على خطى ترامب.. نتنياهو يتلذذ بإهانة عرب التطبيع وعلى رأسهم السعودية..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
“الجميع يقول بأنه لا يمكن الوصول إلى العالم العربي ما لم تحل المشكلة الفلسطينية أولاً، ولكننا فعلنا ذلك وأبرمنا اتفاقيات سلام تاريخية مع جيراننا العرب..
من غير المعقول أن تكون اتفاقيات السلام التاريخية التي أبرمناها مع دول الخليج (الفارسي) تتم بدون موافقة ضمنية من السعودية”، هذا الكلام هو لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قاله في مقابلة مع الأميركي بيتر روبنسون بثت الليلة الماضية.
وفي مقابلة أخرى مع صحيفة “جويش إنسايدر” قال نتنياهو: “آمل أن نحقق سلاماً رسمياً كاملاً مع السعودية، كما فعلنا مع دول مثل البحرين والإمارات.. أن إبرام اتفاقية مع السعودية، سيكون بمثابة قفزة كبيرة من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل والعرب”.
اما ثمن التطبيع الذي سيدفعه نتنياهو للسعودية، كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلية”، التي ذكرت:”ان نتنياهو، سيعلق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل صفقة تطبيع مع السعودية، حتى يشعر السعوديون بحرية التحرك نحو التطبيع”.
اللافت ان الصحيفة “الإسرائيلية”، إستخدمت عبارة “تعليق” وليس “إلغاء” خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، مقابل التطبيع مع السعودية، لمعرفتها ان الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، لم يشهد توسعاً كما شهده في ظل الحكومات التي ترأسها نتنياهو، ورغم كل ذلك وقع نتنياهو على اتفاقات تطبيع مع دول عربية كالامارات والبحرين والمغرب والسودان.
واللافت ان نتنياهو العائد هذه المرة على رأس حكومة، تعتبر أكثر حكومة “إسرائيلية” يمينية ومتطرفة وعنصرية وارهابية في تاريخ “اسرائيل”، وهي حكومة لم تتشكل الا بعد ان وعد نتنياهو حلفاءه، بتعزيز سياسات الضم في الضفة الغربية كجزء من اتفاقه الائتلافي مع احزاب الصهيونية الدينية.
الطريقة التي يتعامل بها نتنياهو مع عرب التطبيع وخاصة السعودية، لا تخلو من الاستعلائية والاهانة، فهو لا يستخدم لغة دبلوماسية، عندما يتحدث عنهم، لاسيما عندما يكرر بمناسبة او بدونها، ان التطبيع مع العرب لا يحتاج ان نقدم تنازلات للفلسطينيين، وان ثمن التطبيع مع السعودية هو فقط “تعليق” الضم، لبعض الوقت، من اجل رفع الحرج عن السعودية، ليتم دفعها الى حظيرة المطبعين.
يبدو أن نتنياهو يقلد طريقة ترامب في تعامله مع بعض الانظمة العربية وفي مقدمتها السعودية، فهو كلما يمعن اكثر في إهانتها وإذلالها واستخدام تعابير سوقية ضد مسؤوليها، كلما انبطحت السعودية ورضخت أكثر، وكلنا يتذكر نصف الترليون دولار التي شفطها ترامب من الخزينة السعودية، بعد ان اطلق سلسلة من الاهانات ضد الملك السعودي سلمان، والتي استفزت حتى المناهضين للسياسة السعودية من العرب ، لذلك نرى نتنياهو لا يفكر مطلقا في الحرج الذي تسببه تصريحاته للمسؤولين السعوديين وعلى راسهم ابن سلمان.
يبدو ان طريقة تعامل نتنياهو مع السعوديين، اخذت تؤتي اكلها، فالسعودية وبدلا من ان يرد مسؤولوها على نتنياهو، نراهم، يدلون بتصريحات تؤيد ما يقوله، وانهم ذاهبون الى التطبيع وان مسألة التطبيع مسألة وقت، لذلك لم نجد تعبيرا يمكن ان يوصف حال المسؤولين السعوديين ، وباقي التطبعيين العرب، إلا قول المتنبي: مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ.
المصدر: العالم