الى غانتس.. الغرب لا يملك من خيار غير الدبلوماسية للتعامل مع إيران..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
كيان شاذ وغريب وقائم على الاحتلال والقتل، لا يقيم وزناً لا لقوانين دولية و لا انسانية، يقتل الفلسطينيين ويسرق جثامينهم، يعتدي ليل نهار على دول المنطقة، امام مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكناً، مثل هذا الكيان الارهابي الاجرامي، الذي يملك اكثر من 200 قنبلة نووية، يدعو الغرب الى مهاجمة ايران، لمجرد انها تمتلك برنامجا نوويا للاغراض السلمية، ويخضع على مدار الساعة لتفتيش خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قبل أيام قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في كلمة أمام المؤتمر السنوي للإعلام اليهودي الذي ينظمه المكتب الصحفي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي: ان “الوقت حاسم، إيران تعاني حالياً من مشاكل داخلية، وصعوبات اقتصادية..
الآن يجب تعميق التعاون العسكري والاستخباراتي والسياسي.. الآن هو الوقت المناسب للضغط على إيران للتوصل إلى اتفاق نووي مُحسّن يوقف تقدمها النووي.. وإذا ما فشل هذا الجهد يجب الجمع بين استخدام القوة واستعراض القوة في مواجهة العدوان الإيراني. يجب أن يركز النشاط الآن على الوقاية قبل فوات الأوان”.
اللافت ان هذا الارهابي وقاتل الاطفال الذي يطالب الغرب لـ”مواجهة العدون الايراني” ، اصدر أمس الأربعاء أوامره، بسرقة جثمان الشهيد ناصر أبو حميد وعدم تسليمها لذويه لدفنها، بعد ان تم اغتياله في السجن، نتيجة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي نفذتها إدارة سجون الاحتلال بحقه على مدار سنوات اعتقاله، والتي تسببت بإصابته بسرطان الرئة.
ان قرار غانتس باحتجاز جثمان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، رغم أنه يخالف أبسط القوانين والأعراف الدولية، وينتهك كل معايير حقوق الانسان، إلا اننا نرى في المقابل عجزاً فاضحاً للمنظمات والمحافل الدولية، امام مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي، فهذه المنظمات لا تستطيع الضغط على هذا الكيان كما تضغط على جميع دل العالم الاخرى فحسب، بل هي في سكوتها تعطي هذا الكيان الضوء الاخضر للتمادي بجرائمة دون اي اكتراث بنتائج ما يفعل.
اما بشأن تحريض غانتس الغرب ضد ايران، ومطالبته “استغلال فرصة احداث الشغب ” للضغط على ايران لحملها على تقديم تنازلات في المفاوضات النووية، فهذا لا يتعدى حدود الامنية او الحلم، فإيران قالت مراراً على لسان كبار مسؤوليها، انها لم ولن تقبل باستئناف مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 تحت الضغط والتهديد ولن تقدم اي تنازلات.
اما تهديده ايران بالخيار العسكري، في حال فشلت المفاوضات في حرمانها من حقوقها النووية، فغانتس يعلم ان زمن التهديد و الوعيد قد ولى، وان زمن الحرب الخاطفة، دون تقديم اي خسائر قد انتهى، فاليوم تعلم “اسرائيل” وغانتس بالتحديد، وقبلهما امريكا، ان اي خطأ يرتكبونه ضد ايران، سيكون ثمنه باهظاً وباهظاً جدا، وبعض هذ الثمن ستدفعه “اسرائيل” من وجودها المزيف.
على الغرب الا يصغي لعويل نتنياهو وغانتس وكوخافي، فهو عويل العاجزين، وعليه ان يصغي لصوت العقل، ويعترف بحق ايران في امتلاك برنامجاً نووياً للأغراض السلمية، وان يكف عن سياسة الحظر والضغوط القصوى العقيمة، وان يرفع والى الابد الخيار العسكري من على الطاولة، ويكتفي بالخيار الدبلوماسي، فهو الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله التعامل مع ايران.
المصدر: العالم