وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت.. تاريخ من الإخفاقات..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
عّين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساعده في حزب “الليكود” الجنرال يوآف غالانت وزيراً للحرب وجيش الاحتلال وذلك في إطار اختيار الشخصيات الأكثر تطرفاً لإحكام القبضة على الحكومة وتمرير الأجندات السياسية والعسكرية الأكثر تطرفاً خاصة في الساحة الفلسطينية.
بدأ “غالات” في أولى تصريحاته منذ توليه المنصب في 29 ديسمبر 2022، ضمن الحكومة الـ 37 منذ قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلّة عام 1948، بتوجيه “تهديدات” الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية زعماً منعها من امتلاك الأسلحة النووية. كما ادعى اتخاذ “إجراءات صارمة بشأن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل”.
لكنّ “غالات” الذي يوصُف في أوساط الاحتلال بأنه صاحب العقيدة العسكرية الهجومية و”الاستعداد للمخاطرة”، لم يخلُ تاريخه “الأسود” بين السياسة والعسكر، من العديد من الإخفاقات.
من هو يوآف غالانت؟
ولد يوآف غالانت في 8 نوفمبر عام 1958 في حيفا المحتلّة. خدم والده مايكل في جيش الاحتلال في وحدة “شمشون” (وحدة المستعربين، من الوحدات الخاصة في الجيش) وكان أحد قناصي الجيش. ويُزعم أن والدته (فروما ني سيغال) ناجية من حادثة “الهولوكوست” المزعومة. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة حيفا.
المناصب العسكرية:
– عام 1976، تطوّع “غالانت” في وحدة الكوماندوس البحرية وخدم فيها كمقاتل وقائد.
– عام 1980 عُيّن قائداً لفريق الغواصة الهجومية.
– عام 1982، أنهى “غالانت” فترة الخدمة العسكرية الإلزامية وسافر الى ألاسكا في الولايات المتحدة حيث عمل حطاباً.
– عام 1984، عاد “غالانت” الى صفوف جيش الاحتلال في فلسطين المحتلّة وخضع لدورة تدريبية في البحرية وتأهّل على إثرها الى منصب ضابط مناوبة في الجيش.
– عام 1986، عُيّن في الكوماندوس البحري (الأسطول الثالث عشر) وترقى الى رتبة مقدّم. وكان قائد وحدة تدريب.
– شارك “غالانت” في حروب الاحتلال على قطاع غزّة ولبنان وشهد على إخفاقات الجيش وعمليات المقاومة النوعية، اذ كان من بين المسؤولين العسكريين خلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 – 1993) واجتياح الاحتلال للبنان (1982 – 2000) مع كلّ ما حمله من عمليات للمقاومة الإسلامية في الجنوب ولا سيما عملية أنصارية النوعية حين وقع كوماندوس الاحتلال في المصيدة، وصد عدوان “عناقيد الغضب” عام 1995، مروراً بالعمليات الاستشهادية عند الشريط الحدودي وصولاً الى التحرير.
– عام 1994، نُقل “غالانت” الى الوحدات البرية لجيش الاحتلال وعُيّن قائداً لفرقة “جنين”، قاد أكثر من عدوان على جنين ومخيمها أدى في نهاية المطاف الى استشهاد واعتقال حوالي 100 مجاهد حسب مزاعم الاحتلال.
– في العام نفسه عاد “غالانت” الى الكوماندوس البحري.
– أمّا عام 1995، فكان “غالانت” متورطاً في نقل مجموعة الموساد التي اغتالت مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، من جزيرة مالطا.
– في العام نفسه، قتل المقاتل البحري ران كيمتشي في حادث تدريب.
– في كانون الأول / ديسمبر 1996، قتل اثنان من مقاتلي الأسطول الثالث عشر، يائير إنجل وماتان بوليبودا، في حادث تدريب أثناء تدريب الغوص.
– عام 1997، انهى عمله العسكري في الكوماندوس.
– عام 1999، عاد “غالانت” الى الذراع البري في الجيش وقاد فرقة “غزّة”.
– بين عامي 2001 و2002، شغل منصب رئيس الأركان في مقر Land Arms (الذراع البري).
– عام 2002 عيّن “غالانت” سكرتيرًا عسكريًا لرئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، وترقّى إلى رتبة لواء.
في تلك الفترة شهد “غالانت” على أحداث وعمليات المقاومة في الانتفاضة الثانية (2000 – 2005) وانسحاب الجيش والمستوطنين من كامل قطاع غزّة.
الإخفاقات في الجبهة الجنوبية:
– نهاية عام 2005 عيّن “غالانت” قائدا للجبهة الجنوبية في الجيش، وكلّف بنشر الجيش على حدود قطاع غزّة.
– في سياق عمله العسكري، اختطفت المقاومة الفلسطينية الجندي جلعاد شاليط ضمن عملية “الوهم المتبدّد” عام 2006، فكان “غالانت” من المسؤولين الرئيسين على عدوان على غزّة تحت اسم “أمطار الصيف”.
– كان “غالانت” من بين الأسماء المرشحة لمنصب قائد الجبهة الشمالية في الجيش بعد استقالة قائدها أودي آدم على إثر حرب تموز عام 2006 في لبنان.
– في العام 2006 أيضاً، شنّ “غالانت” بالتعاون مع قائد فرقة غزة موشيه تمير آنذاك، وبتأييد من رئيس أركان الجيش آنذاك غابي أشكنازي، هجمات ضد المقاومة الفلسطينية وراء السياج الفاصل.
– في شهر شباط / فبراير من العام 2008، شنّ “غالانت” عدوان “الشتاء الدافئ” على قطاع غزّة وتحديداً في شماله في منطقة “جباليا” بزعم وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية التي طالت الأراضي المحتلّة. لكنّ الاعلام العبري والمراقبون العسكريون اعترفوا بفشل هذا العدوان وأهدافه، اذ علّق الصحفي الكاتب، أمير تسوريا، عن انسحاب قوات الاحتلال من جباليا قائلاً “مثلما دخلوا خرجوا !!
واستمرت حماس حتى خلال الحرب بإطلاق الصواريخ بما في ذلك من داخل مناطق التواجد العسكري بمعدل من 40 ـ 50 صاروخا يومياً، وعدد القتلى من عناصر حماس قليل جداً”.
– في العام 2008، قاد “غالانت” أيضاً عملية أخرى فاشلة، اذ خطط لاغتيال القائد في كتائب القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) أحمد الجعبري على يد وحدة النخبة في جيش الاحتلال.
– نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، قاد “غالانت” عدواناً على غزّة تحت اسم “الرصاص المصبوب”، ارتكبت غارات طائرات الاحتلال في اليوم الأول من العدوان مجازر في القطاع راح ضحيتها 200 شهيد وأكثر من 700 جريح. واستخدم الجيش الأسلحة المحرّمة دولياً. استمر العدوان حوالي الـ 3 أسابيع دون أن يحقق “غالانت” وجيشه الأهداف مثل القضاء على حكومة حماس والقضاء على البنية التحتية للمقاومة ومصادرة قرارها لصالح الأنظمة العربية المطبّعة آنذاك.
– استمرت المقاومة الفلسطينية بأعمالها عند حدود القطاع ما أجبر “غالانت” على إنشاء وحدة القنابل اليدوية في آب / أغسطس من العام 2010 وزعم أن الجبهة الجنوبية بحاجة الى وحدة خاصة للقتال.
انتقادات ومحاكمات:
في 5 أيلول /سبتمبر 2010، وافقت حكومة الاحتلال على توصية وزير الحرب آنذاك إيهود باراك بتعيين “غالانت” رئيساً لأركان الجيش. أثار ترشيحه الكثير من السجالات في الأوساط العسكرية التي انتقدته لعدم خبرته في الذراع البري، واعتبرت ترشيحه تكرار لتجربة رئيس الأركان السابق، دان حالوتس، الذي قدم من سلاح الجو، وكان أداؤه في حرب تموز 2006 في لبنان “كارثياً”. كما انتقد “غالانت” بسبب علاقاته مع العديد من رجالات الأعمال والسياسيين، في إشارة الى سوء استغلال هذا المزيج بين رأس المال والسياسة.
كذلك منعت المخالفات “غالانت” المتعلّقة بالبناء والتخطيط في مستوطنة “موشاف عميكام”، كشفت جلسات “المحكمة العليا” أنه اعتدى على “منطقة عامة” ولم ينفّذ الأوامر بإخلاء لمدة 4 سنوات. بالإضافة الى ذلك ذكرت “المحكمة” أن “غالانت” وقّع على إقرارات كاذبة تتعلق بالزراعة.
عُيّن “غالانت” رئيساً تنفيذياً لشركة “ناماكس للنفط والغاز”، لكن في العام 2013 صرّحت بالفشل في الحفر والتنقيب في “أفروديت 2” (الجانب الفلسطيني المحتل من منطقة “أفروديت” القبرصية). استقال “غالانت” من منصبه في حزيران / يونيو عام 2014.
في السياسة:
– دخل “غالانت” الى الحياة السياسية عام 2015، وكان عضواً في “الكنيست” العشرين على قائمة حزب “كولانو” برئاسة موشيه كحلون والذي يدور في فلك حزب الليكود وزعيمه نتنياهو. وعيّن وزير “إعمار وإسكان” الاحتلال وزيراً ومراقباً في مجلس الوزراء السياسي والأمني في حكومة الاحتلال الـ 34.
– في العام 2019، وعشية انتخابات أخرى “للكنيست” انشق “غالانت” عن حزب “كولانو” وانضم الى حزب الليكود.
– في 17 أيار / مايو 2020، تم تعيينه في الحكومة الاحتلال الـ 35 وزيراً للتربية وعضواً في مجلس وزراء الأمن السياسي.
– في أيار / مايو 2021، تم تعيينه وزيراً للتعليم العالي.
– في 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2022 عين “غالانت” رئيساً للجنة المؤقتة للشؤون الخارجية للأمن.
المصدر: الخنادق