تفجير السدود وإغلاق المشافي.. التحالف يوزع الخراب بين أدواته في عدن والضالع.. “تقرير“..!

5٬785

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

ثماني سنوات منذ بدأ التحالف عملياته العسكرية في اليمن، بقيادة السعودية والإمارات، مدة كافية لمعرفة الغايات الحقيقية للحرب، وما إذا كان التحالف صادقاً في ما أعلنه من أهداف التدخل العسكري، أو أنها مجرد واجهة لمآرب أخرى كانت السنوات الثماني كفيلة بفضحها من خلال ما تكشفت عنه مسارات التدخل ونتائجه على الأرض وفي واقع معيشة المواطنين وأمنهم واستقرارهم..

وكما يقول مراقبون فقد كان حرياً بمن انجروا خلف التحالف أن يدركوا زيف الشعارات التي جعلتهم ينضمون إلى صفوفه، فالأوضاع في مناطق سيطرته لا تحتاج إلى ذكاء خارق لفهم ما حدث منذ مجيئه وتدخله العسكري، أما سلطات صنعاء وفي مناطق سيطرتها فلم يكونوا بحاجة إلى ثانية واحدة للتفكير والاستنتاج، فقد حسموا أمرهم ومواقفهم منذ اللحظات الأولى لبدء الحرب، واختاروا المواجهة كما لو أنهم قرأوا النتائج مسبقاً..

ونتيجة تلك القراءة الصائبة لا يكاد يحدث شيء من جرائم التحالف في مناطق سيطرته إلا وقد كانت صنعاء حذرت منه مسبقاً.

الأساس الذي بنت عليه صنعاء موقفها من التحالف جعلها تحرز تقدماً كبيراً في إجراءات المواجهة، سواء في ميدان المواجهات العسكرية أو السياسية، بل تمكنت من وقف الكثير من أعمال التحالف من خلال معادلات الردع التي تغيرت بعد توصلها إلى استراتيجيات عسكرية تكتيكية جعلتها رقماً مهماً أجبر التحالف على أن يعمل له ألف حساب قبل أن يقدم على شيء..

لكن في المقابل لم يتوقف العبث في مناطق الشرعية ولا تزال الأوضاع تتجه نحو الأسوأ كل يوم، ومع ذلك لم يجرؤ أحد على إلقاء نظرة فاحصة يفرز من خلالها نتائج مجريات ثمانية أعوام من الحرب وسياسة التحالف والشرعية التابعة له في إدارة المحافظات الجنوبية والشرقية، التي لا تزال إلى حتى اللحظة رهناً للتدمير والخراب بيد أبنائها أنفسهم الذين أيدوا شعارات التحالف وهم حفنة من المسئولين عرفوا طريق مصالحهم الشخصية فقط، وتسلطوا على رقاب الناس لقمعهم وإخراس أي صوت يحاول أن يقول الحقيقة أو يتحرر مما فرض عليه من الظلم والذل.

ويوماً بعد يوم تتكشف تباعاً حقائق ما جاء التحالف لأجله في اليمن، من خلال سلوكيات أدواته المسلطة على الأهالي، فمن القتل والاختطاف والاغتصابات، إلى تحويل الخدمات العامة إلى عقوبات على المواطنين، فها هي فصائل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، تغلق واحداً من أكبر مستشفيات عدن الحكومية، حيث أكدت مصادر محلية أن عناصر أحد فصائل الانتقالي منع عشرات المرضى من دخول مستشفى عدن العام، بدون أن يعرفوا سبباً أو مبرراً لهذا الإجراء التعسفي.

وفي الوقت نفسه، أقدمت عناصر تابعة لأحد فصائل التحالف- هذه المرة هو تنظيم القاعدة- على تفجير سد النخيلة في منطقة الأزارق بمحافظة الضالع، وهو أحد السدود التي يعتمد عليها الأهالي في مياه الشرب والزراعة، وتُعدُّ هذه الجريمة تدشيناً لانتشار جديد لعناصر القاعدة، الورقة التي يحركها التحالف متى شاء تبعاً لبوصلة مصالحه.

ما يحدث في عدن والضالع وكل المحافظات التي يسيطر عليها التحالف والشرعية، يعكس الغاية الحقيقية للتحالف، والتي تتمثل في تحويل تلك المحافظات إلى بؤرة عنف وفوضى وصراع، وخراب يطال كل مقومات الحياة، وينعكس مباشرة على المواطنين الذين تحولت حياتهم إلى كابوس لا يلوح في الأفق أنهم سيستيقظون منه، فالتحالف جاثم على صدورهم ويكتم على أنفاسهم مستنداً إلى أدواته المحلية هناك، والتي اعتبرها الأهالي ذات يوم ولحظوظهم السيئة النخبة التي تمثلهم وترعى مصالحهم.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com