المجتمع الدولي يصطدم بقدرة صنعاء على التعامل مع ضميره الميّت.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
ينكشف الضمير العالمي على أسوأ وجوه القبح في التعامل مع قضايا الشعوب ومظلومياتها، مهما كانت مشروعة ومهما كانت صاحبة حق،
سواء في ما يتعلق بحريتها وحقها في الاستقلال من الوصاية الخارجية أو في ما يخص تعرضها للاعتداء عسكرياً أو اقتصاديا..
فالقوى العالمية والدولية لا تعتمد في التعامل مع تلك القضايا سوى معايير مصالحها ومكاسبها، وليست شعارات الإنسانية ودعم حريات الشعوب والدول وحماية استقلالها وسلامة أراضيها إلا واجهات تضليلية وغطاء لأبشع انتهاكات الحقوق والحريات.
بيانات الإدانة التي أصدرتها جهات دولية بعد الإجراء التحذيري الذي اتخذته سلطات صنعاء لمنع ناقلة نفطية من نهب الخام اليمني من ميناء الضبة بحضرموت، كانت أشبه ببيانات الصدمة، حيث تعاملت تلك الجهات مع تحذيرات صنعاء بنوع من الغرور والتعالي، لكن صنعاء أصبحت على قدر عالٍ من الإدراك للتعامل مع تلك الحالة الضبابية النفاقية التي يتعامل بها المجتمع الدولي، خصوصاً أنها مستمدة من صوابية الموقف ومشروعيته..
إذ ليس من المعقول أن يظل التحالف وأدواته المحلية يتصرفون في الثروات النفطية اليمنية فيما يعاني أبناء الشعب من انقطاع رواتبهم منذ ستة أعوام، ويكابدون ظروفاً معيشية غاية في الصعوبة، صنعها التحالف والمجتمع الدولي بشن الحرب وتأييدها وتصعيد الحصار الاقتصادي، لأنهم يحققون مكاسب كبيرة على كل المستويات ويزايدون بالوضع المتدهور الذي صنعوه هم وأجبروا اليمنيين على مكابدته..
وعندما قررت صنعاء وقف تلك المسرحية انهالت بيانات الإدانة، الأمر الذي يُعدّ انكشافاً مخجلاً لمواقف تمضي عكس وجهتها المفترضة، نتيجة ضمير عالمي دولي ميت منذ زمن، وبنت صنعاء مواقفها على أساس أنه لا جدوى من انتظار ضمير لا حياة له ولا أمل في عودته من الموت.
سلطات صنعاء تعاملت مع البيانات التي أدانت موقفها الدفاعي عن ثروات بلادها السيادية، بنوع من السخرية والحزم في الوقت نفسه، إذ اعتبرها نائب وزير خارجية، صنعاء حسين العزي، في تغريدة على تويتر، انعكاساً لحالة بشعة من ما أسماه بـ “الحَوَل الدولي”، الذي يرى ردة الفعل ولا يرى الفعل، ويدين الدفاع ولا يدين الاعتداء، حسب تعبيره، مخاطباً المجتمع الدولي بأن قصر النظر لديه لن يمكن أدواته من سرقة المزيد من ثروات اليمنيين..
مضيفاً أن 40 مليون يمني محاصر جميعهم متخصصون في علاج قصر النظر، في إشارة إلى أن اليمنيين لن يتراجعوا عن موقف الدفاع ومنع نهب ثرواتهم.
عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لسلطات صنعاء، محمد علي الحوثي، استنكر في تغريدة على تويتر، بيانات المبعوث الأممي وبقية المجتمع الدولي، التي أدانت دفاع اليمنيين عن حقوقهم ومرتباتهم ولم تُدِن مصادرة حقوق الشعب اليمني وحصاره وقتله واستهدافه..
موجهاً نصيحته للتحالف وأدواته بأن يوفروا على أنفسهم العناء ومداد كتابة البيانات، مؤكدأً أن الأمر جد، “إما وإلا”، وهي عبارة يكثر استخدامها في المجتمع اليمني في حالة التعبير عن الإصرار الذي لا رجعة فيه، وهي هنا للإشارة إلى استمرار موقف الدفاع عن الثروات واستعادة الحقوق.
YNP