة والخاصة والانتشار غير المسبوق للمخدرات..

وهي بلا شك إحدى طرق وممارسات التحالف التي هيّأ من خلالها الساحة لتكون بيئة مناسبة ومواتية لتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه، ولا صلة لها بمصالح اليمن ولا الشعب اليمني، كما كان يدعي في بداية الحرب.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com