حرب أدمغة في الضفة.. الإحتلال لا يملك إلا التعامل الموضعي مع المقاومة.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
قدّرت صحيفة “هآرتس” العبرية ارتفاع عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة بنسبة 400% العام الماضي وحينها قتل 18 اسرائيلياً. لكن العام 2022 الماضي شهد تنامي مجموعات وكتائب مقاومة أكثر تنظيماً وهيكلية توزعت في مختلف مناطق الضفة ولا سيما في الشمال.
وتعتبر “كتيبة جنين” من أهمها وأكثرها نشاطاً عسكرياً وقتلت عدداً من جنود الاحتلال على مدار العام.
ركّز محللو ومراقبو الاحتلال كما الاعلام العبري على عملها ونوعيتها وحضورها في جنين الذي شكّل منعطفاً جديداً في الضفة الغربية، وفهم الاحتلال تهديدها على جيشه فاستهدف قادتها.
وفي مقاله الأخير في صحيفة “هآرتس” العبرية ذكر المحلل العسكري أمير بحبوط أن “عدد كتيبة جنين يبلغ حالياً نحو 150، وليس لديهم قائد واضح منذ اغتيال جميل العموري العام الماضي.
يعرّفون أنفسهم على أنهم كتيبة بدون انتماء تنظيمي. ولهذا يرتدون بشكل منتظم قميصاً موحداً، يقيمون مسيرات واستعراض للقوة في المخيم، من التوثيق الميداني خلال العروض المسلحة لهم تبين أنهم يملكون أجهزة راديو بعيدة المدى (أجهزة لاسلكي) والكثير من الذخيرة للبنادق من مختلف الأنواع، ولديهم آلاف المسدسات ومعدات جديدة بما فيها أجهزة الرؤية الليلية، كما تقسّم الكتيبة الى فرق ذات أدوار مختلفة”.
مجموعات برقين:
ولكيلا تخلو منطقة أو مساحة يقتحمها الاحتلال من المجاهدين، ولتجاوز إجراءات الاحتلال لعزل الأحياء والمناطق، يتفرّع من كتيبة جنين مجموعات مهمّتها العمل ضمن بلدتها وتولي المسؤولية فيها. تأسست “مجموعات جبع” (تقع جبع على الطريق الرئيسي بين مدينتي جنين ونابلس، و”مجموعات قباطية” (تقع قباطية على بُعد حوالي 6 كلم عن مدينة جنين).
وفي الواحد والعشرين من شهر ديسمبر 2022، أعلنت كتيبة جنين عن “مجموعات برقين” (تقع برقين على بُعد 4 كيلومتر غرب مدينة جنين)، وانطلاق عملها الجهادي بالعملية الأولى التي استهدفت خلالها معسكر “دوتان”. وعملت هذه المجموعة منذ انطلاقتها مع كتائب شهداء الأقصى في جنين.
في الأيام الماضية، اقتحم الاحتلال مدينة برقين مرات عديدة، واعتقلت مهدي صبح ويوسف بزور وغيرهم. لكن المجموعة شاركت في التصدي لقوات الاحتلال وخاضت الاشتباكات.
الإحتلال يدرك تطوّر المقاومة:
تابع المقال نفسه في “هآرتس” تطوّر عمل كتيبة جنين، وتحدّث الى مصادر عسكرية صرّحت بأن “عناصر كتيبة جنين وزّعوا الكاميرات في شوارع المخيم وأطراف المدينة، وهي إحدى الأساليب التي ستساعد العناصر المنتشرة على أسطح الأبنية وفي الشوارع على مدار الساعة، كل ذلك يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي الوصول إلى المخيم أو الانسحاب منه، في الماضي، كانت الصعوبة تتمثل في اختراق مخيم اللاجئين – التحدي الأصعب اليوم هو الخروج منه”.
وفي سؤال الصحيفة لـ “مسؤول أمني” حول تجنّب الجيش الدخول في عملية واسعة النطاق في الضفة وتحديداً في مخيم جنين، أجاب “إن عملية من هذا النوع ستنتهي بعدد كبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين، وهذا سيؤدي الى مزيد من العمليات الانتقامية وإشعال المناطق كافة، وقد تشتعل غزّة أيضاً بشكل غير مباشر… لا أحد يريد ذلك”.
زعماً أن “التحدي الأكبر في حرب العقول التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد كتيبة جنين” هو كيف يمكن إلحاق الضرر بالبنية التحتية للمقاومة دون “أن تدخل المنطقة بأكملها في دوامة التصعيد الأمني”.
كذلك، تنقل الصحيفة العبرية “تحذيرات” من المستوى الأمني للاحتلال تفيد بأن كتيبة جنين لم تعد راضية عن عمليات إطلاق النار ضد مواقع الجيش الإسرائيلي”. بل توقّع “المسؤول الأمني” أن الكتيبة في مرحلة انتقالية من عمليات إطلاق نار الى عمليات بالمتفجرات”.
على الرغم من أن مجموعات المقاومة لا تزال تعتبر “فتيّة” وتتحرّك وسط ساحة معقّدة و”محاصرة” من الاحتلال، الا أنها استطاعت أن تجعل من الضفة الغربية المحتلّة ساحة استنزاف لجيش الاحتلال الذي لا يملك الا خيار التعامل الموضعي مع هذه المجموعات بالنظر الى التغيرات الجذرية التي أحدثتها على الساحة الفلسطينية.
المصدر: الخنادق