فيلم “توب غون.. مافريك“.. بإمكان أمريكا قصف إيران ولكن في هوليوود فقط..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
اعتقدت الدولة العميقة في امريكا انها نجت في علاج “متلازمة فيتنام”، التي أصابت الشخصية الامريكية، بعد هزيمة الجيش الامريكي في فيتنام، وان المواطن الامريكي تحرر والى الابد من هذه العقدة، لذلك تم اعطاء جورج بوش الابن الضوء الاخضر لغزو افغانستان والعراق، وارسال مئات الالاف من الجنود الامريكيين لاحتلال هذين البلدين، بعد ان كانت امريكا، وتحت تأثير متلازمة فيتنام، تفضل تغيير الانظمة المناهضة لها ولاطماعها، عبر الثورت الملونة، او التدخل العسكري المحدود.
يبدو ان المواطن الامريكي ، وبعد النتائج الكارثية لغزو افغانستان والعراق اُصيب بمتلازمتين جديديتن هما “متلازمة العراق” ومتلازمة افغانستان”، والتي بانت عوارضهما من خلال تزايد حالات الانتحار في الجيش الامريكي، وقتل الجنود لزملائهم، والتهرب من الخدمة العسكرية، واتساع ظاهرة الرفض الشعبي للحروب التي تشنها حكوماتهم ضد شعوب العالم لاهداف لا تحقق الا مصالح تجار الحرب واصحاب النفوذ والمصالح الذين يمثلون 1 بالمائة من الشعب الامريكي، وكذلك مصالح “اسرائيل” والصهيونية العالمية.
مرة اخرى اخذت الدولة العميقة في امريكا تعمل من أجل التخلص من متلازمتي العراق وافغانستان، وتجميل صورة الجيش الامريكي المهزوم ، عبر إعطاء الضوء الأخضر للبنتاغون من أجل إتخاذ هوليوود وسيلة لتجميل صورة الجيش الأمريكي الذي ظهر على حقيقته في افغانستان والعراق، منهكاً مهزوماً.
أحدث محاولات البنتاغون بالتعاون مع هوليوود لرفع الروح المعنوية للجيش الامريكي والمواطن الامريكي، كان فيلم “توب غون: مافريك”، وهو فيلم من إنتاج عام 2022، ومن إخراج جوزيف كوزينيسكي، وتمثيل توم كروز، وعدد آخر من الممثلين الشهيرين.
الفيلم هو الجزء الثاني من فيلم “توب غون 1″، الذي انتج في ثمانينيات القرن الماضي وكان من بطولة توم كروز أيضاً، والذي قام بدور طيار فيه، وتدور دور أحداث فيلم “توب غون2 ” بعد 36 عاماً من أحداث الفيلم الأول، حيث يقوم توم كروز بتدريب مجموعة من الطيارين الشباب، بينهم إبن أعز أصدقائه الذي قُتل في الجزء الأول، من أجل تنفيذ مهمة سرية.
على الرغم من عدم ذكر أي من الشخصيات في فيلم “توب غون2 ” مطلقاً عدو أمريكا في هذا الفيلم، فإن القرائن الواردة في الفيلم تشير إلى أن العدو هو على الأرجح إيران، فعندما يتم شرح اهداف المهمة العسكرية للطياريين يُقال لهم: إن العدو لديه “مرافق تخصيب اليورانيوم” سيستخدمها قريباً “لإنتاج أسلحة نووية” ، وأن كلا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يعتزمان إيقافها”.
كان واضحاً دعم البنتاغون للفيلم، الذي اشترط في مقابل الدعم ان يتدخل بالسيناريو، فكل الوثائق التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات تظهر أن الفيلم لم يتم إنتاجه إلا بعد توقيع عقد بين هوليوود والبنتاغون ، وأصرت البحرية على إدراج “النقاط الرئيسية” في الفيلم مقابل وصول شركة إنتاج الفيلم الواسع إلى المعدات العسكرية.
الصحفي الاستقصائي ومؤلف كتاب “سينما الأمن القومي: دليل جديد صادم على سيطرة الحكومة على هوليوود” هو أحد أولئك الذين حصلوا على المعلومات. وأوضح سيكر أن فيلم “توب غان: مافريك” جاء بمهمة واضحة: “هذا الفيلم يدور حول استعادة صورة القوات المسلحة بعد العديد من الحروب الفاشلة.
ينص العقد بين البنتاغون واصحاب الفيلم على أن شركة إنتاج الفيلم يجب أن تقدم المنتج النهائي للفيلم إلى القوات المسلحة وتسمح لوزارة الدفاع “بتأكيد أن لهجة التسلسلات العسكرية متوافقة مع السيناريو المتفق عليه “.
و” إذا توصلت وزارة الدفاع إلى نتيجة مفادها بأن محتوى العمل يؤكد المخاوف المذكورة أعلاه ، فإنها ستبلغ شركة إنتاج الأفلام وستقوم شركة إنتاج الفيلم بإزالة المحتوى المطلوب من العمل “. بعبارة أخرى ، تشارك وزارة الدفاع في عملية كتابة الفيلم وإعداده.
إذا انتهكت شركة باراماونت هذه الاتفاقية ، فإن الأحكام ذات الصلة واضحة ومحددة. ينص العقد على أن القوات المسلحة ستلغي بشكل دائم الإذن باستخدام أي صور ، بما في ذلك أفرادها أو معداتها ، وسيتم إغلاق الفيلم على الفور. إلى جانب ذلك ، أشارت وزارة الدفاع إلى أن “طلبات تقديم الدعم في المستقبل.. قد يتم رفضها أيضا”. ببساطة ، أي شخص يصنع فيلما وكل لقطة لمشاهده لا تفي بمتطلبات وزارة الدفاع ، سيتم إدراجه في القائمة السوداء.
أخيراً.. قد يشطح الخيال بالدولة العميقة الامريكية، وبتأثير من اسرائيل واللوبيات الصهيونية، وتحلم بقصف ايران، ولكن سيبقي هذ الشطح في اطار الاحلام، لعلم هذه الدول العميقة، ان اي حماقة ترتكبها ضد ايران، ستكون عندها متلازمات فيتنام والعراق وافغانستان، شيئا لا يذكر أمام ما سيحصل، لذلك نرى هذه الدولة لا تبرح “متلازمة الخوف” من ايران، ولن تتحرر منها الا عبر هوليوود.
المصدر: العالم