لماذا مواقف إبن سلمان من فلسطين أكثر “إسرائيلية“ من “إسرائيل“..!

4٬775

أبين اليوم – الأخبار الدولية

“العلاقات بين الرياض وتل أبيب تتجه نحو التطبيع، لكن الأمر سيستغرق وقتا أطول ويجب ألا نضع العربة قبل الحصان”، هذا الكلام الواضح والصريح هو لوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في لقاء عقده في الأسابيع الأخيرة مع يهود من الولايات المتحدة، كما جاء في وثيقة رسمية حصل عليها موقع “آي24 نيوز “الاسرائيلي”.

الوثيقة كانت عبارة عن فيديو، ظهر فيه الجبير الى جانب مسؤولين سعوديين آخرين، وهم يتحدثون عن “حتمية” التطبيع بين السعودية و “إسرائيل”، وان المسألة مسألة وقت ليس إلا.
اللافت ان السعودية وفي اطار سياسة اعتمدتها منذ فترة، وخاصة بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، لا تنكر أي لقاء بين مسؤوليها وبين “الاسرائيليين”، ولا اي تصريح حتى لو كان امام الصحفيين لمسؤول سعودي يدعو للتطبيع مع “اسرائيل”، كما هو حال الجبير وغيره.

اللافت أيضاً، ان مهمة نقل أخبار اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والاسرائيليين، والتصريحات التي يدلون بها، القتها السعودية على عاتق “اسرائيل” التي تقوم بنقل هذه اللقاءات والتصريحات، بأدق التفاصيل، والتي كما يبدو لم تعد تزعج السعوديين أصلاً.

على سبيل المثال لا الحصر، تصريح عضو الكنيست الصهيوني داني دانون من حزب الليكود، أمام منتدى دولي لاتفاقات أبراهام للتطبيع، والذي نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل” وقال فيه: “إنه يتوقع رؤية اتفاق بين الكيان والسعودية في العام المقبل”، واللافت ان توقع الرجل جاء استناداً الى محادثات أجراها مؤخراً مع مسؤولين سعوديين، دون ان نجد مسؤولاً سعودياً واحداً يرد على دانون او يستنكر عليه ما قال.

المراقبون للسياسة السعودية يدركون جيداً، ان السعودية في ظل حكم ابن سلمان، تربطها علاقات اكثر من تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي، الا انها لم تعلن عن ذلك رسمياً، فالسعودية فتحت مجالها الجوي أمام الطائرات “الإسرائيلية”، رغم تأكيدها مراراً أنها ملتزمة بقرار جامعة الدول العربية، بعدم إقامة علاقات مع الاحتلال إلا بعد “حل النزاع العربي الإسرائيلي”..

وتنسق مع الكيان أمنياً وعلى اعلى المستويات، حتى باتت مواقف السعودية من القضايا الإقليمية والدولية، استنساخاً لمواقف “اسرائيل”.

يرى أغلب المراقبين للعلاقة الحميمة بين السعودية والكيان الإسرائيلي، ان ابن سلمان يتعمد عدم الإعلان عنها رسمياً، لأنه لم يحصل بعد على تزكية كاملة من الدولة الامريكية، لتوليه عرش السعودية، كما لم تعلن هذه الدولة رسمياً إغلاق ملف جريمة قتل الصحفي عدنان خاشقجي، رغم أنه يحاول بين وقت وآخر كسب ود المتنفذين في هذه الدولة، باتخاذ مواقف اكثر “اسرائيلية” من “اسرائيل” نفسها، ازاء القضية الفلسطينية..

وكذلك عبر انفاق أموال ضخمة في امريكا على قضايا تافهة، من أجل تلميع صورته وكسب ود اصحاب القرار فيها، كما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً، عن ان ابن سلمان ضخ اموالا طائلة في دوري الغولف الأمريكي.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com