بعد تعثّر المفاوضات مع التحالف.. هل تجهّز صنعاء مفاجأة جديدة للتحالف والعالم.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
حالة غائمة بين وضع الحرب واللا حرب، والهدنة واللا هدنة، أقرب ما يوصف به الوضع في حرب التحالف على اليمن، فالحصار لا يزال قائماً بل ويتخذ مساراً تصاعدياً، باحتجاز التحالف سفن الوقود التي يفترض أن تصل إلى ميناء الحديدة، والعمليات العسكرية لا تزال مستمرة في عدد من الجبهات..
ففي مأرب تواصل القوات الموالية للتحالف زحفها على مواقع قوات صنعاء، كما تواصل السعودية تصعيدها ميدانياً وتستهدف مناطق حدودية، حيث ذكرت مصادر أن الجيش السعودي شن قصفاً صاروخياً على منطقة غافرة في مديرية الظاهر الحدودية في محافظة صعدة.
على صعيد التسابق للسيطرة على الجزر والممرات البحرية المهمة، لا تزال المياه الإقليمية هدفاً لقوى استعمارية عالمية، يعمل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، على تحقيقه وإيجاد موطئ قدم لتلك القوى في المياه اليمنية، وخلال الأيام القليلة الماضية دفعت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي بالقوات المصرية إلى مسرح العمليات العسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب..
وصولاً إلى خليج عدن الواقعة تحت السيادة اليمنية، مسندةً إلى البحرية المصرية مهمة قيادة قوات ما يسمى “المهام المشتركة 153″، في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، على خلفية ما أُطلق عليه مكافحة الإرهاب والتهريب والتصدي للأنشطة غير المشروعة، وقوات المهام المشتركة هذه عبارة عن تحالف عسكري متعدد الجنسيات يتكون من 34 دولة بينها الكيان الصهيوني، وانضمت مصر إليها في أبريل 2021 محتلة الترتيب الـ34.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات في المياه الإقليمية اليمنية ليست بعيدة أو خفية على جهات الرصد التابعة لسلطات صنعاء، إذ يتم رصد كل حركة وكل تجاوز ينسقه التحالف مع أي مسمى يحاولون شرعنته لتبرير التواجد في العسكري في المياه الإقليمية الخاضعة لسيطرة الجمهورية اليمنية..
وكان وزير دفاع صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أشار في وقت سابق إلى أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية والسيادة عليها كاملة..
مؤكداً أن الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، وأن قواته اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو يمس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية.
وبشأن ضلوع الإمارات في تسليم جزر يمنية لقوات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، وجه قيادي في حركة أنصار الله في اليمن، تحذيراً شديد اللهجة، حيث ذكر عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدالله النعمي، في تغريدة على تويتر، أن الإمارات مخطئة إذا ما اعتقدت أنها ستنجو من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، على خلفية سيطرتها على بعض الجزر اليمنية وتسليمها لقوات أجنبية..
مشيراً إلى أن الشعب اليمني يستطيع التمييز بين أصدقائه وأعدائه، وليس جاهلاً كما يظنه الغرور والعنجهية الإماراتية، موجهاً دعوته للإمارات إلى مراجعة حساباتها، قائلاً: “لو لم يمتلك الشعب اليمني سوى ركام من الأحجار لكان ذلك حرياً بالإمارات أن تعيد حساباتها وتفكيرها تجاه اليمن.. فكيف وقد أضحى لديه من القوة الباليستية والطائرات المسيّرة ما يجبر هذه الدويلة على العودة لصوابها”.
وفيما يؤكد مسئولو صنعاء أن قواتهم في حالة جهوزية عالية لأي مستجدات عسكرية سواء كانت دفاعية أو هجومية، يلمح آخرون إلى احتمال أن تلجأ صنعاء إلى حصار المطارات والموانئ السعودية والإماراتية، فيما يشبه الحتمية التي قد يفرضها تعثر المفاوضات بشأن تمديد الهدنة وصرف مرتبات الموظفين، فالأرجح أن صنعاء لن تقبل هذه الحال العائمة بين الحرب واللا حرب، يقول مراقبون.
وكانت قناة المسيرة، التابعة لأنصار الله، نقلت عن عضو مجلس الشورى، فاطمة محمد، أن مجلسي النواب والشورى في صنعاء خولا الحكومة والقوات المسلحة بضرب كل الأهداف في دول التحالف وفرض الحصار عليها ما أمكن ذلك، حسب تعبيرها، في إشارة إلى أن صنعاء قد تلجأ إلى هذه الخطوة وتفاجئ التحالف والعالم بما لم يكونوا يتوقعونه، كما هي عادتها خلال السنوات الماضية.
YNP