نتنياهو إمتصاص النقمة وشكوك المتطرفين..!

4٬412

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يحاول بنيامين نتنياهو جاهداً ان يمتص نقمة “الاسرائيليين” من خلال التأكيد على ان لا شيء سيتغير في الكيان مع بدء ولايته والمتطرفين الذين سيجلسون الى جانبه.

نتنياهو يدرك ان أزمته في ظل حكومته الجديدة ليست فقط مع معارضية من الوسط واليسار وإنما أيضاً مع أعضاء حزبه الحاكم الذين اصبحوا يرون ان نتنياهو يقودهم الى الهاوية ليس فقط هم بل وكل الكيان “الاسرائيلي” من خلال تمكين اليمين الديني والقومي من السيطرة على مفاصل امنية واقتصادية هامة.

“لن تكون دولة دينية وسنولد الكهرباء يوم السبت” هذه الكلمات التي عجل بها لسان نتنياهو تؤكد أن حلفاءه الذين فرضوا اجندتهم على ثلاث وزارات سيادية رئيسية وهي وزارة الحرب والامن القومي والداخلية يطمحون اليوم لفرض اجندتهم السياسية والدينية على غالبية “الاسرائيليين غير المتدينيين”..

ورغم تنطع نتنياهو في الكنيست بأن “الشارع الاسرائيلي” اختاره ومن معه ليحكموا بطريقتهم الا انه يعرف أن هؤلاء سيقحمونه في قرارت وسياسات لن تكون مقبولة على المجتمع الدولي وحتى على الولايات المتحدة التي تمنح كيانه الغطاء منذ قيامه وحتى اليوم، وألقى يائير لبيد بكلمات ثقيلة على مسمع نتنياهو عندما قال ان الاخير مرعوب من المحاكمة – في اشارة الى القضايا التي تعصف به – واليوم الصغار الذين حوله هم من يدير الأمور..

لكن أيضاً حتى حلفاء نتنياهو كما يبدو وعلى رأسهم بن جفير وسمطرتش غير واثقين في الرجل لاسيما وانهم يعرفون أنه ضحى بالكثير من السياسيين في الكيان في سبيل مصالحه الشخصية وهو الأمر الذي دفعهم الى اجباره على انتخاب رئيس كنيست مؤقت من الليكود وذلك لكي يضمنوا إقرار التشريعات والقوانين التي يريدونها قبل حتى تشكيل الحكومة وذلك خوفاً من ان يتنصل الرجل من شروطهم بعد ان تحصل الحكومة على الثقة..

ويصبح هو في مأمن حتى لو انفضت بعد اشهر سيظل على رأسها الى حين إجراء انتخابات جديدة. المضحك ان حلفاء نتنياهو كل منهم يحتاج الى تشريع خاص كي يجلس في الحكومة مثل ارئيه درعي الذي يحتاج الى تشريع يسمح له بعد ادانته في السابق بقضايا فساد ان يكون وزيراً، وبن جفير المتهم بدعم تنظيمات ارهابية يهودية كي يكون وزيراً للأمن القومي مع صلاحيات واسعة للسيطرة على الشرطة وحرس الحدود..

وسمطرتش الذي سيكون وزيراً في وزارة الحرب مع صلاحيات تتعلق بالضفة الغربية والاستيطان فيها. الواضح ايضا ان هذه الحكومة ليست حكومة اربع سنوات وانها ستسقط في الختام ولذلك حلفاء نتنياهو سيحاول كل منهم ان يحصد ما يريد منها في المرحلة المقبلة وطبعا بهدف تحسين اوضاعهم في الانتخابات المقبلة..

لكن الواقع قد لا يكون كذلك وقد تكون هذه الحكومة هي التي ستذهب بكيان الاحتلال الى بعيد والمقصود الى مرحلة ما بعد القمة، وهي مرحلة الانحدار التي في العادة تبدأ على يد المتطرفين والغلاة فهذه الحكومة لن تصطدم مع الفلسطينيين فقط بل ستصطدم مع العالم الذي بات يبحث عن حلول للازمات الدولية وبات منهكاً وغير قادر على احتمال أزمات جديدة..

وعليه فإن نتنياهو على الأغلب ستكون هذه آخر حكومة يشكلها لكن مرحلة هامة ليست لمصلحة “الكيان” سيبدأ التأريخ لها من تسلم حكومة نتنياهو واليمين المتطرف دفة الحكم.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com