الناخب الأمريكي بين خيارين.. رئيس مُختل ورئيس مُتخلف..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
“عيد ميلاد مجيد للجميع، بمن فيهم الماركسيون اليساريون الراديكاليون الذين يحاولون تدمير بلدنا، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يقوم بالإكراه وبشكل غير قانوني بدفع وسائل الإعلام الإذاعية والاجتماعية للترويج لديمقراطيّة متخلف عقلياً على حساب شخص ديمقراطي لامع وصاحب نظرة ثاقبة مثل دونالد ترامب، المحب للولايات المتحدة”، كل من يقرأ هذه السطور لا ينتابه أدنى شك ان كاتبها هو انسان مختل عقلياً بالتأكيد.
كاتب هذه السطور، الذي وصف النواب الديمقراطيين الامريكيين بـ “الماركسيين اليساريين الراديكاليين”، الذين يحاولون تدمير البلاد، و وصف الرئيس الامريكي جو بايدن بـ “المتخلف عقلياً”، والذي اشاد وبشكل جلف بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفاً اياه بـ”الشخص الديمقراطي اللامع وصاحب نظرة ثاقبة”، ليس سوى ترامب نفسه، كتبها على شبكة التواصل الاجتماعي “تروث سوشل”، بمناسبة أعياد الميلاد.
لا نعتقد أن انصار ترامب من الامريكيين، الذين اقتحموا مبنى الكونغرس الامريكي، وكانوا يسعون لالغاء نتائج الانتخابات، وقتل كل من خالف ترامب، وفي مقدمتهم رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي، بتحريض واضح وصريح من ترامب نفسه، لا نعتقد ان هؤلاء عندما يقرأون هذه السطور، ينتابهم ادنى شك في ذكاء وحنكة وحكمة زعيمهم، فترامب يجسد افكارهم تجسيدا حيا، فهم يرون فيه حاضرهم ومستقبلهم، لذلك لن تقدم هذه السطور ولا تؤخر في حبهم حتى الهيام لشخص ترامب.
هنا نسأل الإنسان الطبيعي، الذي يحكم على الناس من خلال كلامهم وسلوكياتهم انطلاقا من الحكمة القائلة: ان “المرء مخبوء تحت لسانه”، كيف سيحكم على شخص عادي يمتدح نفسه وينتقد معارضيه بهذا الشكل السوقي؟،
من المؤكد انه سيصفه بالارعن على اقل تقدير، ولكن يا تُرى ماذا سيكون حُكمه اذا علم ان هذا الرجل، كاتب تلك السطور، كان يقود امريكا “الدولة التي تدعي انها الاعظم في العالم” على مدى اربع سنوات، ويبذل كل ما في وسعه الان للعودة مرة اخرى الى حكمها؟،
ألا سيشك هذا الشخص بوجود ديمقراطية أصلاً في امريكا؟، فالديمقراطية تعني من بين ما تعني انتخاب الاصلح لقيادة اي بلد، ولكن ما نشاهده في امريكا ومنذ اكثر من 6 سنوات، ان الناخب الامريكي محشور في زاوية ضيقة، فهو مخير فقط ان يختار أما رئيساً “متخلفاً عقلياً” مثل بايدن ، كما يراه نصف الشعب الامريكي، او ينتخب رئيساً “مختلاً عقلياً” مثل ترامب، كما يراه النصف الاخر من الشعب الامريكي.
والغريب ان الديمقراطية الامريكية، وعندنا تفرض على الشعب رئيساً “مختلاً” مثل ترامب، او “متخلفاً” مثل بايدن، لا تملك آلية لعزلهما، حتى لو ظهرت علائم الجنون وبوضوح كامل على “المختل”، او صافح “المتخلف” الهواء، وتحدث مع الاشباح ، فسيبقى رئيسا على الامريكيين، جاثما على صدورهم ، الى ان تنتهي دورته، فهذا ما حدث مع المختل ترامب ، والذي يحدث الان مع المتخلف بايدن.
المصدر: العالم