بمناسبة أعياد الميلاد.. “يائير“ يبشر المصلين اليهود باقتراب وصولهم إلى “مكة“.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
احتفت صحف سعودية رسمية بأعياد الميلاد كما لم يسبق لها من قبل، ضمن ثقافة تطلق عليها السلطات السعودية (التسامح الديني)، رغم أنه ليس بالمفهوم الواضح للشعار وإنما بما يخدم مسارات اتفاقيات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وسلخ المجتمع السعودي من هويته الدينية والعروبية تدريجياً، وهي الطريقة التي يحاول من خلالها النظام تحسين صورته المشوهة أمام شعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية.
وأصدرت صحف سعودية أعداداً خاصة تناولت أعياد الميلاد ومظاهرها واحتفالاتها وأطعمتها، مركزة على فكرة التعايش مع الثقافات والأديان الأخرى، في المطاعم السعودية، وكتبت صحيفة “عرب نيوز السعودية”، التي تصدر باللغة الإنجليزية، على صورة نُشرت في صفحتها الأولى، أن السعوديين يعيشون روح عيد الميلاد كما لم يسبق من قبل، وشجرة عيد الميلاد وعربة سانتا كلوز تجرها الغزلان في سماء الرياض..
وفي مقال الصحيفة الافتتاحي الذي كتبه رئيس تحريرها، قدم فيصل عباس التهنئة للمسيحيين كافة في المملكة السعودية وخارجها بمناسبة عيد الميلاد، مبدياً امتنانه لما أسماها الإصلاحات الملحوظة في المملكة، في إشارة إلى الانفتاح على الأديان الأخرى في إطار اقتراب إعلان النظام التطبيع الشامل مع الكيان الإسرائيلي والذي لم يعد ينقصه سوى الإشهار، حسب مراقبين، ملمحاً إلى أن المملكة قد تأخرت عن اتخاذ هذه الخطوة، بقوله: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”.
وأبدى رئيس تحرير الصحيفة السعودية افتخاره بتقدير الأوساط اليهودية لتعايش السعوديين وقبولهم بخطوات التطبيع، مشيراً إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس شقاقاً دينياً وإنما صراع يدور حول الأراضي الفلسطينية، معبراً عن ذلك بالقول: “إن “إيماءاتنا لقرائنا اليهود، تتماشى مع إيماننا بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هو صراع يدور حول الأراضي المحتلة، على النحو المحدد من قبل الأمم المتحدة، ولا يجوز السماح بالاستمرار في تصويره على أنه شقاق ديني، ولهذا نحن فخورون بأن يكون الحاخام مارك شناير، ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي رولاند إس لودر، والأكاديمي الشهير يوسي ميكلبيرغ من بين المقدرين لدينا”..
مؤكداً أن إصدار عدد عيد الميلاد من الصحيفة، سيصبح طقساً سنوياً”، متباهياً بأن صحيفته أول من هنأ أتباع الديانة اليهودية، رغم الانتقادات التي تلقتها ممن وصفهم بـ”معادي السامية”.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن رئيس وزراء الكيان المنتهية ولايته، يائير لابيد، أن هناك تطورات جديدة على صعيد العلاقات الصهيونية السعودية، مبشراً من أمام الكنيست، الخميس الماضي، المصلين اليهود بأن وصولهم إلى مكة بات قريباً: “بدأنا حواراً مع السعوديين سيسمح برحلات جوية فوق أراضيها ووصول المصلين إلى مكة”.
ورغم كل محاولات النظام السعودي إظهار الانسلاخ من الدين والأعراف القائمة في المملكة ومنظومة المبادئ المبنية على الدين والعروبة، إرضاءً للقوى العالمية التي تتخذ من ذلك النظام أداة لتحقيق أهدافها في المنطقة العربية؛ إلا أنها لا تحظى أبداً بذلك الرضى، حيث ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية أن النظام السعودية يستخدم أعياد الميلاد كغطاء لتنفيذ جولات من الإعدامات لمعتقلي سجونه سيئة السمعة..
مؤكدة في تقريرٍ، أن الرياض تستغل انشغال دول الغرب بالاحتفالات لتنفيذ إعدامات جديدة، وتحاول في هذا التوقيت تجنب رد الفعل والغضب العالمي ضد أفعالها المشينة، وكان نواب بريطانيون حذروا من لجوء السعودية إلى استخدام عيد الميلاد “غطاء لارتكاب الفظائع”، مذكِّرين بأن السلطات السعودية أعدمت 50 شخصاً بينهم أطفال، في أواخر شهر ديسمبر من عام 2016م.
YNP